الشائعات لعنة تطارد الأنظمة السياسية فى جميع الدول، ولكن حينما تطال تلك
الشائعات المؤسسات الحساسة فى الدولة كالمؤسسة العسكرية فإن الأمر يصبح
أكثر خطورة، ومؤخراً انتشرت على صفحات الفضاء الإلكترونى شائعات عدة عن
الجيش المصرى وأدائه حتى بدا الأمر وكأنه مخطط يدار للنيل من مكانته وهز
هيبته داخلياً وخارجياً.
الشائعات تحدثت تارة عن اختراق طائرات إسرائيلية لسماء مصر، وأخرى عن فشل
العمليات العسكرية لتطهير سيناء من الخلايا الإرهابية، وأكد الخبراء أن
تأخر التعامل مع مثل هذه الشائعات يعطى الفرصة لمن يرغبون فى النيل من
المؤسسة العسكرية بشكل عاجل على إتاحة حرية تداول المعلومات أمام
الإعلاميين لنشر الحقائق، وطالبوا بإجهاض أية محاولات لنشر الأكاذيب وبث
الشائعات.
وأصبح قادة الجيش السابقين مادة دسمة لوسائل الإعلام المختلفة فى تناول
أخبارهم من خلال شائعات أو معلومات مغلوطة أو منقوصة، وتطوّر الأمر إلى
استهداف الجيش المصرى من خلال هجوم ما أسماه محللون سياسيون وعسكريون بـ
«الطابور الخامس» لنشر الشائعات.
أكد الخبير الاستراتيجى عبد الخبير محمود عطا رئيس قسم العلوم السياسية
والإدارة العامة بجامعة أسيوط أن هناك حرباً نفسية بين أجهزة المخابرات
للتشكيك فى الجيش المصرى وهز هيبته وإضعافه بشكل أو بآخر بهدف زعزعة الثقة
فى الجيش المصرى، وأضاف أن الأمر بيد أجهزة الداخلية التى تستطيع أن تتعقب
مصدر المعلومات. وقال الخبير الاستراتيجى، إن الوطن يتربص به الكثير من
الأعداء، لافتا إلى أن أعداء هذا الوطن يوجهون «الطابور الخامس» من أجل
إثارة الشائعات والبلبلة والتأثير على قيمة وقدر القوات المسلحة لدى
المواطنين.
وأوضح عبد الخبير أن هؤلاء يستخدمون الشائعات والنكات والألفاظ المألوفة
من أجل التأثير فى المواطن، مشيرا إلى أن وقع تلك الأشياء وتأثيرها أقوى
بكثير من السلاح والحرب، حيث إنها حرب خفية لا يمكن التنبؤ بنتائجها،
والجهات التى تحركها غير معروفة، مشيرا إلى أن مسلسل تشوية الجيش المصرى
ينقسم إلى ثلاثة أقسام الأول، الوقيعة بين قيادات القوات المسلحة، والوقيعة
بين الرئاسة والجيش وأخيرا بين الشعب والجيش، ودعا الخبير الاستراتيجى
قيادات القوات المسلحة إلى ضرورة عدم السماح للعسكريين الذين مازالوا فى
الخدمة بعمل صفحات خاصة لهم على مواقع التواصل الاجتماعى، من أجل الحفاظ
على سرية هذه المؤسسة وحمايتها من محاولات الزج بها فى العديد من الأحداث
التى لا علاقة لها بها، مؤكدا أن هناك مسئولية مشتركة بين إدارات الحرب
الإلكترونية بالقوات المسلحة والمخابرات الحربية لجمع معلومات حول تلك
الصفحات، وتتبعها ومعرفة القائمين عليها والتصدى لها.
وشدد أستاذ العلوم السياسية على خطورة هذه الشائعات لإسقاطها هيبة الجيش المصرى داخليا وخارجيا، مما يندر بحرب أهلية.
من جانبه حذر ضياء رشوان الباحث بمركز الأهرام الاستراتيجى