أمام منزل متهالك، يجلس أحد الأشخاص، جلسة استسلام، انتظاراً للفرج، نحت الفقر آثاره على وجهه النحيف، الذى طاله إرهاق أودعه التسعين عاما، رغم أنه لم يتجاوز عقده الخامس، عندما تراه تظن أنك أمام شيخ كبير، تطل من عينيه نظرات يائسة، يصاحبها قهر الزمان وقسوته، يتطلع بعينيه المرهقتين فى «صحن» به بعض من العسل الأسود، اقتربنا نحوه واستقبلنا ببساطة الفقراء وكرمهم، قائلاً: «اتفضلوا معانا معلهش ما عندناش حاجة غير كده»، سألناه عن حاله فقال راضى بقدره: «اسمى سيد محمد بدوى أعمل عامل باليومية بلغت من العمر 47سنة، فأنا لست بشيخ كبير ولكن الفقر والهم رسموا علامتهم على وجهى»، ويتابع: «أنا أعزب ولم أتزوج حتى الآن، نظرا لظروفى المادية الصعبة، كيف أتزوج وأفتح بيت وأنا يوم ألاقى شغل و3 فى البيت، ومفيش حد بيحس بالغلابة اللى زينا، أديكم شايفين بتعشى إيه «عسل أسود»، وممكن فى يوم ما يكونش فيه، لأننا غلابة وما لناش قيمة عند الحكومة وعمرهم ما هيحسوا بينا». وأضاف سيد «أتذكر أننى لا أرى مسئولا دخل زرزارة إلا من الخارج فقط، فهل دخلوا زرزارة ورأوا أهلها كيف يعيشون»، وأشار إلى أنه «فى وقت الانتخابات يأتى المسئولون ويأخذونا بالقوة وكأنهم بيشحنوا حيوانات داخل العربيات وبالأمر تنتخبوا فلان، وفى الانتخابات السابقة «الجماعات الإسلامية» جت وقالت لنا اركبوا، اللى مش هييجى وينتخب هنحبسه وورونا الصور وانتخبناهم».
وقال سيد: نحن لا نحيا حياة آمنة، فمن الممكن أن يدخل القرية البلطجية الهاربون من الحكومة ويدخلوا البيوت ويهددونا وما نقدرش نتكلم ولو اتكلمنا روحنا تروح.
سعاد أحمد
محمود مالك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق