لأول مرة فى تاريخ الجماعة الإسلامية، بدأت صباح اليوم وقائع أعمال الجمعية العمومية الأولى لاختيار هيكل إدارى جديد يقود الجماعة، وإنهاء الجدل حول إنشاء حزب سياسى أو التحول لجمعية أهلية، وسط غياب لكل من كرم زهدى وناجح إبراهيم عضوى مجلس شورى الجماعة المستقيلين مؤخرا من القيادة.
وحضر كل من عبود وطارق الزمر المفرج عنهما قبل شهرين فى واقعة اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات1981، إلى مقر مسجد الرحمن بالمنيا، حيث مقر انعقاد الجمعية العمومية، ما يقرب من 70 % من أعضاء الجمعية العمومية المقدر عددهم بـ300 عضو، هم مسئولى المحافظات والمدن والقرى وأعضاء مجلس شورى الجماعة السابقين، ويستمر الاجتماع لثلاثة أيام، يومان منهم فى المنيا، لمناقشة أوضاع الجماعة ومدى التحول إلى حزب سياسى أو جمعية أهلية ومناقشة الانتخابات البرلمانية والرئاسية وموقف الجماعة منها، وينتهى اليوم الثالث فى القاهرة يوم الاثنين بثلاث جلسات عامة، ومناقشات مفتوحة بين القوى السياسية والشخصيات العامة.
وكشفت مصادر بالجماعة أن عددا كبير من القيادات ومنهم عبود وطارق الزمر أخذوا قرارا بتعديل جدول أعمال الجمعية العمومية ليبدأ بالانتخابات واختيار الهيكل الإدارى للجماعة المركزى أولا، لتحديد المهام وآليات العمل وشكل الإدارة المؤسسية، قبل أن يناقش المشاركون الموقف من الحزب السياسى والجمعية العمومية وكذلك الموقف من الانتخابات.
وتشرف على الانتخابات لجنة برئاسة الدكتور عبد الآخر حماد، بعد أن قامت بإجراء الانتخابات فى جميع المحافظات والمدن والقرى وتم اختيار 9 فى كل محافظة كمجلس مسئول عن الجماعة فى كل منطقة.
وحول موقفه من الاعتذار عن الحضور لأول جمعية عمومية، أكد ناجح إبراهيم المتحدث السابق للجماعة ومهندس مبادرة وقف العنف بأنه اعتذر لأسباب خاصة، وأنه ترك القيادة ولن يعود إليها حتى لو تم انتخابه مرة أخرى، مضيفا أنه يتمنى التوفيق لمن يتولى المسئولية فى الجماعة حاليا، مطالبا بأن يحرص أعضاء الجماعة وقياداتها بعد أن وصلت سفينة الجماعة إلى شاطئ الأمان وعبرت الصعاب والعقبات أن يحافظوا ويحرصوا على الدعوة والجماعة فى خدمة الدين والوطن.
ومن جانبه أكد أسامة حافظ المتحدث باسم الجماعة أن اعتذار إبراهيم وزهدى لن يؤثر كثيرا على أعمال الجمعية أو على سير العملية الانتخابية خاصة وأن صوتيهما سيتم الحصول عليه من اللجنة المشرفة، موضحا أن المناقشات المغلقة ستشمل كل القضايا الخلافية والمطروحة على الجماعة والمجتمع حاليا من حيث العمل السياسى والانتخابات والدستور.
وعن سبب اختيار المنيا كمركز للجمعية العمومية، أكد عصام دربالة عضو مجلس شورى الجماعة والأكثر حظا فى الحصول على مسئولية إدارة الجماعة إداريا، واستمراره فى عضوية مجلس الشورى الجديد، أن اللجنة المنظمة أرادت اختيار موقع وسط بين جميع المحافظات، وكانت المنيا هى الأنسب لزيادة عدد أعضاء الجمعية العمومية فى محافظات أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان، فيما تعد القاهرة بالنسبة لأعضاء سوهاج وقنا وأسوان بعيدة جدا تمنعهم من الحضور، مشيرا إلى أن تكاليف الإقامة وموقع انعقاد الجمعية كان لها سبب أيضا فى اختيار المنيا، حيث إن مسجد الرحمن بالمنيا يعد أحد المساجد الهامة للجماعة والذى يحتوى على قاعة مناسبات تسمح بالإقامة للأعضاء المشاركين باتفاق مع وزارة الأوقاف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق