الفيديو
اتهم الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمون" النظام البائد بتقيسم مصر شيعا إلى مسيحيين ضد مسلمين ورجال ضد شباب ونساء ضد رجال، حتى تراجعت مصر، وأصبحت في ذيل القائمة، مشيرًا إلي أن هناك قرارا من مجلس الشورى العام ومكتب الإرشاد بعدم ترشيح أي فرد من أفراد الجماعة في انتخابات الرئاسة المقبلة.
جاء ذلك خلال اللقاء الذي تنظمه جماعة الإخوان مساء يوم الثلاثاء من كل أسبوع، ودعت له المرشد العام، والذي حضره الآف المواطنين بمحافظة أسيوط، وامتد إلى ساعة متأخرة من الليل.
وبدأ المرشد العام للإخوان المسلمين حديثه عن ذكرياته مع أسيوط عندما كان معيدًا بكلية الطب البيطري سنة 1995، بجامعة أسيوط، وبعدها دخل السجن، وقال بعد أول زيارة لاستلام العمل في أسيوط، التقيت بالأستاذ سيد قطب بعد عودتي، وسألني قائلا: كيف وجدت الحال في أسيوط؟
فقلت له أحزنني توتر العلاقات بين المسلمين والمسيحيين، فقال لي ماذا قلت للمسلمين؟ فقلت لم أدرِ ماذا أقول لهم؟ فقال لي: إن عدت إليهم فقل لهم إن رسولكم كان له جار يهودي يؤذيه كل يوم، وعندما خلف يوما إيذائه ذهب إليه، فما بالكم بمن لم يؤذوكم من جيرانكم المسيحيين، وما بالكم بمن قال الله فيهم (وَلتجدَنَّ أَقرَبهمْ موَدَةً للذِينَ آمنواْ الذِينَ قالواْ إِنا نصارَى ذَلكَ بأَنَّ منهمْ قسيسينَ وَرُهبانا وأَنهمْ لاَ يسْتكبرونَ".
وأضاف المرشد رأينا كيف صهرت بوتقة الناس في ميدان التحرير، وخرجت منهم سبيكة واحدة أقوى من كل المعادن التي انصهرت فيها، وتحركت في طريق واحد في اتجاه واحد وفي سرعة واحدة، صنع الله منها اللون الأبيض، كما هي ألوان الطيف عندما تكون بسرعة واحدة واتجاه واحد.. رأينا المسيحي كان يقف ويردد الله أكبر ليسمع المصلي البعيد عن الإمام، ورأينا د.يوسف القرضاوي الذي منع أن يصعد درجات المنبر لإلقاء خطبة، يلقى خطبة في ميدان التحرير بدأها - لأول مرة في تاريخ الإسلام بل في تاريخ البشرية كلها- أيها الإخوة المسلمون أيها الإخوة المسيحيون، وأكد المرشد أن القرآن الكريم يعلمنا أن ندافع عن مقدسات غيرنا قبل مقدساتنا مستدلا بقوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ).
واستنكر المرشد عملية الخداع والإقصاء لقيمة مصر الاقتصادية والسياسية، وقال كنت في مؤتمر علمي لإحلال زراعة البنجر محل قصب السكر، تحدث فيها مسئول وقال: إنهم أحرقوا 10 أفدنة من قصب السكر في الصعيد منعا أن يختفي فيه الإرهاب، فرد وكيل وزارة الزراعة بالمنيا قائلا: "ولو استخبوا في الذرة نعمل إيه".
وقال إن الإخوان وكل من تحمل الظلم في عهد النظام البائد على يقين بأن الله قادر على كل شيء ، مشيرا إلى أن عنبر الإخوان المسلمين أصبح اليوم عنبر الحكومة المصرية السابقة و وزرائها.
وأكد أن الرئيس السوداني عمر البشير، عندما التقى به في القصر الجمهوري بعد الثورة قال من كان يتصور أني سأقابل المرشد العام للإخوان المسلمون في القصر الجمهوري، فرد إن الله هو الفعال لما يريد، والذي إذا أراد شيء أن يقول له كن فيكون.
و أضاف المرشد: عندما سألني السفير التركي، أين كان الإخوان من الثورة قلت: الإخوان كانوا قلب هذا البلد، وهذا الأمة والقلب دائما محاطا بالضلوع، ولا يرى من الخارج لكنه يضفي على الوجه نضارة وعلى اليد حركة وعلى الأقدام سعيا.
وعن تطبيق الشريعة الإسلامية أكد أن الإخوان يسعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، ولإرجاع لهذا الدين مجده بعد أن سقطت الخلافة الإسلامية، مضيفا أن سنة سقوط الخلافة هي نفس السنة التي أسس فيها الإمام البنا جماعة الإخوان، ونفس الليلة التي نحي فيها مبارك هي نفس الليلة التي استشهد فيها الإمام البنا 11 فبراير منذ 62 عامًا.
وعن عدم اهتمام الجماعة بالاقتصاد نفى فضيلته ذلك مؤكدا أن الجماعة منذ نشأتها وتمتلك محجرا ومنجما، وأن أحمد حسانين أول من اخترع " الدليفري" عام 49. مشيرا إلي أن خيرت الشاطر أقام مؤسسة إلكترونية ضخمة سُميت سلسبيل، وكانت أول مؤسسة تجمع الكمبيوتر، ثم استولى عليها النظام البائد، وتم القبض على الشاطر، وخرج بعدها وأنشأ مؤسسة أخرى، وتم القبض عليه، ثم خرج وهو الآن بصدد إنشاء صندوق لدعم مصر يشارك فيه عدد من رجال الإخوان في مصر وخارجها لدعم الاقتصاد المصري.
وطلب المرشد العام من أهالي أسيوط تقديم نموذج يحتذى به حول العلاقة مع الجماعات الإسلامية المختلفة، باعتبار محافظة أسيوط تجمع تيارات دينية مختلفة، وطالبهم أيضا أن يقدموا نموذجا متميزا في علاقة الأقباط بالمسلمين.
علي صعيد متصل أرسل د.محمد حبيب، نائب المرشد الأسبق، رسالة للمرشد العام ولإخوان أسيوط والحضور في نهاية اللقاء، قرأها المرشد على الحضور، وعبر فيها د. حبيب عن خالص وده ودعواته وتمنياته بالتوفيق، مؤكدا لهم أنه لولا أنه بعافية لكان أول الحضور بالمؤتمر، سائلاً المولى عز وجل أن يكلل جهود الإخوان بالنجاح ويلهمهم الرشد والسداد، و أن يبوء مصر مكانتها اللائقة بين الأوطان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق