تشهد قرى ومراكز محافظة اسيوط ،خلال الايام الاخيرة من شهر رمضان كل عام ، اقبالا كبيرا على عمل مخبوزات العيد والتى تتمثل فى " الكحك والبسكويت والغريبة والبيتى فور والنواعم " والتى اعتاد الاهالى على تقديمها فى الاعياد للاقارب والضيوف والاهل والاحباب والاطفال ،كمظهر من مظاهر الاحتفال بالاعياد ،ولكن شهر رمضان هذا العام كان له طابع خاص ،فبين الواقع والموروث ،اثرت الاحداث السياسية والمأسوية التى شهدتها اغلب محافظات الجمهورية وما صاحبتها من تظاهرات مستمرة واحداث دموية،على جميع مظاهر الاحتفال بالعيد هذا العام .
ورصدت شبكة الاعلام العربية "محيط" من خلال جولتها بقرى ومراكز محافظة اسيوط، ،مظاهر الاستعداد والاحتفال بعيد الفطر المبارك وعادات صناعة كحك العيد بين الواقع والموروث .
الكحك "ديليفرى "
وتقول نفيسة عبد السلام ،موظفة ومن اهالى مركز القوصية ،اننا سنضطر هذا العام الى شراء مخبوزات العيد من محال الحلويات ،لان الحزن يخيم علينا وعلى اسرتنا بسبب الاحداث الجارية والتظاهرات المستمرة ،وما يحتاجه تجهيز تلك المخبوزات من مشقة وعناء ،كما ان كحك العيد والنواعم وجميع المخبوزات تصلنا حاليا "ديليفرى " حتى المنزل مما لايحملنا اى مشقة او تعب فى تجهيزه .
واشتكى محمد حسين ،صاحب محل حلويات وخبوزات العيد ،اننا نعانى هذا العام من قلة حركة المبيعات بسبب الاحداث الجارية والتى فرضت نفسها على حركة البيع والشراء الامر الذى اثر على مبيعات كحك العيد والنواعم والبيتى فور والغريبة وجميع انواع البسكوت والتى انخفضت اسعارها هذا العام نظرا لقلة الشراء مع تقديمنا لخدمة "الديلفيرى " التوصيل للمنازل ،حتى نتمكن من زيادة المبيعات .
توزيع الكحك على المقابر كعادة قديمة
وتضيف علية محمود ،ربة منزل بمدينة اسيوط ، اننا اعتدنا على تجهيز كحك العيد والنواعم فى الايام الاواخر من شهر رمضان وقبل حلول الاعياد والافراح ،لانها من اهم عاداتنا ولا نستطيع الاستغناء عنها ويتوارثها الاجيال ونعلمها لبناتنا ونطور فيها عام بعد اخر ،خاصة وان اطفالنا ينتظرونها بلهفة ،كما نقوم بتقديمها للاهل والاقارب ،فى المناسبات ، كما اعتدنا دائما توزيع الكحك على الفقراء عند زيارتنا للمقابر فى الاعياد كعادة قديمة توارثناها من الاجداد .
الاحداث الجارية واستبدال الكحك بالمشروبات والفواكه
وفى جو من الحزن تقول دعاء ربيع ،موظفة بالعلاقات العامة بمحافظة اسيوط ، ان الظروف والاحداث الجارية خيمت على فرحتنا بالعيد هذا العام وخاصة فى صناعة الكحك والمخبوزات فلم نقم بصناعتها او تجهيزها هذا العام ،واستبدلناها بالفواكه والمشروبات ،لن اهتمامنا هذه الايام باحياء شهر رمضان ومتابعة الاحداث السياسية والاحداث الدامية على شاشات التلفاز والتى اثرت على حالتنا النفسية ،خاصة مع مشاركة اغلب الاهالى فى التظاهرات الاخيرة .
التمسك بالكحك لانه من الموروثات
ويشير الحاج حسام ابوعليم ،من كبار عائلات ابوعليم بمركز ابوتيج ،انه عادة صناعة كحك العيد والبسكوت هى عادة قديمة من ايام الفراعنة ومن الموروثات التى توارثناها من الاجداد ولانستطيع تجاهلها او نسيانها فعلى على النقيض من باقى القرى والمراكز،فيشتهر مركز ابوتيج وقراه بانتشار عادة صناعة المخبوزات والكحك فى الاعياد ليتم توزيعها اثناء زيارة المقابر وعلى ارواح الموتى كصدقات ،ولاتنقطع هذه العادة لاننا نقوم بتوزيع الكحك والفواكه على القبور عند زيارتها طول ايام السنة وتزداد فى الاعياد ،مشيرا الى عدم تأثير الاحداث الجارية على صناعة الكحك او انتشاره.
حملات تموينية لمراقبة الاسواق والمحال
واكد مجدى سليم وكيل وزارة التموين باسيوط ، انه تم تشكيل حملات تموينية مكبرة للتفتيش على المحال والاسواق خلال الاعياد ،لضبط الاسعار ومتابعة السلع المنتهية الصلاحية والالتزام بتعليمات الرقابة التمونية على السلع والمواد الغذائية ومنع التلاعب بالاسعار .
محمود عيد