كغيرها من الحوارات المستمرة بينه، وبين ابن أخته على مدار سنوات مضت، قضى ناصر حمدى حمّاد ابن مركز البدارى بمحافظة أسيوط، وأحد ضحايا الطائرة المنكوبة ليلته يحادث ابن أخته أحمد إبراهيم على حسابه الخاص على الفيس بوك قبل سفره بساعات. لم يكن يعلم ناصر أنها آخر محادثة ستكون بينه وبين ابن أخته الذى يحبه كثيرا والذى تجمعهما صداقة كبيرة دونا عن باقى أفراد العائلة، ولم يكن يعلم أن القدر سيمنع لقائهما للأبد. بدأ الحوار بينهما باطمئنان كل شخص فيهما على صحة الآخر ثم دخلا فى وصلة هزار حول الاختلاف بين حرارة الجو بين فرنسا وأسوان، حيث إن كلاهما فى رحلة عمل ثم أبلغ ناصر ابن أخته بأنه يسكن فى مصر غدا حيث كان الحوار ليلة الحاث. وقال أحمد إبراهيم ابن أخت ضحية الطائرة المنكوبة فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" إنه حتى الآن لا يصدق ما حدث، وهل هو فى الحقيقة أم أنه كابوس سيصحو منه، وهل بالفعل لن يرى خاله مرة أخرى. وأضاف أحمد أنه لم يكتف بمحادثته على الفيس كتابة بل اتصل به خاله تليفونيا وتبادلا أطراف الحديث عن الذكريات وكأنه كان يشعر أنها آخر محادثة، وتطرق إلى لمة العيلة فى شهر رمضان، وتمنى أن تتكرر فى شهر رمضان المقبل، لكن القدر لم يمهله حتى يحقق أمنيته. يذكر أن ناصر حمدى حمّاد هو أحد ضحايا الطائرة المنكوبة وكان فى دولة فرنسا فى رحلة عمل ضمن شركة الدعاية والإعلان التى يعمل مديرا للتسويق بها، ومقرها فى مدينة نصر بالقاهرة وهو دائم السفر للكثير من الدول بسبب طبيعة عمله، وهو متزوج، ولديه 5 أبناء "ولد و4 بنات" ومقيم فى مدينة حلوان، وكانت آخر زيارة له لقريته منذ شهرين وقضى يومين كاملين .
هيثم البدرى