نظم أهالي في مركز ومدينة الغنايم بمحافظة أسيوط، حملة لتنظيف وتطهير المقابر، وأكدوا أنهم عثروا على طلاسم وأحجبة وأعمال سحر وملابس ممزقة وملطخة بالدماء، دفنها أصحاب النفوس الضعيفة داخل المقابر، بهدف الانتقام أو إلحاق الضرر بالآخرين.
"مصراوي" التقى عددا من الشباب المشاركين في حملة نظافة مقابر الغنايم بمحافظة أسيوط، للوقوف على حقيقة ما جرى هناك، وما وجدوه داخل المقابر.
محمد حسنى، أحد أهالي مركز الغنايم بمحافظة أسيوط، أكد لـ"مصراوي" أنه تم تنظيم حملة لنظافة المقابر من أعمال السحر والشعوذة والدجل، وذلك بعد ورود شكاوى من حراس المقابر بعثورهم علي مثل تلك الأعمال داخل المدافن؛ فبدأت دعوات بين الشباب والشيوخ للاتفاق علي موعد لتنفيذ حملة التنظيف والبحث والحفر بجوار الجدران الخاصة بكل مقبرة.
وأضاف، أن الشباب المشاركين في الحملة، عثروا على أعمال سحر وطلاسم بالتفرقة والموت وعدم الإنجاب وعدم الزواج، بالإضافة إلى أوراق أخرى وصور شخصية عليها طلاسم غير مفهومة وملابس ممزقة وملطخة بالدماء.
وأوضح، أن عملية التطهير والتنظيف تقتصر على المنطقة حول المقابر والأحواش والأسطح والعيون المفتوحة التي ليس بداخلها أموات؛ مؤكدًا على عدم فتح مقابر أو عيون مغلقة نهائياً، مراعاة لحرمة الموتى.
وأشار أبو أنس الصعيدي، أحد أهالي مركز الغنايم، والمشرف على الحملة، إلى أن بعض شباب وشيوخ البلد اجتمعوا ومعهم أدواتهم البسيطة لاستخدامها في الحفر والتنقيب، وتم التوجه ناحية الجبل، حيث تقع المقابر والتي تبتعد أمتارًا قليلة عن المساكن، للبدء في تنظيف الأحواش والمقابر والعيون المفتوحة التي ليس بداخلها أموات والتأكد من خلوها من أي عمل مدفون فيها.
وأكد "الصعيدي"، على أن الحملة قامت بتنظيف المقابر والأحواش بمسافة تُقدر بحوالي 150 م2، وعثروا على أعمال سحر وشعوذة ودجل مكتوبة بدم حيض على جلود حيوانات وأوراق وقطع ملابس داخلية وبقايا عظام حيوانات مكتوب عليها عبارات غير مفهومة ورسومات، وأواني فخارية بداخلها حبوب.
ويشير أحمد سليمان، أحد الشباب المشاركين في تنظيف مقابر الغنايم، إلى استمرار أعمال التنظيف والتطهير، لافتًا إلى أنه جرى حرق ما يفوق الـ50 قطعة من تلك الأعمال، قائلا: "احنا بنعمل خير لأهل بلدنا وبقينا ندور داخل المقابر والأحواش المفتوحة التي لا يوجد بداخلها أموات، لحد ما طلعنا أعمال كتير جدًا".
وقال الشيخ محمود جميل، إمام وخطيب بمديرية أوقاف أسيوط، إنه لا ينبغي للإنسان أن ينساق وراء الدجالين والمشعوذين والخرافات، بل يجب عليه عمارة الأرض وتزكية النفس وعبادة الله تعالي، مشيرًا إلى أن الرسول الكريم أخبرنا في سنته الشريفة، "اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: "الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ" إلى آخر الحديث.
وأضاف "جميل"، أن من يمارس السحر والشعوذة يعتبر كافرًا ومرتدًا، حيث أخبرنا المولي عز وجل في القرآن الكريم، "وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ" وقال عز من قائل "فَيَتَعَلَّمُون َمِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ"؛ فالله سبحانه وتعالى حكم على السحرة بأنهم خارجين عن الملة، وأنهم من الأشرار، ويجب علي المواطنين أن يزيدوا من وعيهم تجاه هذه الأباطيل ولا يلجئون إلي هؤلاء الدجالين.