منذ أيام طالبت دولة قطر بتدخل قوة عربية مشتركة لانقاذ الثورة السورية وإيقاف المجازر اليومية ونصرة إخواننا في العروبة والاسلام بأرض الشام.
وأياً كانت دوافع النظام القطرى لعرض هذا الاقتراح، إلا إنه في الواقع هو الحل الاسلامي الذى جاء به القرآن الكريم؛ كما نعلم جميعاً قوله تعالي: "وإن طائفتان من المؤمنين إقتتلوا فاصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما علي الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتي تفيء إلي أمر الله"
وتطبيقاً لهذا التوجيه الإلهي؛ يجب علينا جميعاً مقاتلة الفئة الباغية التي لا يختلف اثنان علي أنها عصابات نظام بشار آخر طواغيت العرب.
لكن العجيب حقاً هو ألا يلاقي هذا الاقتراح القطرى - الذى وافق المنهج القرآني- لايلاقي أى ترحيب أو قبول من الانظمة الحاكمة في الدول العربية والاسلامية؛ حتي تلك التي تدعي إنتمائها للاسلام وحكمها بشرعه ووفق منهجه، كل الانظمة دون استثناء تصم آذانها وتعمي أعينها عن واجبها الشرعي بل والانساني نحو الشعب السورى الجريح الذى يذبح كل يوم كالنعاج علي أيدى نظامٍ فاجر فاسد لامثيل له في العالم المعاصر في القرن الحادى والعشرين.
إن نصرة إخواننا في سوريا فرض كفاية علي المسلمين جميعاً إن قام به بعضهم سقط عن الآخرين وإن لم يقم به أحد من المسلمين ؛أصبحوا كلهم من الآثمين.
وأقل الجهاد وأضعف الايمان هو إمداد المجاهدين بالشام بالمال والسلاح ،وهو أوجب علي الجار اللصيق كالاردن والعربيةالسعودية والعراق وتركيا،والجار ذى القربي وهو نحن في مصر ؛إذْ يؤكد التاريخ أننا نحن المصريين أقرب الشعوب الي سوريا ، وليست الجمهوريةالعربية المتحدةبالامر الذى ينسي.
إن البعض يرى أن نصرة شعب سوريا تكون بالزواج من اللاجئات السوريات ،وليس ذلك إلا هوى النفس (لماتتمتع به نساء الشام من حُسْنٍ ودلال)، والبعض يرى ضرورة الذهاب للجهاد وهم افراد قلائل صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والبعض الاخر يكتفي بإرسال المال عن طريق بعض الجمعيات والمؤسسات، إلا أنني أري ضرورة إرسال السلاح القادر علي تحقيق النصر للمجاهدين في أسرع وقت،-وهذا دور الحكومات لا الافراد،- وإلا فسيعم الاثِمُ جميع المسلمين.
ولاحجة لمن يقول بأننا مشغولون بهمموم وتحدياتٍ جسام في الداخل والخارج،ومثقلون بأعباء الديون، ولكننا نعلم جمبعاً ان هذا ليس مبرراً للتقاعس عن نصرة إخواننا الذين يقتلون ويذبحون كل يوم علي مرأى من العالم أجمع،أقول ليس ذلك عذراًعند الله عز وجل ولا عند الشرفاء وأصحاب الضمير الحي.