أمن الرئاسة حذر من السلام على مرسى.. وتجاهل مناقشة مشاكل الجماهير.. ودعوة 10 من القوى المدنية فقط
انتقدت القوى السياسية بمحافظة أسيوط، زيارة الرئيس محمد مرسى للمحافظة، معتبرين أنها أصابتهم بالاستفزاز، بسبب تحذير أمن الرئاسة من السلام على الرئيس محمد مرسي، بالإضافة إلى تجاهل مناقشة مشاكل الجماهير فى الوقت الذى تمت زيارة مشاريع معطلة منذ سنوات، فى الوقت الذى هيمن فيه أعضاء جماعة الإخوان المسلمين على اللقاء.
وقال الدكتور على سيد، المتحدث الرسمى باسم حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية بأسيوط، أحد الشخصيات المدعوة للقاء مرسي: تمت دعوة 10 أشخاص فقط من القوى المدنية للقاء رئيس الجمهورية مقابل مئات الشخصيات من الإخوان والسلفيين والجماعة الإسلامية.
وأضاف سيد: أن أحد قيادات أمن الرئيس قال لهم "أوعى حد يفكر يسلم على الرئيس" وكررها ثلاث مرات كنوع من التأكيد، موضحاً أن الرئيس لم يفتح باب النقاش بعد أن ألقى خطابه لتتم مناقشة مشاكل الصعيد واكتفى بإلقاء الخطاب.
وأشار إلى أن جميع إجراءات زيارة مرسى نفس إجراءات زيارات حسنى مبارك من تجميل مبالغ فيه للأماكن التى سيمر بها الرئيس فقط، مما أدى لاستهجان كبير من الأهالى الذين كانوا يتوقعون شيئاً مختلفاً، كما أن الرئيس لم يتخذ أية إجراءات فعالة لخدمة أهالى المحافظة وأبناء الصعيد من التى لا يستطيع المحافظ اتخاذها فمثلما جاء مرسى رحل دون أى قرار أو تغيير أو أية فائدة.
وانتقد سيد
حديث الرئيس عن تبرع الفاسدين للحساب فى البنك الذى خصصته الرئاسة للتكفير عن ذنوبهم مطالباً بسرعة القبض على هؤلاء الفاسدين ومحاسبتهم إن كان للرئاسة معلومات، وقال: من غير المعقول أيضاً أن يحذر الرئيس الفاسدين بحشد الشعب المصرى لثورة جديدة فالطبيعى أن يثور الشعب على النظام ولا أن يحشد النظام الشعب للثورة على أى شيء.
وبين سيد أن المشروعات التى مر عليها مرسى فى الأصل إما تعمل من فترة أو لم تعمل مثل الكوبرى الموازى لخزان أسيوط الذى من المقرر دخوله للعمل بعد ثلاث سنوات ولم يتم إنشاؤه هذه الأيام ليمر عليه مرسى، مفيداً أن الزيارة كانت إعلامية دون أية خطوات فعلية لإقامة مشروعات لخدمة أبناء الصعيد أو الحديث عن آليات مستقبلية لرفع المعاناة عن الأهالى ولكن كل ما تم هو كلام عام عن أن الصعيد لن يهمل ثانية وعليه بالصبر.
فيما قال عقيل إسماعيل، المتحدث الإعلامى لاتحاد شباب الثورة بأسيوط، كنا نتوقع أن الزيارة تهدف للاجتماع مع القوى السياسية بجامعة أسيوط وعلى هذا الأساس قبلوا الدعوى على أساس التحاور لمناقشة مشاكل أسيوط ولكن ما وجدوه هو حوار من طرف واحد وجاء الحضور للاستماع للرئيس فقط، بالإضافة إلى أن الرئيس جاء بلهجة فيها بعض الوعيد للفاسدين وهذا غير ممنوع ولكنه فى محافظة أسيوط والمفترض أن يناقش الرئيس أوجاع محافظة أسيوط وتم تجاهل جميع المطالب.
وأضاف إسماعيل أن اتحاد شباب ثورة كان قد أعد ملفاً مسبقاً عن مشكلات أسيوط كانوا ينتظرون مناقشتها مع الرئيس ولكن لم يعطِ أحدًا فرصة للتكلم عن مشاكل أو غيره فكان الأمر أشبه بالشو الإعلامي، موضحاً أنهم وضعوا دراسة لإنشاء هيئة لتنمية الصعيد فقد آن الأوان لأن يكون هناك آلية للتواصل مع الصعيد وعمل ربط مع المحافظات ولحل مشكلات الفلاح وإنشاء فرع لشئون المجلس القومى لذوى الاحتياجات الخاصة وأشياء أخرى.
وأوضح أن الإجراءات التأمينية كانت مشددة بشكل لم يسبق له مثيل لا توحى بأن هذا هو رئيس مصر بعد الثورة مشبهًا بنفس إجراءات تأمين جمال مبارك فى أسيوط سابقاً حتى أنهم سمعوا أن اشتباكات قد وقعت بين الأمن والمواطنين وتم ضرب بعض المواطنين.
وبين إسماعيل أنهم دخلوا اللقاء الساعة العاشرة صباحاً وخرجوا فى الثالثة عصرًا دون الجوالات أو كاميرات أو أى شيء لفصل الناس بالداخل عن الخارج، مشيراً إلى سوء التنظيم كان كبيرًا وتمت دعوة أعضاء مجلس الشعب بصفتهم رغم انتفاء الصفة عنهم بعد حل مجلس الشعب مع هيمنة كبيرة من قبل التيار الإسلامى على اللقاء حيث تمت دعوة أعضاء من قبل حزب النور وأعضاء من الدعوة السلفية رغم أنهم شيء واحد لزيادة عددهم.
محمد المشتاوى
"عادت ريما لعادتها القديمة" .. هكذا كانت تعليقات أهالي وموظفي أسيوط بعد انتهاء زيارة الرئيس محمد مرسي للمحافظة أمس، بعد إزالة أشجار الزينة والورود ولافتات الترحاب من الشوارع والطرقات، التي مر بها موكب رئيس الجمهورية، وعادت القمامة مرة أخرى.
وشهدت صفحة التواصل الاجتماعي الخاصة بالمكتب الفني للمحافظة، تعليقات متباينة على كلمة الدكتور يحيى كشك، محافظ أسيوط، خلال لقاء الرئيس مرسي، والتي قال فيها: "أسيوط التي رايتها اليوم ليست أسيوط أمس ولا الأسبوع الماضي، لأنها تعاني من المشاكل والمتطلبات".
وأثارت كلمات المحافظ إعجاب الكثير من المتصفحين باعترافات المحافظة بحال المحافظة السيئ، والتي تحتاج إلى خدمات ومشروعات تنموية، بينما وصف آخرون الكلمة بأنها نهاية لفترة المحافظ، وكان يجب ألا يعترف بالحقيقة خوفا على منصبه، وأن يبدأ هو العمل على تنمية المحافظة، وعرض ذلك على الرئيس.
على صعيد متصل، أثارت كلمة رئيس الجمهورية استياء وغضب أبناء أسيوط، لعدم تخصيص المحافظة بأى تمييزات، رغم وقوفها بجانبه في انتخابات الرئاسة، منتقدين تصريحات الرئيس العامة وتكرار الكلمات، وتجاهل مشاكل الفئات والوزارات المختلفة.
وقال الدكتور رشدي الخياط، نقيب الأطباء بأسيوط: إن حديث رئيس الجمهورية تقليدي لم يشتمل على جديد، ولم يخصص للمحافظة شيئا، مما أفقده الكثير من شعبيته، موضحا أن بروتوكولات الزيارةلم تتغير بعد الثورة، من إبعاد الرئيس عن المواطن الحقيقي، والاستماع إلى مشاكله، مكتفين برموز وشخصيات معينة.
من جانبه، وصف عادل جاد الحق، رئيس جمعية رعاية العاملين بجامعة أسيوط، الزيارة بأنها فاشلة، بسبب تجاهل دعوة رؤساء وأعضاء اللجان النقابية الممثلين للعاملين بمديريات الخدمات والشركات والجامعات.
وأضاف، أن المسئولين في أسيوط لم يدعو ممثلا نقابيا أو عماليا عن العاملين بجامعة أسيوط والمستشفيات الجامعية، لمناقشة المطالب والمشاكل مع الرئيس، موضحا أنه كان يجب أن يكون اللقاء مفتوحا، لعرض المشاكل الفئوية والمطالب العامة، من أبناء أسيوط الحقيقيين وليس مسئولو الجهاز التنفيذي.
من ناحية أخرى، قرر اللواء محمد إبراهيم مدير أمن أسيوط، صرف مكافأة مالية لجميع الضباط والمجندين والأفراد، الذين شاركوا في تأمين زيارة الرئيس.
وقال، في تصريحات خاصة لـ"الشروق": إن عملية تأمين الرئيس أثناء خروجه من المسجد، كانت بقوات كافية من الأمن المركزي، بسبب محاولة أصحاب المظالم والمطالبن الهجوم على الرئيس لعرض مطالبهم.
يونس درويش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق