مشهدان فارقان شهدتهما مصر في الفترة الأخيرة يكشفان عن المآل الذي وصل إليه إعلامها الذي كان من قبل منارة للقاصي والداني. المشهد الأوّل هو حالة الصّخب المُبالغ فيها أثناء استقبال لاعب الكرة الإسباني ليونيل ميسي ثمّ ما أعقبه من متابعة لرحلة أُسرة الفنان الأميركي ويل سميث إلى الأهرامات والمناطق الأثرية المحيطة.
وما بين حالة الصخب والمتابعة والترقب والاهتمام من كافة أجهزة الدولة في المشهد الأول، إلى نقيضها تماما حالة من السُّكون إلى حدّ الموت في المشهد الثاني، حيث خبر وفاة عالمة النانوتكنولوجي “أوتكنولوجيا الفقراء” كما كان يصفها الكثير، منى بكر، الأستاذة بالمعهد القومي لعلوم الليزر ومديرة مركز جامعة القاهرة للنانوتكنولوجي، وأحد رواد مصر في هذا التخصص.
مشهدان فارقان يُلخصان ما انتهى إليه الإعلام المصري، وهو جزء من توجه عام أسقط من حساباته العلماء والبحث العلمي والتعليم برمته. الإعلام الذي أفسح قنواته لميسي وجولاته، أصابته حالة من الخرس أمام حدث موت منى بكر، التي قالت “الناس صنفان، صنف يفضِّلُ أن يكون ترسا في ماكينة دائرة بالفعل، وصنف آخر يُكافح من أجل أن يصنع الماكينة، وأنا صنعت مصنعا بالكامل” واختارت أن تكون الثانية.
رحيل منى بكر خسارة فادحة ليس فقط للبحث العلميّ الذي كرَّست سنوات عمرها القصيرة لتحصيله، والبحث عنه ما بين أسيوط وأميركا وسويسرا، وإنما أيضا خسارة لأحلام كانت تسعى عند تحقيقها للتخفيف عن الفقراء الذين أنهكهم العلاج الباذخ من جانب، ومن النتائج السّلبيّة له من جانب آخر، حيث كانت تَحْلُم بتسخير النانوتكنولوجي إلى ابتكار عقارات المادة السُّميّة بداخلها قليلة، علاوة على رخص ثمنها، لتكون في متناول الفقراء.
ابنة الجنوب
ولدت منى بكر محمد محمود مسعد في محافظة أسيوط عام 1971، ونشأت في بيئة دينية، فوالدها يعمل رئيسا لشؤون الأفراد بجامعة أسيوط، عُرِفَت عنه تقواه، حتى أنّه كان يُلقَّبُ بالشيخ بكر. ولم تشذ عن عادات أبناء الأسر المتوسطة في الجنوب، فدرست في المدارس الحكومية بأسيوط، وطيلة سنوات دراستها الأولى كان مشهودا لها بالنبوغ والتفوق، حيث اجتازت المرحلة الثانوية بتفوق إلا أنّ مجموعها الكلي نَقُص درجة واحدة، فحال دون دخولها كلية الطب، ولم يُفَتِّتْ هذا من عزيمتها فالتحقت بكلية العلوم قسم الكيمياء، وواصلت تفوقها حتى تخرجت عام 1991، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وتحتل المرتبة الأولى على جميع الطلاب قاطبة.
بعد التخرج عملت كيميائية بمعمل تكرير البترول بأسيوط. ثمّ التحقت بجامعة المدينة لتشغل وظيفة معيدة بقسم الكيمياء في كلية العلوم. وحصلت على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية من ذات الجامعة، ثمّ ساق لها القدر أستاذها محمود هاشم، رئيس الجامعة الألمانية (الآن) حينما كان أستاذا بمعهد علوم الليزر بجامعة أسيوط، ليرسلها في بعثة علمية لمدة أربع سنوات ونصف السنة لدراسة الدكتوراه ضمن منحة للدراسات العليا بمعهد جورجيا للتكنولوجيا بولاية أتلانتا الأميركية.
