وتتواصل الحكايات من قلب الصعيد.. فى أسيوط؛ حيث المعقل التاريخى للجماعات الإسلامية، يسكن الرعب العقول والقلوب، هنا دارت أحداث مديرية الأمن قبل أكثر من 30 عاماً فى أعقاب اغتيال الرئيس السادات أوائل الثمانينات من القرن الماضى، ثم انتقل الصراع من أسيوط رأساً إلى كل شبر فى أرض مصر ليستمر على مدار الـ25 سنة التالية، حتى جاءت الخاتمة فى نهاية التسعينات بتوقيع قادة الجماعة الإسلامية على مبادرة وقف العنف، التى يتم بمقتضاها التوقف عن كل أشكال العمليات العسكرية داخل مصر وخارجها، وفتح صفحة جديدة مع الدولة وشعبها.
لا تكاد الأعوام تنقضى حتى يطل العنف مرة أخرى داخل المحافظة النائية، لا يهتم رؤوس الفتنة بأوضاع بعض المواطنين هناك، أولئك الذين يعيشون فى قرى فقيرة حياةً بطعم الموت، فيتعطل افتتاح مدرسة بسبب عدم استطاعة تركيب «محبس مياه»، وفى نفس الوقت فإن سكان المدينة أيضاً يعيشون فى رعب بعد إحراق عدد كبير من المحلات، أثناء نوبات المظاهرات «السلمية»، فيختلفون فيما بينهم حول إلغاء حظر التجول داخل أسيوط من عدمه، ملقين بذلك الكرة فى حجر السلطة الحاكمة، وهم موقنون أنها هى وحدها صاحبة القرار.
سماح عبدالعاطى ومحمود عبدالرحمن وأحمد منعم ومحمود مالك