كاميرات المراقبة وحدها كشفت لغز اختفاء طفلة لم يتعد عمرها 8 سنوات، واكتشاف مقتلها على يد زوجة عمها فى محافظة أسيوط، حيث تغيبت الطفلة لمدة أسبوع كامل، وأشيع بين كل أهالى مركز القوصية أنه تم اختطافها الأمر الذى أثار ذعر كل أهالى المركز، وبدأ الكل فى البحث عن الطفلة المتغيبة، وتم تحرير محضر تغيب بذلك إلا أن التحريات أثبتت أن القاتلة هى زوجة عمها التى كانت تبحث معهم طيلة أيام غيابها عنها وكانت تمثل الحزن أكثر منهم.
بدأت الواقعة عندما تلقى اللواء عاطف قليعى مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط إخطارا من اللواء أسعد الذكير مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط يفيد بورود بلاغ من " س. م. ق " 43 سنة ربة منزل زوجة " أ. غ. س" 47 سنة مقيمان بندر مركز القوصية بغياب نجلتها " رضوى. أ. غ " 8 سنوات تلميذه بالصف الثانى الابتدائى وأنها لم تعد للمنزل، وأفادت بأن المتغيبة كانت بصحبة زوجة عمها "أسماء.ج. م" 32 سنة ربة منزل وأولادها، وأنها حال سؤالها للأخيرة أفادت بأنها تركتها وعادت للمنزل.
ونظراً لعدم عودة الطفلة وعمرها الصغير الذى يستبعد تركها لمنزلها بإرادتها، وكونها تتحلى قرطاً ذهبياً فقد تم تشكيل فريق بحث برئاسة العميد الدكتور منتصر عويضة رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن أسيوط، بالتنسيق ،وفرع الأمن العام وبمشاركة كل من الرائد محمد عبد الكريم رئيس مباحث مركز شرطة القوصية، والنقيب عمرو سليم والنقيب محمد قرشى معاونى المباحث وملازم أول أحمد حازم معاونى المباحث.
وبدأ فريق البحث بفحص الغائبة، وخط سيرها وقت الواقعة، وتحديد مرافقيها وكيفية حدوث الواقعة ، والاستعانة بكاميرات المراقبة المتواجدة بذات المنطقة ومتابعة خط سيرها وتحديد الدافع وراء ارتكاب الواقعة، وفحص علاقات وخلافات أهلية الغائبة وأياً منها يرقى لارتكاب الواقعة ونشر أوصاف القرط الذهبى، وتنشيط المصادر السرية.
ومن خلال السير فى خطة البحث توصلت جهود البحث إلى أن وراء ارتكاب الواقعة المدعوة " أسماء. ج. م. " 32 سنة ربة منزل مقيمة ذات الناحية زوجة عم الطفلة، حيث إن الطفلة المذكورة وبتاريخ غيابها كانت بصحبتها رفقة أولادها "رحاب" 12 سنة، وطفلتان آخريان إحداهما 6 سنوات، وأخرى 8 شهور وأنها قد قامت بالتخلص من الطفلة بقتلها..بقصد السرقة.
فى البداية أنكرت زوجة عم الطفلة ما نسب اليها من اتهامات بشأن قتل رضوى وبمناقشة ابنتها" رحاب " 12 سنة تلميذه بالصف السادس الابتدائى واستجوابها، أكدت صحة التحريات من أن والدتها استدرجت المجنى عليها لمنزل مهجور ببندر القوصية ملك "ر. س. أ" عم الطفلة، وذلك بعد أن عادت الطفلة من المدرسة وأخذتها بصحبتهن إلى المنزل وهناك طلبت منها، ومن أخواتها الصغيرات اللعب فى الدور الأول بينما اصطحبت الطفلة " رضوى " إلى الدور الثانى، وطلبت منهن عدم الصعود، ثم نزلت مرة أخرى وطلبت من ابنتها أن تذهب للجيران وتطلب منهم كيس كبير، وبالفعل نفذت الطفلة ما طلب منها واعترفت الطفلة أن امها نزلت من الطابق الثانى ومعها كيس كبير واعترفت بأن والدتها قتلت رضوى ووضعتها داخل كيس بلاستيكى اصفر اللون.