في أميركا أحرزت بكر تفوقا على أقرانها من مختلف الجنسيات، لتكون واحدة من أحسن خمسة طلاب في معهد جورجيا للتكنولوجيا عام 2002، ويتوّج هذا النجاح بحصولها على دكتوراه الفلسفة في الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأميركية تحت إشراف الأستاذ المصري الأميركي مصطفى السيد.
منى بكر تعرف علم النانوتكنولوجي بأنه "علم تصميم المواد في حجم النانو أصغر من حجم شعرة الرأس 50 ألف مرة"، وترى أن أي مادة تصل إلى هذا الحجم تصبح لها خصائص مختلفة عما كانت عليه. فالمواد إذا صغرت في حجم النانو، يمكن التحكم في خواصها
رحلت بعدها إلى سويسرا كباحثة ما بعد الدكتوراه في معهد الفيزياء بجامعة لوزان، ليُشرف على أبحاثها ماجد شرقية، عالم النانوتكنولوجي لمدة خمس سنوات، عادت بعدها إلى جامعة أسيوط، ثم انتقلت إلى جامعة القاهرة لتلتحق بمركز الليزر، الذي أسهمت من خلال خبراتها في تأسيس مدرسة علمية هي الأولى، التي تسهم فيها عالمة مصرية تختص بعلم النانوتكنولوجي في مصر.
تكنولوجيا الفقراء
تُعرِّف بكر علم النانوتكنولوجي بأنه “علم تصميم المواد في حجم النانو أصغر من حجم شعرة الرأس 50 ألف مرة”، وترى أن أي مادة تصل إلى هذا الحجم تصبح لها خصائص مختلفة عمّا كانت عليه. فالمواد إذا صَغُرت في حجم النانو، يمكن التَّحكُّم في خواصها، وتعطي خواص مغناطيسية ومكانيكية وضوئية مختلفة عن الصورة الأولى.
تضرب مثالا بمادة الكربون وتقول إنها بعد تصغيرها تصير “أنابيب الكربون النانومترية”، وهذه المادة الجديدة لها خواص كهربائية ومغناطيسية وإلكترونية لا يُصدِّقها البشر. فالغرافين سرعة توصيله للكهرباء أفضل من النحاس والفضة ومن كل الفلزات أقوى خمس مرات، كما أنها إذا دخلت في الحديد تُعطي صلابة أقوى من الإستيل (الحديد والصلب). وعن فوائد النانوتكنولوجي تقول بكر “إنه يقتل كل الفيروسات والميكروبات، كما أنه رخيص”.
وبسؤالها ماذا ينقص مصر لكي تستثمر في هذا المجال؟ أشارت إلى أنه أولا يجب نشر الوعي التكنولوجي وإنشاء مصانع كثيرة تنتج هذه الأشياء، وإن كانت لا ترى صعوبة في هذا الاتجاه، فالنانوتكنولوجي “لا تحتاج إلى أجهزة ضخمة ولا استثمارات ضخمة لعمل مصنع مواد ‘نانونوترية’، بل ما تحتاجه هو مصنع مثل أبسط مصنع كيمياء في العالم”.
وفي ما إذا كان ثمة ما يسمح بامتلاك 20 خلية من الطاقة الشمسيّة، تقول بكر إن مصر تقع في الحزام الشمسي، وهو ما يسمح بتكوين الخلية الشمسية بسهولة والتي من مميزاتها “امتصاص طاقة الشمس وتحويلها إلى طاقة وكذلك إلى كهرباء”، والحل يكمن في صناعة هذه الخلايا في مصر، وضربت مثالا لما يجب أن تكون عليه أشكال التعاون بين وزارة البحث العلمي والصناعة ورجال الأعمال، من خلال تجربة حيّة عاشتها في سنغافورة، فتقول “في سنغافورة يوجد معهد إستار، وظيفة هذا المعهد هي أخذ كل براءات الاختراع من الجامعة، ويقوم بتصنيعها تصنيعا نصف صناعي، ثم يروِّج لها، ويقنع رجال الصناعة بشرائها، ويكون الباحثون شركاء بنسب متفاوتة وهو ما يحقّق دخلا إضافيّا للباحثين”.
