عقد حزب التجمع مؤتمرًا جماهيريًا تحت عنوان (مصر إلى أين) بحضور حسين عبد الرازق عضو مجلس رئاسة حزب التجمع، وعدد كبير من القيادات الحزبية والسياسية والشبابية بأسيوط.
تحدث عبد الرازق عن الأوضاع فى مصر قبل 25 يناير وكيف كانت سببا فى تفجير الثورة التى أطاحت بالنظام السابق، الذى كان مستبدا فى كل شىء، وأشار عبد الرازق إلى أن أنور السادات هو أول من أسس النظام الاستبدادى فى مصر عندما أصدر دستور عام 1971 هذا الدستور الذى جعل السلطة فى يد شخص واحد هو رئيس الجمهورية وذلك من خلال وجود47 مادة فى القانون خاصة بسلطات رئيس الجمهورية فضلا عن قانون الطوارئ، الذى طبق فى مصر منذ الساعة 4 عصرًا يوم 6 أكتوبر عام 1981 والذى جعل من حق الحاكم حبس من يشاء فى أى وقت لتعتبر فترة عهد مبارك هى أشهر الفترات التى شهدت تعذيبا فى السجون.
وأضاف عبد الرازق أن مصر فى تاريخها لم تشهد مطلقا انتخابات نزيهة إلا مرتين الأولى عام 1924 أيام يحيى باشا إبراهيم وكان رئيسا للوزراء وكان مرشحا ولم ينجح وفاز وقتها حزب الوفد والمرة الثانية عام 1950 وفاز فيها الوفد برئاسة النحاس باشا وأسوأ انتخابات حدثت فى تاريخ مصر هى انتخابات 2010، والتى أكدت للناس بأنه لا يوجد أمل فى التغيير إلا بثورة.
كما تتبع النظام السابق أكثر من طريقة لإثارة الفتنة الطائفية بأشكال مختلفة مقلدا حادثة الخانكة الشهيرة عام 1972 وبدأ النظام يفجر حادثة فتنة ويتم تنفيذها بشكل درامى وكانت مصر مستهدفة لإثارة الفتنة فيها
كما مارس أيضا النظام السابق بعض الأساليب التى كانت كفيلة لإثارة الحقد والفرقة منها حرمان الأقباط من مناصب بوظائف حساسة بالدولة مثل أمن الدولة والمخابرات العامة وعدم بناء كنائس أو ترميمها إلا بتصريحات كل ذلك أثار الاحتقان بين المسلمين والمسيحيين.
وأكمل حديثه عن النظام السابق قائلا: بعد ذلك دخلت مصر مشكلة مياه النيل والفقر المائى مما يهدد مصر بالمجاعة المائية عام 2025 بعد أن كانت مصر هبة النيل، ولكن منذ محاولة اغتيال الرئيس السابق فى أديس أبابا، والرئيس بعدها ترك إفريقيا تماما وأصبح ينفذ السياسة الأمريكية فقط.
وأوضح عبد الرازق أن مصر طوال تاريخها تقاوم من خلال الوقفات والإضرابات العمالية وقال إن حزب التجمع من 2003 وحتى 2005 نظم أكثر من 13 وقفة احتجاجية ومظاهرة وإضراب ضد استمرار حالة الطوارئ وارتفاع الأسعار وسياسة الحزب الوطنى المنحل والغزو الأمريكى للعراق. فضلا عن مظاهرة نظمها الحزب مع بعض القوى السياسية رافعين شعار (انتخاب مبارك باطل) ضد انتخاب مبارك لفترة رئاسية أخرى عام 2005 والتى كانت بميدان التحرير، حيث تم إلقاء البيان عند تمثال عمر مكرم.
وأكمل عبد الرازق أن كل ما سبق كان سببا لثورة 25 يناير، والذى قام بالثورة ثلاث قوى هى (الشباب الذى دعا للوقفة الاحتجاجية عبر الفيس بوك)، و(القوى الاجتماعية والسياسية والأحزاب) التى انضمت للشباب وحولت الوقفة إلى ثورة و(القوات المسلحة المصرية) التى إنحازت للثورة وحمتها.
وهذه القوى الثلاث تواجه تحديات كبيرة ومن هذه التحديات الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية لأنه حتى الآن مازال الاستبداد موجودا والصراع موجود.
والتحدى الذى يواجه القوى الثلاث غياب الأمن، حيث إن هناك دراسة تقول إن مصر بها نصف مليون بلطجى منهم نوعية مدربة على البلطجة على يد أمن الدولة لاستخدامهم فى الانتخابات وفى الشارع وقت اللزوم.
والتحدى الآخر هو تحد اقتصادى، وكذلك تحدى الحفاظ على الدولة المدنية الديمقراطية، حيث إنه من أخطر الأمور تحويل مصر لدولة دينية والتحدى الأخير هو تحدى الحياة وهو الحفاظ على مياه النيل ولمواجهة هذه التحديات لابد أن تتكاتف قوى الثورة الثلاثة والشعب معًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق