لم تكف المشردين موجةُ الصقيع والبرد القارس، لتودي بحياتهم في الشوارع، إنما وقع البعض منهم ضحية انعدام ضمير وقسوة القلوب، فحينما عطف أحد الأهالي على مشرد ببطانية، كي لا يكون ضحية جديدة للبرودة، سرقها آخر، وتركه عاريا بلا غطاء على الرصيف.
ينتشر بمحافظة أسيوط عدد كبير من المشردين على الأرصفة والطرقات، رغم موجة البرد القارس التي تضرب البلاد، فلا يخلو مركز من تواجدهم، وسط تصاعد المطالبات لإيجاد مأوى يحميهم من الموت والتجمد، يعانى مشردو المحافظة من التجاهل في ظل عدم إعلان أي مبادرة لإيوائهم أو مساعدتهم.
كان أحد المواطنين بمحافظة أسيوط ويدعى مؤمن عبد المقصود، استغاث بالمسئولين وأهل الخير، بمساعدة رجل مشرد مهدد بالموت جراء الصقيع حيث اتخذ من سور نادي هيئة أعضاء التدريس بجامعة أسيوط ملاذًا له، غير مبال بما يصيبه من شدة البرودة.
ونشر مؤمن حالة الرجل قائلا: "الراجل ده موجود عند سور نادي أعضاء هيئة التدريس ناحية قاعات النادي أنا لسه سايبه من ساعة، بالله عليكم أي حد يقدر يساعده أو يعمل أي حاجة مايتأخرش.. أنا عملت اللي قدرت عليه بس الجو برد جدا عليه ومش معاه غير البطانية دى، ونايم على الأرض جنب شجرة، أرجوكم ساعدوه يمكن حد من المسئولين يشوف الحالة ويلحقها بدل ما يكون ضحية جديدة للبرد".
وقال دكتور مصطفى هاشم أحد المواطنين، إنه بمجرد علمه بالحالة عن طريق موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك قرر أن يذهب إليه ليعطيه بعض الأطعمة وخاصة أن أحد الأشخاص أعطاه بطانية، إلا أنه بمجرد وصوله إليه فوجئ بسرقة البطانية التي تم إرسالها للمشرد، وتركوه عاريا دون غطاء، وناشد هاشم أهل الخير والمسئولين بسرعة التوجه إلى الرجل ومساعدته بإيوائه أحد دور المسنين أو الجمعيات الخيرية.
وكان أهالي مدينة ملوي بالمنيا، عثروا على جثة مسن، بلا مأوى، توفي بسبب موجة البرد الأخيرة على أحد أرصفة مدخل المدينة بطريق "القاهرة - أسوان" الزراعي.
وأكد الأهالي أن المسن مجهول الهوية واتخذ من سور مركز شباب ناصر بملوي مأوى يقيه من البرد والطقس السيئ، وسبق له الإقامة في أحد شوارع حى "جنينة المغاربة" جنوب المدينة.
وتم نقل الجثة إلى مستشفى ملوي، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقله لمشرحة المستشفى.
يأتي ذلك بعد 4 أيام فقط، من عثور عمال حي أول المحلة الكبرى، على جثة سيدة متسولة في العقد الخامس من عمرها، أمام الحى ويظهر عليها آثار التجمد من البرد.
ايمان عمار