توطين التكنولوجيا
منى بكر ترحل بعد أن سجلت أربع براءات اختراع دولية هامة
فور خبر وفاتها عن عمر يناهز 49 عاما أصدرت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بيانا إعلاميا نعت فيه بكر أستاذة النانوتكنولوجي بجامعة القاهرة ومؤسسة أول شركة في مصر والعالم العربي في هذا المجال قائلة “إن ‘بكر’ أحد أهم القامات المصرية النسائية الشابة في مجال النانوتكنولوجي، وعضو مجلس تكنولوجيا الصناعة بأكاديمية البحث العلمي، والتي رحلت عن عالمنا تركت علما غزيرا في هذا المجال الحيوي، وساهمت في توطين تكنولوجيا النانو في مصر”.
البيان أشار إلى أنها “كانت من الوجوه العلمية الشابة بمصر، والتي تؤمن بأن للباحث دورا يتخطى جدران المعمل وقاعات المحاضرات. وعلى الرغم من سنوات عمرها المعدودة في المجال البحثي، إلا أنها أثبتت أن قيمة العالم في مصر تكمن في قدرته على تحويل المخرجات البحثية إلى خدمات وابتكارات تعود بالنفع على الناس وأن تربط بين البحث العلمي والصناعة خاصة أن هذا المسار هو بداية الطريق لنهضة الدول النامية”، وبالمثل نعتها جامعة القاهرة على موقعها باللغتيْن العربية والإنكليزية، جاء فيه “فقدت الجامعة عالمة صاحبة مدرسة علميّة فريدة في مصر والعالم يُشار لها بالبنان في تسخير العلم النافع لما فيه خير للوطن والبشرية”.
أما أستاذها العالم المصري مصطفى السيد الذي كان مشرفها في الدكتوراه، فقال إن رحيل بكر “خسارة كبيرة”، مضيفا أن مصر “فقدت أحسن شخصية في مجال أبحاث النانوتكنولوجي. كانت تلميذتي عندما أتت إلى أميركا لدراسة علم النانوتكنولوجي، لاحظت أنها أشطر طالبة بين الطلاب الأميركان، بل كان الطلاب يلجأون إليها ليسألوها عمّا يجعلني أفتخر بكونها مصرية؟”. وصف السيد بكر بأنها “ملكة النانوتكنولوجي في مصر والشرق الأوسط”.
تصاميم جديدة
في أحد الحوارات معها تحدثت عن مراحل البحث العلمي، وأثنت على ميزانية البحث العلمي في الدستور الجديد، كما تحدثت عن أسباب هروب العلماء إلى الخارج، وأشارت إلى أن المنظومة غير متكاملة، فمناخ البحث العلمي في مصر هو مناخ طارد للعلماء، إذ لو كانت ثمة قنوات تعمل على الربط بين أكاديمية البحث العلمي ووزارة الصناعة، لكانت خارطة البحث العلمي قد تغيّرت في مصر.
الغريب كما جاء على لسان بكر “أن قناة الربط موجودة ممثّلة في ‘مركز تحديث الصناعة’ الذي هو مشابه لمعهد ‘إستار’ في سنغافورة، لكن دوره ظل مفقودا. فالدولة تفتقد للوسيلة الصحيحة لتشجيع الباحثين على استكمال أعمالهم وهو ما يتطلب استثمارا في هذا المجال. فالدول الكبرى تتعاقد جامعاتها ومؤسساتها مع البنوك، فيتحوّل الاختراع إلى واقع ملموس بإشراكهم في دفع نسبة كبيرة تتراوح ما بين 25 بالمئة و33 بالمئة الذي يقوم به الباحث من اختراع معملي إلى نصف صناعي تحثّ من خلاله رجال الأعمال على الاستثمار في هذا المجال”.