وأضافت بأنها شاهدت الجثة داخل الكيس حال قيامها بمعاونتها فى نقل الكيس لداخل توك توك عقب مغادرتهم المنزل، وأن والدتها وضعت الكيس بجوارها فى التوك توك وتوجهت إلى محل ذهب وباعت شىء ثم عادت وركبت التوكتوك ثم قامت بإجبارها على معاونتها فى نقل الجثة للتخلص منها وإلقاءها بالترعة الإبراهيمية، بناحية طريق أسيوط -المنيا الزراعى أمام كافتريا وادى الملوك وهناك تبين لها وتأكدت أن ما بداخل الكيس هى " رضوى " بعد أن ظهرت رأسها وهى تقوم بإلقائها فى الترعة وبأن والدتها تحتفظ بمبلغ مالى متحصلات بيع القرط الذهبى الخاص بالمجنى عليها بمنزلهم.
بمراجعة الكاميرات بالمنطقة أكدت أن سائق التوك توك يدعى " م. ع. ع." 25 سنة مقيم بندر القوصية، وباستدعائه أكد صحة استقلال المذكورين معه بالتوك توك وبحوزتهما كيس لا يعلم ما بداخله من المنزل المذكور إلى محل مصوغات (عمر) بناحية بندر القوصية ثم توجه بهما إلى محل(منجد) خاص بزوجها بذات الناحية، وعقب ذلك قام بتوصيلهما لطريق أسيوط المنيا الزراعى أمام كافتريا وادى الملوك بجوار الترعة الإبراهيمية.
بمراجعة الكاميرات تبين أن المتهمة سالفة الذكر توجهت لمحل المصوغات الخاص بشخص يدعى " م. ف. ا" 27 سنة صاحب محل مصوغات عمر مقيم بندر القوصية، ومسجل على كاميرات الفيديو الخاصة بالمحل قيام المذكورة ببيع القرط الذهبى الخاص بالطفلة بمبلغ( 840 )جنيه.
كما دون بدفاتر المحل قيمة المبلغ المالى المدفوع وقيمة القرط ومواصفاته(قرط أطفال بشكل وردة) وقرر مالك المحل أن المتهمة المذكورة حضرت إليه وقامت ببيع القرط الذهبى له..وعقب ذلك قام بصهره.
باستدعاء والدة الطفلة وبعرض مقطع الفيديو عليها ومواصفات القرط الذهبى المدونة تعرفت عليه وقررت أنه خاص بنجلتها المبلغ بغيابها وأكدت انه ذاته الذى قامت ببيعه المتهمة.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمة وبحوزتها مبلغ مالى (800) جنيه.. وبمواجهتها بالتحريات أنكرت ارتكابها الواقعة، وبمواجهتها بمقطع الفيديو اعترفت ببيعها القرط الذهبى وقررت أنه خاص بها.
واعترفت المتهمة بعد ذلك بإرتكاب الواقعة تفصيلا وبأنها قتلت الطفلة خنقا بكابل الدش ثم وضعتها فى كيس بلاستيك وإلقائها بالترعة الإبراهيمية بعد بيع قرطها الذهبى، واعترفت أمام النيابة العامة بمركز القوصية برئاسة المستشار محمد رمضان مدير النيابة ،وأجرت النيابة العامة معاينة تصويرية حيث قامت المتهمة بتمثيل الجريمة تفصيلا وأمرت النيابة العامة بالقوصية بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات.
وتم الاستعانة بالإنقاذ النهرى لانتشال الجثة من الترعة الإبراهيمية، وتم العثور عليها ونقلها إلى مشرحة مستشفى القوصية المركزى واستدعاء الطب الشرعى ومعاينة جثة الطفلة الذى أمر بدفنها.
وشيع الآلاف جثمان الطفلة إلى مثواها الأخير من المسجد الكبير بالقوصية وتمت مواراة جثمانها فى مقابر عائلتها.