أمر المستشار ” محمد عبد الفتاح ” ، رئيس نيابة الفتح و أسيوط الجديدة ، بحبس شخص و زوجته 4 أيام على ذمة التحقيقات ، بتهمة إشعال النيران فى شقة سكنية بمعاونة اثنين آخرين ، ما زالا هاربين ، و تبين بعد الفحص أنها كانت تُستغل لممارسة الدعارة ، و تسبب الحريق فى مصرع شخصين و إصابة اثنين آخرين .
بدأت الواقعة عندما تلقى اللواء ” عاطف قليعى ” ، مساعد وزير الداخلية و مدير أمن أسيوط ، إخطارًا من المقدم ” أحمد أبو ستيت ” رئيس مباحث مركز شرطة أسيوط الجديدة ، يفيد بورود بلاغ باشتعال النيران داخل شقة سكنية فى مساكن الشباب بمدينة أسيوط الجديدة ، و على الفور انتقلت قوة من مباحث قسم الشرطة والإسعاف وقوات الحماية المدنية، وتبين بعد الإطفاء وجود جثتين متفحمتين داخل الشقة، هما “ح. ح” 35 سنة، من غرب البلد بدائرة قسم أول أسيوط، و “ش. س ” طالبة بجامعة أسيوط، وإصابة كل من ” ى. ن ” 30 سنة ، و “هـ. ع” 34 سنة ، بطعنات وحروق بالغة جراء إشعال النيران المملوكة للمصابين الأخيرين .
على الفور شكلت مديرية أمن أسيوط فريق بحث برئاسة اللواء أسعد الذكير، مدير المباحث الجنائية، وبمشاركة ضباط الأمن العام والمباحث الجنائية ورئيس مباحث أسيوط الحديدة، ودلت التحريات الأولية على أن الشقة السكنية كانت “شقة دعارة”، وأنها مملوكة للمصابين ” ى. ن ” ، و “ه. ع ” ، و يسكنان فيها منذ عدة سنوات ، و كانت هناك عدة شكاوى من تردد أشخاص على الشقة السكنية، ولكن لم تتمكن الشرطة من ضبطهما متلبسين من قبل .
بتوسيع دائرة الاشتباه و التحرى ، و سؤال الجيران حول الواقعة ، و آخر المشاهدات للمترددين على الشقة، تبين أن مرتكبى الواقعة 4 أشخاص ، هم : ” أسماء . ع”، 27 سنة “ربة منزل ” ، وزوجها “مصطفى. م” مقيم ببندر أبوتيج، و”محمود. ف” مقيم بحى السادات بدائرة قسم أول أسيوط، و”محمد. م” 37 سنة ، مقيم بدائرة قسم منفلوط، وبتكثيف الإجراءات الأمنية تمكنت قوات الأمن من القبض على المتهمين الأولين ” الرجل وزوجته “، و تواصل القوات البحث عن الهاربين الآخرين .
وقال المتهمان خلال التحقيقات ، إن الشقة السكنية كانت تُستغل لممارسة الدعارة والأعمال المنافية للآداب، وإن الخلاف وقع بينهما بسبب عدم تقاضى المتهمة ” أسماء. ع” أجر إحدى الليالى ، كونها كانت إحدى الساقطات اللواتى يتعاملن مع الشقة، فاستعانت ببعض المسجلين خطر لتأديب صاحب الشقة وزوجته، التى اتهمته بأنه يستغل شقته لتسهيل ممارسة الدعارة ، على حد وصفها .
و أضافت اعترافات المتهمين ، أن الخلاف وقع فى الساعة الثالثة فجرًا، وبدأ بمشادات، وانتهى بقيام المسجلين خطر اللذين ما زالا هاربين ، بطعن صاحب الشقة وزوجته عدة طعنات، وشخصين كانا يمارسان الرذيلة بالشقة، ثم سرقة بعض محتويات الشقة ، وتبين للشرطة أن الواقعة تمت بدافع السرقة، إذ قام المتهمان بتوثيق المجنى عليهم بالحبال وإشعال النيران فى الشقة ، ما أدى لتفحم شخصين، هما “ح. ح” ، و “ش. س” ، اللذين كانا يمارسان الرذيلة، وإصابة مالك الشقة وزوجته بطعنات وحروق ، وقد تم نقل الجثتين والمصابين إلى مستشفى أسيوط الجامعى .
وقال أحد شهود العيان ، فضل عدم ذكر اسمه، إن هذه الشقة السكنية يسكنها شخص وزوجته منذ عدة سنوات، وكانا قليلى الاحتكاك بالجيران ، ثم فجأة سافرا لمدة 6 أشهر وأغلقا الشقة، ثم عادا مرة أخرى، وترددت الشرطة عليهما مرة أو مرتين ، وعندما كنّا نسألهما كانا يبرران بأمور عديدة غير الحقيقة، وكثيرا ما ترددت أقاويل بشأنهم، ولكن لم تكن هناك إثباتات حقيقية ، وكانا دائمًا ما يغلقان الباب الحديدى الخارجى، ويضعان عليه القفل الحديدى، رغم وجودهما داخل الشقة .
وأضاف الشاهد : ” فى ليلة الواقعة ، وتحديدا فى الثالثة فجرا، سمعنا أصوات صراخ ومشادات، ولكن كالعادة لم يكن أحد يتدخل فى حياتهما ، ولكن سرعان ما شممنا رائحة الدخان، فهرول من أحس بالواقعة ورأينا صاحب الشقة يخرج موثق اليدين خلف ظهره ، والنيران مشتعلة فيه، وهو يصرخ: الشقة بتولع، فهرول البعض، فوجدنا زوجته بها طعنات بالجانب الأيسر و حروق بسيطة باليدين ، وهناك شخصان آخران لا نعرفهما، ومتفحمان تمامًا، كانت الجثة الأولى لبنت والثانية لشخص آخر ، لكن البنّت كان فيها الروح، وكانت تصرخ : اتعظوا ، عقابك كبير يا رب ، حتى فارقت الحياة، وبعدها جاءت الشرطة وبدأت سؤال الجيران وكل المحيطين بالشقة عن الواقعة وملابساتها ” .
تم تحرير محضر بالواقعة ، و العرض على النيابة العامة ، التى أمرت بدفن الجثتين بعد انتداب الطب الشرعى، وحبس المتهمين المقبوض عليهما 4 أيام على ذمة التحقيقات ، وسرعة الانتهاء من التحريات وضبط المتهمين الهاربين، وتواصل مديرية أمن أسيوط حاليًا البحث عن المتهمين الهاربين المشتركين فى الجريمة .