تسود محافظة أسيوط حالة من الغليان بسبب تصريحات المحافظ المهندس ياسر الدسوقى، التي أدلى بها في كل القنوات الفضائية المصرية وكأنه تعمد إثارة شعب أسيوط عليه، حيث أكد أن المحافظة لم تتضرر جراء السيول التي أصابتها الخميس الماضى في الوقت الذي قال فيه: إن المحافظة شهدت سقوط كمية مياه غير مسبوقة، أراد بذلك أن يوضح أنه بقدراته الخارقه وفى غيابه عن المحافظة خلال يوم سقوط الأمطار الغزيرة واليومين التاليين له قضى على المشكلة، وتم سحب المياه خلال ساعتين، كما صرّح المحافظ كذبًا بأن أسيوط بلا كوارث ولم يتوف فيها إلا طفلان في الغنايم.
وشهدت أسيوط وقوع 7 ضحايا صعقًا بالكهرباء والأسلاك العارية الخارجة من الأعمدة الكهربائية المنتشرة في شوارع قرى ومراكز ومدن المحافظة الخمس واختصرهم المحافظ في طفلين ونسى أن أسيوط التي لم يعرف ما حل بها يومي الخميس والجمعة الماضيين ولم يرجع إليها إلا يوم السبت بعد قضائه إجازته في القاهرة، ومن قبلها رحلته إلى شرم الشيخ، وهي من أكثر المحافظات التي تضررت من السيول لدرجة أن الأضرار لم تلحق بالأحياء فقط بل لحقت أيضًا بالأموات وغمرت السيول والمياه قرى عرب مطير والعوامر ومقابر الموتى، ورغم ذلك يتحدث المحافظ، الذي لم ير شيئًا عن هذا اليوم الكارثى، إلا كلامًا يردده مرات ومرات، بأن أسيوط بلا كوارث أو ضحايا.
وطالب أهالي أسيوط من نواب البرلمان، وهم من المفترض أنهم الأحرص على مصلحة الشعب، بحصر الخسائر والأضرار التي لحقت بأسيوط والمتوفين السبعة الذين سجلتهم محاضر الوفيات بمستشفيات المراكز المختلفة لتعويض المتضررين على قدر المستطاع والتخفيف من حجم الكارثة عليهم.. لكن بكلام المحافظ سد كل الطرق والأبواب التي كان من الممكن فتحها وطرقها لتعويض المتضررين.
وتسببت تصريحات المحافظ التي أصابت المواطنين وخاصة أهالي الضحايا بالصدمة، فبدلًا من أن يكون لكل متوفٍ 20 ألف جنيه أو أكثر تعويضًا مما خصصته القوات المسلحة والدولة وبيت الزكاة، أرسل المحافظ بعد أيام مَن يلتقطون صورتين مع أبناء ضحية الأربعين ووالديها والصور التي أغرقوا بها وسائل التواصل الاجتماعى لتقديم 5000 جنيه فقط للأربعة أطفال والوالدين.
جدير بالذكر أن أزمة "السيول" التي حدثت بمحافظة أسيوط، عادت بالأذهان إلى الأزمة التي ضربت المحافظة منذ 3 سنوات، فتعرضت 15 عزبة ونجعًا للخراب والخسائر وغرق 35 ألف فدان من زراعات القمح والموالح، وتضرر 80 منزلًا بمختلف المناطق، التي تعرضت للغرق وهذا العام امتدت الخسائر للأرواح، فراح ضحية الأعمدة المكشوفة التي امتدت إليها الأمطار 7 بينهم سيدة حامل وطفلان، الأزمة خلفت بيوتًا أصبحت بلا أسقف، وبلا أسِرة وبلا غطاء وطعام، ورغم تكرار المأساة إلا أن طريقة المسئولين في التعامل مع السيول هي نفس الطريقة البدائية والتصريحات المعتادة، بإنهاء الاستعدادات للسيول وتحدث المأساة وتكررت الخسائر دون وجود أبسط طرق التعامل مع الأمطار وهي البلاعات المخصصة لهذه الطوارئ، المسئولون دائمًا يثبتون أنهم فاشلون لتكرار الأخطاء وخروج التصريحات الكاذبة التي تؤكد الاستعداد دون أدنى مسئولية منهم عن الخسائر التي تلحق بالمواطنين وذلك شاهدناه في مرات السيول ونفس تصريحات الاستعدادات.
وأوضح محمد حامد، أحد المتضررين بدرنكة، أنه لا يوحد مسئول واحد تحرك وذهب إليهم رغم أنهم لا يجدون مكانًا يأويهم، فمتعلقات منازلهم بالشارع وأنهم ذهبوا للمحافظة وتم طردهم من أمام الديوان العام.
وأضاف "حامد" أنه خلال اتصالاتهم ببيت الزكاة أكدوا لهم خروج مساعدات لكل المتضررين ولكن أسيوط لم يكن لها نصيب؛ لأن المحافظ صرح عبر قنوات التليفزيون بأن "كله تمام ولا يوجد سوى طفلين فقط"، مستهينًا بوفاة طفلين بسب الأسلاك والأعمدة المكشوفة، وهو لا يدري ماذا حدث جراء السيول بالأعمدة قتلت وأصابت 7 أشخاص وشردت عائلات بالشوارع دون مأوى أو طعام.
وأكد أحمد ركبة، من عرب مطير، أن الأمطار أغرقت منازلهم وكذلك منطقة المدافن، وأن المحافظة لا تنظر إليهم ولم تقم بالتواصل معهم وأنهم لم يحصلوا على أي مساعدات بسبب تصريحات المحافظ الكاذبة.
فاطمة جابر