ومع تأكيدها على دور الدولة في تشجيع البحث العلمي، إلا أنها ترى أن المردود المادي والمعنوي الذي يحصل عليه المجتهدون من العلماء مثّل سببا من أسباب العزوف عن العودة، فالدولة وعلى الأخص المؤسسات الجامعية لا تفرق بين الباحثين الجادين وبين مَن فرضتهم درجات التقدير ليكونوا في الجامعات دون رغبة حقيقية في العلم، وضربت مثالا بالصين التي استقطبت علماءها في أميركا وكندا.
الطب الحيوي وعلاج السرطان
تركزت مجالات بحثها على تركيبات وخصائص بلورات النانو المعدنية والمغناطيسية وشبه الموصلة ذات الأشكال والأحجام المختلفة، بالإضافة إلى صفاتهم البصرية والقوى المحركة باستخدام تقنيات الليزر المختلفة. ويقوم فريق البحث، الذي يتشكل من 22 فردا من حديثي التخرج، بالعمل على إنشاء أدوات دقيقة جديدة لاستخدامات الخلية الشمسية وأجهزة الإلكترونات الضوئية والتصوير الطبي الحيوي وعلاج السرطان وتحفيز النانو ومعالجة المياه. وتعتبر مواد مركبات النانو ذات الخواص الفيزيائية والإلكترونية المتفردة اللبنات الأساسيّة للأجهزة الإلكترونية والبصرية وغيرها من المواد الفعّالة، والتي لديها إمكانات كبيرة لتطوير النانوتكنولوجي بما فيها العديد من التطبيقات.
كرمتها مؤسسة مصر الخير لكونها واحدة من أهم خمسة علماء مصريين والمرأة الوحيدة من بين المكرمين الذين تمت الاستعانة بدراساتهم كمرجعية دولية والاستشهاد بها في الأوراق البحثية
وقد تمّ تطوير أساليب اصطناعيّة جديدة لتحقيق سيطرة كاملة على شكل بلورات النانو ولإعداد مركبات نانو بأشكال أكثر تعقيدا مثل بضع نقاط تتصل مع بعضها البعض لتشكِّل سلاسل النانو وأعوادا متصلة ببعضها البعض لتشكيل كبسولات رباعية، وطلاء بلورات النانو بطبقة أخرى من مواد مختلفة، أو حتى بذرات أخرى مختلفة. تسمح تلك السيطرة على الربط أو التفرع أو التغليف، أو الطلاء أثناء نماء بلورات النانو بوجود المزيد من التطبيقات المحتملة والتي تتراوح ما بين معالجة المعلومات وعملية التمثيل الضوئي الاصطناعي. بالإضافة إلى ذلك، فسوف يتمّ كشف إمكانية استخدام مواد النانو في الخلايا الشمسية العالية الأداء والأجهزة البصرية الإلكترونية.
على الرغم من صغر سنها إلا أنها كانت نابغة، حيث عملت كأستاذ مساعد بالمعهد القومي لعلوم الليزر بجامعة القاهرة، وكانت تدير إحدى الشركات لأبحاث النانوتكنولوجي. وقد نشرت أثناء ذلك أكثر من خمسين بحثا في كبرى المجلات العالمية، وحضرت أكثر من 40 مؤتمرا عالميا، وألقت في أكثرها بحوثا أو محاضرات افتتاحية ولها مقالات علمية في مجلات دولية ولها أربع براءات اختراع دولية، من ذلك على سبيل المثال براءة اختراع “استحداث عقار جديد يساعد في زيادة نسبة الهيموغلوبين في الدم من 7 إلى 16”، وتهدف البراءة إلى علاج أكثر من 70 بالمئة من سكان مصر المصابين بالأنيميا، خصوصا الأطفال والسيدات كما أن لديها مدرسة علمية كبيرة تضم أكثر من 43 طالبا للدراسات العليا وتعمل في تصنيع وتوصيف المواد النانوية وتطبيقاتها المختلفة في الخلايا الشمسية، وتنقية المياه وتحليتها والتطبيقات الطبية الحيوية، وهي عضو في الجمعية الكيميائية الأميركية، والجمعية الأميركية للفيزياء منذ 2006. واللجنة التكنولوجية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا. وكذلك الجمعية العربية لعلوم المواد.
حصلت على جائزة الدولة التشجيعية في العلوم التكنولوجية المتقدمة عام 2009، ومؤخّرا كرمتها مؤسسة مصر الخير لكونها واحدة من أهم خمسة علماء مصريين والمرأة الوحيدة من بين المكرمين الذين تمت الاستعانة بدراساتهم كمرجعية دولية والاستشهاد بها في الأوراق البحثية، وطبقا للمؤشر الدولي، الذي يصنف كافة العلماء طبقا لتخصصاتهم، فإن الرقم الذي حققته منى بكر هو 20، وهو ما يضعها ضمن قائمة العلماء المرجعيين في مجال النانوتكنولوجي، حيث تم الاستشهاد بأبحاثها في أكثر من 1800 مرة. بقي أن نشير إلى أن بكر دشنت أول مفهوم لتطبيق النانوتكنولوجي بالصناعة المصرية، ورفضت عروضا أوروبية لاستكمال أبحاثها خارج مصر.
-----------------------------------------------------
رحلت في ظروف غامضة، يوم 5 مارس الجاري، وربما لم يصاحب رحيلها ضجة إعلامية مثل وفاة فنانة أو مطرب.. إنها الدكتورة منى بكر عالمة النانوتكنولوجي، ومدير مركز النانوتكنولوجي بجامعة القاهرة، وأستاذ بالمعهد القومي لعلوم الليزر.
التهابات الأعصاب
وكشف الدكتور سيد الشربيني، أحد أصدقائها المقربين، وأستاذ بالمعهد القومي لعلوم الليزر، تفاصيل وفاتها، قائلا إن الراحلة منى بكر اشتكت منذ شهر ونصف بالتهاب في الأعصاب فذهبت كأي مريض إلى قصر العيني وقبل توجهها اتصلت هاتفيا بالدكتور جابر نصار حتى يهتم بها أطباء قصر العيني وبالفعل أجرى الدكتور جابر نصار اتصالا هاتفيا لأحد أطباء بقسم المخ والأعصاب لمتابعتها.
مشوار قصر العيني
وأضاف صديق الدكتورة منى بكر في تصريحات خاصة لـ «فيتو»، أن الراحلة منذ عودتها من قصر العيني سردت له ما جرى لها، قائلة: «رحت قصر العيني ولم يهتموا بي وادوني علاج بسرعة من غير تشخيص».
كورس علاج
وأوضح أن الدكتورة منى بالفعل تناولت «كورس» العلاج ولكن بعد تناولها العلاج بأيام ساءت حالتها للأسوأ وجلست بالمنزل بعد أن تورمت ساقيها وتحولت قدميها للون الأسود وعدم قدرتها على الحركة بسبب عدم وصول الدم لها.
واستكمل حديثه قائلا: «توجهت على الفور لمستشفى أحمد بهجت بمدينة 6 أكتوبر وهى نفس المنطقة التي تسكن بها، وجلست بالمستشفى تتلقى العلاج ولكن الأطباء لم يستطيعوا تشخيص المرض، وقامت بعملية بتر في اصابع قدميها اليمنى وقال الأطباء إنه مرض غامض صعب تشخيصه».
وأوضح:«قبل وفاتها بيومين اصبحت بشكل جيد عن قبل، ولكن حدث لها انتكاسة سريعة جدا حتى موعد وفاتها، يوم 4 مارس الساعة 10 مساء، فالإهمال الطبي وراء وفاة الدكتورة منى عمر».
وفاة مفاجئة
ولفت إلى أن جميع اصدقاؤها لم يتوقعون وفاتها المفاجئة، مستطردا: «فكانت بيننا وفي أيام قليلة ماتت فجأة، مش شوية تعب برجلها تموت بسببهم».
وأوضح أن الدكتورة منى عمر رحمة الله عليها توفت في عمر ال 45 عاما، وهى لم تتزوج على مدى حياتها العلمية، وكان كل اهتمامها بالعلم ونشر البحث العلمي والتوصل إلى كل ما هو جديد في مجال النانو تكنولوجي.
أما عن صفاتها، فقال:«عالمة مهذبة وبشوشة طوال الوقت محترمة لابعد الحدود لا تريد أن ترى شخص غاضب وكل اهتمامها حل مشكلات أصدقاؤها، ومساعدتهم، وعلى الجانب العلمي فكانت تتميز بصفات العلماء المتواضعة وحبها للعلم ونشره كى يستفيد العالم ومصر».
ونفى الدكتور سيد الشربيني ما تردد حول غموض وفاتها ومرضها بأحد الدول، قائلا: «إنها كانت في مهمة علمية لمشروع بحث بكوريا الجنوبية، وسافرت وعادت بسلام دون أي أمراض، وحضرت مؤتمر بمعهد الليزر وكان الأمر عادي».
4 براءات اختراع
وقال إن للدكتورة منى بكر 4 براءات اختراع إحداهما في التوصل لكبسولات لزيادة نسبة الهيموجلبين بالدم لعلاج فقر الدم بالأطفال، و3 براءات في مجال النانوتكنولوجي.
ولفت إلى وجود 70 طالب ماجستير كانوا تحت إشرافها وإشرافه، ولكن بعد وفاتها أصبحوا تابعين له وتحت إشرافه، قائلا: «جميع الطلبة في المراحل النهائية لرسائلهم».
وأشار إلى أنها حصلت على درجة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من معهد جورجيا للتكنولوجيا، أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية عام 2002 تحت إشراف العالم المصري الدكتور مصطفى السيد، وحصلت على درجة الماجستير في الكيمياء الفيزيائية وبكالوريوس في الكيمياء من جامعة أسيوط.
سلمى كحيل
نورهان ماجد
------------------------------------------------------
قال يحيى بكر شقيق العالمة المصرية الراحلة الدكتورة منى بكر: إن شقيقته كانت تتقاضى مرتبا شهريا 4 الأف جنيه ورفضت عرض تلقته من حكومة سنغافورة للعمل بها مقابل 25 ألف دولار شهريا.وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج «صح النوم»، تقديم الإعلامي محمد الغيطى المذاع على فضائية «LTC»، أن شقيقته شاركت في أكتشاف دواء لعلاج الأنيميا قبل رحيلها.
وأوضح أن التشخيص الطبى لشقيقته كان غير دقيق، لافتا إلى أن الراحلة كانت تستشعر بأن عمرها قصير وكانت تسابق الوقت لتحقيق أكبر قدر من الإنجازات العلمية، ومرضها كان نادرا، نافيا صحة ما تردد عن تعرضها للقتل.
جدير بالذكر أن الدكتورة منى بكر أستاذ بمعهد الليزر جامعة القاهرة رحلت عن عالمنا يوم 4 مارس الجاري إثر تعرضها لمرض غريب وغامض عجز الأطباء عن تشخيصه.
محمد الدمرداش
البقاء لله .. وفاة استاذة جامعية من اسيوط وأشهر عالمة فى النانوتكنولوجى فى مصر بعد صراع مع المرض