تجلس هناء جمال، وسط ابنيها، تخطط لمستقبلهما، تطلق العنان لأحلامها، فتحلم بشراء «بوتاجاز» لتجهز عليه الطعام بدلاً من «الوابور»، و«تليفزيون» حتى يتفرج عليه طفلاها، أثناء انشغالها عنهما. «هناء» ليست سبعينية، فهى فتاة لا يتعدى عمرها 22 عاماً ربة منزل ولديها طفلان، هما: أشرقت، وأدهم، وتسكن فى حجرة فى منزل عائلة زوجها لا تحتوى إلا على سرير صغير ودولاب «3 درف» متهالك. تقول هناء: تزوجت منذ 4 سنوات وزوجى يعمل لدى حلاق فى قرية الواسطى التابعة لمركز الفتح مقابل يومية 20 جنيهاً، وبعد المواصلات يتبقى منها 15 جنيهاً، لنعيش بها، وفى الأيام التى تنقطع بها الكهرباء تتقلص اليومية إلى 10 جنيهات فقط، فـ«بنحاول نعيش بيها، هنعمل إيه يعنى؟».
وأضافت هناء: «أما إذا طفل أصيب بمرض لا قدّر الله، فلا أجد جنيه المواصلات، فما بالك بتذكرة المستشفى أو العلاج وغيره؟!»، وتابعت: لا نذهب للكشف بالمستشفى إلا فى حالة الضرورة القصوى فقط «وربنا بيسترها مع الغلابة».
أما عن طلباتهم المعيشية، فتقول هناء: «بتتقضّى بأى حاجة، واللحمة لا نعرفها إلا من خلال أصحاب القلوب الرحيمة»، قبل أن تبدأ فى رسم حلمها فى حديثها معنا قائلة: «باحلم يكون عندى بوتاجاز وتليفزيون علشان عيالى يتفرجوا عليه».
سعاد أحمد
محمود مالك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق