الدفع أو الحبس في عزبة
الجبانات في ارض يتنافس فيها الموتي والأحياء علي الوجود بها بعد أن أصبحت
الحياة في المنطقة أشبه بالموت بينما لا يعرف الأهالي أيه أجهزة حكومية سوي
تلك الجهة التي تحصل منهم إيجارات الاقامة بعزبة الجبانات بواقع7.5 جنيه
للمتر وليس للمسكن!!
والمنطقة هي نموذج للاوضاع في كثير من المناطق بأسيوط
نظرا لترهل النظام داخل الوحدات المحلية بالمراكز والقري خاصة تلك التي
تبعد عن مدينة أسيوط والتي وصل عدد القري فيها إلي55 قرية أم و235 قرية
تابعة و810 نجوع وعزب, تعيش معظمها تحت وطأة الجهل الذي وصل إلي42%, والفقر
الذي وصل61%, والمرض حدث ولا حرج, وكأن مسئولي أسيوط يعيشون في محافظة
أخري, فلا خطط تنموية معلنة للمواطنين من خلال جدول زمني, ولا احترام
لآدميتهم, ولا اكتراث باحتياجاتهم, مما جعل الأمر في معظم القري ينذر
بكارثة وربما ثورات من نوع جديد, فرغم أن أعداد المسئولين بالمحافظة تملأ
الأفق فإنهم يحتاجون إلي إعادة هيكلة تتماشي مع ما يعيشه المواطنون الذين
لا يطلبون إلا حياة كريمة.
فمثلا أهالي عزبة الجبانات التابعة لقرية العتمانية التابعة لمركز البداري
أقصي جنوب المحافظة, يعيشون حياة من البؤس والضنك تفاقمت مع الأيام ففي
زيارة الأهرام للمنطقة ارتسمت البهجة علي وجوه شق الحزن فيها اودية للدموع
واستقبلنا أحدهم قائلا أخيرااااا حد سأل فينا, وتدافع السكان للحديث كبركان
ثائر كاد يفور وفي ثورته لن ينفع الندم من قبل المسئولين الذين لم يزوروا
تلك المنطقة نهائيا فيقول الحاج محمد زيد فرج بنبرة حزينة: نحن لا نملك أي
دخل, ونسكن هنا منذ120 عاما بجوار المقابر وقامت الدولة بتأجير الأرض لنا
مقابل10 قروش عن المتر وبمرور الزمن تم رفعها إلي75 قرشا ثم جنيه ويتم
تحصيلها لمصلحة الضرائب العقارية حتي وصل إلي7 جنيهات ونصف جنيه بدون تدرج
في عام2008, ونظرا لانعدام الدخول فلا يستطيع أحد منا الدفع ويعيش هنا أكثر
من ألف مواطن في حوالي55 منزلا, حاولنا التفاهم مع المسئولين ولكننا
فوجئنا أنهم يحكمون علينا بالفقر مدي الحياة ولم يمنحونا فرصة لايجاد
الحلول, وكان مصير أولياء أمور الأسر هو السجن بالطبع حيث تراوحت مدد سجنهم
ما بين3 إلي6 شهور, حتي مات أحدهم في السجن ويدعي اسماعيل محمد عطيه عند
عمر كان يناهز50 عاما لمرضه الشديد.
وبكل انفعال قاطعنا حسين محمود سليمان أحد المتضررين قائلا: