«قولوا للى جاى من ليبيا على رجليه ومستنى الخير من البلد دى، أحمد رجع مشلول من أربع سنين ومفيش مستشفى عاوزة تقبله»، كلمات قالتها أسرة الشاب أحمد جمال عبداللاه، من محافظة أسيوط، الذى تعرض لحادث فى ليبيا، قبل ثورة 25 يناير، أصابه بشلل رباعى، إلا أن السلطات الليبية رفضت علاجه وأرسلته إلى مصر لتلقى العلاج، الطامة الكبرى التى أوجعت الأسرة هى عدم استجابة مستشفيات أسيوط لتلقى الحالة: «ليبيا رفضت تعالجه لأنه مصرى والمستشفيات عندنا رفضت تعالجه لأنه اتصاب بره»، حسب مصطفى عبداللاه، عمه.
محاولات الأسرة للبحث عن طوق نجاة لإنقاذ «أحمد» أوقعتهم فريسة فى يد مجموعة من المُتاجرين بمصابى ثورة يناير، طلبوا من الأسرة تقديم أوراق تثبت أن «أحمد» أصيب خلال الثورة، وقدموا لهم إغراءات مالية لعلاجه فى أكبر المستشفيات وذلك للضغط عليهم. أسرة «أحمد» أكدت أنها أخذت تعويض الإصابة وأبلغت الشرطة، وتم القبض عليهم: «كتر خيرهم قالولى متشكرين لأمثالك الوطنيين، طب وابن أخويا يا جدعان، أنا رفضت أبيع القضية وأنقذت بلدى، وفى الآخر الدولة اتخلت عن أحمد، ووزارة الصحة معبرتناش».
خلال شهر واحد أنفقت الأسرة 750 ألف جنيه علاجاً دون جدوى: «أحمد حالته النفسية سيئة بيموت بالبطىء، عارفين يعنى إيه واحد عنده 25 سنة المستشفيات رفضاه وبيلبس بامبرز فى السن دى؟ حسبى الله ونعم الوكيل، إحنا معانا فلوس نعالج ابننا بس افتحولنا مستشفى تعالجه».
تخاذل مسئولى الصحة بالمحافظة دفع عم «أحمد» لتقديم العديد من الشكاوى والمحاضر فى أقسام الشرطة ضد عدد من المستشفيات التى رفضت استقبال الحالة، إلا أن جميعها ما زالت حبيسة الأدراج دون جدوى