سادت حالة من الاستياء بين أهالي محافظة أسيوط بسبب السحابة السوداء والأدخنة الكثيفة التي غطت سماء المحافظة جراء عمليات حرق مخلفات الذرة ما تهدد سلامة المواطنين.
وبدأ المزارعين بحرق مخلفات الذرة "البوص" في الأراضي الزراعية للتخلص منه ما أدى إلي تصاعد الأدخنة لتغطي سماء المحافظة، وجاء مركز الفتح وساحل سليم والبداري والغنايم من أعلى مراكز حرق البوص.
ويقول أحمد سلامة أحد سكان مركز الفتح، إن ظاهرة حرق البوص في زيادة مستمر وسط عدم تفاعل من الجهاز التنفيذي بالمحافظة ما يسبب اختناقات للمواطنين خاصة في فترة الليل لقيام عدد كبير من المزارعين يقومون بحرق البوص ليلًا هربا من المساءلات القانونية.
وأضاف أحمد أن المزارعين كانوا يستخدموا المخلفات الزراعية بعد تجفيفها كوقود للأفران البلدية في المنازل لكن مع تخلي الكثير من السيدات عن تلك العادة لجأ الأهالي لحرقه.
وقال المهندس إبراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط، إنه تم تشكيل لجنة مختصة من البيئة والزراعة والمحافظة والمراكز والأحياء والمراكز الإدارية والادارات الزراعية ومديرية الزراعة لمتابعة حرق البوص في الأراضي الزراعية.
وأضاف وكيل الوزارة أنه يتم المرور بشكل يومي على المزارعين والتوجيه والتنسيق لعدم الحرق وتوعية المزارعين بأضرار الحرق واستبداله لتدوير المخلفات الزراعية، حيث يتم جمع البوص بمقابل مادي وإرساله إلى مصانع تدوير المخلفات الزراعية، بالإضافة إلى أنه يتم عمل محاضر وغرامات على المخالفين.
وبدوره؛ شدد اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط، على الرقابة وشن حملات دورية ويومية لضبط المخالفات البيئية بقرى ومراكز المحافظة خاصة الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية "الذرة الشامية" وتحرير المحاضر الفورية واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين للقانون والمتسببين في الإضرار بصحة المواطنين وتلوث البيئة ليكون رادعًا قويًا لباقي المخالفين والحد من الظاهرة.
وأشار إلى التنسيق بين مديرية الزراعة وإدارة البيئة بالمحافظة والوحدات المحلية والجمعيات الزراعية وجهاز شئون البيئة للقضاء على هذه الظاهرة عن طريق تحرير محاضر لهم وتوعية المزارعين بتعظيم الاستفادة من تلك المخلفات وخطورة حرقها في تلويث البيئة المحيطة وتكوين السحب السوداء الضارة حفاظًا على صحة المواطنين وعلى البيئة من التلوث.
وأصدر محافظ أسيوط، تعليمات مشددة لرؤساء المراكز والأحياء بالتنسيق مع جهاز شئون البيئة وإدارة البيئة بالمحافظة لتنظيم حملات مفاجئة على أماكن حرق المخلفات الزراعية بالقرى والنجوع وتحرير محاضر فورية لأصحابها، موضحًا أن مشكلة الحرق المكشوف لمخلفات الذرة تهدد صحة المواطنين وسلامتهم وتتسبب بحدوث حرائق بالمنازل المجاورة لمناطق الحرق.
ونوه إلى أهمية توعية المزارعين بأضرار الحرق المكشوف ومخاطرة من خلال الندوات الإرشادية وتعريفهم بإمكانية استغلال هذه المخلفات في صناعات الأسمدة والأعلاف وصناعات الأخشاب.
وتابع أنه تم التنسيق بين المحافظة وجهاز شئون البيئة لتنظيم عدد من الدورات والندوات وحملات التوعية بالقرى والنجوع بمراكز المحافظة لتوعية المواطنين على كيفية التخلص الآمن والاستفادة من مخلفات محاصيل الذرة ومدى الأضرار الناتجة من حرقه وتلوثه للبيئة وتكوين سحابة سوداء، مشيرًا إلى مواصلة شن الحملات وتحرير المحاضر للمخالفين للقانون ومادة 37 فقرة "أ" وتعديلاتها والتي تحظر قطعيًا الحرق المكشوف لأي مخلفات وفرض غرامة مالية وإحالة المخالف للنيابة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم.
وأشارت هالة فرغلي مدير إدارة البيئة بالمحافظة، إلى التنسيق بين إدارة شئون البيئة بالمحافظة والوحدات المحلية بالمراكز والأحياء وجهاز شئون البيئة لشن حملات مفاجئة بناءً على تكليفات اللواء جمال نورالدين محافظ أسيوط لردع المخالفين والسيطرة على عمليات الحرق المكشوف عن طريق تحرير محاضر فورية ما أسفر عن تحرير حوالي 36 محضرا حتى الآن على مستوى المحافظة في مقدمتها مركز أبوتيج مؤكدة على العمل على السيطرة على الظاهرة وتنظيم العديد من الدورات وحملات التوعية بالقرى والنجوع بالتنسيق مع مديرية الزراعة لتوعية المواطنين على كيفية التخلص الآمن والاستفادة من مخلفات محاصيل الذرة والقطن كعلف.
محمد ابو شادى
