فى الطريق الواصل ما بين مدخل القرية وميدانها الرئيسى، انهمكت سيدة فى العقد الرابع من عمرها فى غسل الخضراوات أمام منزل من الطوب اللبن مكون من طابق واحد ومسقوف بسعف النخيل، قال عنها أهالى المنطقة إنها «أرجل من 100 راجل»، توجهنا نحو بيتها ذى الغرفة الواحدة ووجدنا أطفالها يفترشون الأرض ويغطون فى نوم عميق.
رابحة حسين، أرملة، توفى زوجها وترك لها ثلاثاً من البنات دون أن يترك لها أى مصدر رزق، ولكنها كانت على قناعة تامة بقدرها. روت رابحة قصة كفاحها لـ«الوطن» قائلة: «الحمد لله على كل شىء، توفى زوجى بعد عناء مع المرض وترك لى 3 بنات، والفقر محاوطنا وما فيش حد بيساعد حد، فأنا والمرحوم جوزى من عائلات فقيرة، كل واحد شايل عيلته بالعافية، كان لازم أبحث عن أى مصدر رزق شريف أربّى منه بناتى، فى الأول قمت بتربية الطيور وبيعها، وفى سنة انتشرت إنفلونزا الطيور، والحكومة أخدت الطيور كلها وأعدمتها واللى مات مات، كانت دى أيام سودا علىّ فلم أجد بعذ ذلك إلا بعض الخضار والجرجير».
وتضيف رابحة: على الرغم من هذه الحياة الفقيرة، فالحكومة لا تتركنا فى حالنا ورغم إننا ماعندناش إلا لمبة واحدة وتليفزيون 14بوصة، فاتورة الكهربا كل 3 شهور تيجى بـ 168جنيه لإننا عشوائيات وما فيش عداد وبندفع ممارسة، طاب منين ندفع؟
وطالبت رابحة الحكومة بالنظر إليهم بعين الرأفة وأن يزور المحافظ «زرزارة» ليرى نوعية المياه التى يشربونها وينظر إليهم فى شأن ممارسة الكهرباء، مشيرة إلى أنهم لا يجدون ما يأكلون، فكيف يدفعون تلك المبالغ للكهرباء.
سعاد أحمد
محمود مالك