هل تتخيل أنه مازال هناك ونحن فى الألفية الثالثة سيدات يلدن على يد داية ؟؟؟ بل الأغرب أنهن لا يثقن فى الأطباء ويرون أن الولادة على يد داية "أفضل وآمن وأستر" ..! هذا ما قالته فاطمة، 25 سنة، أم لطفلين جاءوا إلى الحياة على يد داية ..
تعيش فاطمة فى عزبة خير الله التى ينتشر فيها وجود الدايات بشكل كبير على حد قولها .. تقول عنهن: " أنا ولدت أولادى على إيد الحاجة تحية، والولادة كانت سهلة والحمد لله، أصل مش ممكن أتكشف على دكتور.. وهيعمل إيه الدكتور يعني أكتر من اللى عملته الحاجة تحية ؟!!"
وتضيف: " فى عزبة خير الله دايات كتير لأن العزبة مفيهاش وحدة صحية أو مكان يسعف الست وهى بتولد، وكمان إحنا فوق الجبل صعب جدا إننا ننزل عشان نروح اقرب مستشفى. على ما انزل أكون ولدت خلاص، وكمان الداية أستر علشان محدش يخطف عيالى زي ما بيحصل في المستشفيات..! .
لم تكن فاطمة هى الوحيدة التى
وضعت طفلها على إيد داية ولكن بثينة هى الأخرى أنجبت بناتها على يد الحاجة تحية التي تصفها قائلة: " الحاجة تحية أنفذتنى والدكتور كان هيموتنى لما ابنى الأول مات فى بطنى ومكنش عارف يخرجه، ورفض دكاترة القصر العينى إنهم يخرجوه وهو ميت فى بطنى ومشونى من المستشفى وأنا بموت.. ولما رحت للداية تحية نزلته من بطني ومن يومها مش بثق فى أى دكتور ".العمر راح في الولادة
تعمل تحية الداية في هذه المهنة منذ 21 عاما بعزبة خير الله .. عمرها 75 عاما.. جاءت من صعيد مصر لتمارس التوليد فى القاهرة كما تقول: " أنا من أسيوط وجيت مصر مع جوزى وكنا على باب الله، بس أنا اتعلمت مهنة الداية لما كنت بشتغل مع دكتورة من30 سنة فى الوحدة الصحية في أسيوط، علمتنى ازاى أوّلد الستات ومن يومها بقيت داية ".
ترى الحاجة تحية أن عمل الداية اختلف عن زمان نظرا لعزوف الكثير عن الولادة فى المنزل: "كتير من الناس بيرفضوا دلوقت وبيخافوا من ولادة البيت، ومع القلب الخفيف البنات بقت بتخاف تولد على إيد داية، وما يعرفوش ان الولادة على إيد الداية أرحم وأستر من الولادة فى المستشفى" .
وعن رأيها فى أطباء النساء والتوليد تقول: "الدكاترة فى المستشفى بيبهدلو البنت ويمشوها ويركبوا لها محاليل، أكتر من واحدة رحت معاها القصر العينى وشفت البنت بتتعب ازاي لكن معايا الولادة سهلة جدا" .
"كمان الدكاترة بياخدوا فلوس كتير وفى منهم بيستغل الغلابة اللى هنا، عشان كده أنا ممكن أولد الستات ببلاش.. وفى عزبة خير الله واسطبل عنتر دايات كتير بسبب الفقر الشديد .. أنا باخد اللى فيه النصيب لأن الناس فى العزبة على قدهم ومش بيقدروا يخلوا ستاتهم تولد فى المستشفى، وكمان فى ستات مش بتقدر تنزل من الجبل وتروح للمستشفى ..أنا بولدها وخلاص".
وعن أصعب ما قابلته في عملها تروي: "في مرة واحدة ست داخت على المستشفيات وكان ابنها مات فى بطنها والدكاترة رفضوا ينزلوه من بطنها ليه مش عارفة ولما جات لى اتوكلت على الله ونزلته من بطنها من غير عملية ولا حاجة وربنا قومها بالسلامة واخدت اللى فيه القسمة وخلاص .. ماهو ربنا مع الغلابة" .
إلا القيصرية..!
تصف تحية طريقتها في العمل فتقول: "أنا عشان أولد لازم أعطي للست حقنة تحمى الطلق في الأول .. بشتريها من الصيدلى .. طبعا ما عرفش اسمها لكن أقول لها اعطينى حقنة تحمى الطلق وهو عارفني بيديهالي على طول، ودى أكتر اللى بيستخدموها البكرية أولما تكون الأم صغيرة فى السن، وأنا بعرف أديها الحقنة وبعدها الأمور بتكون سهلة والعيل بينزل.. وأكتر من مرة يتولد على ايدى توائم وكله بأمر ربنا ".
وعن أصعب ما تواجهه الحاجة تحية فى عملها: "أصعب ولادة بالنسبة لى هى الولادة القيصرى لأنى مش بعرف أعملها ، ولما متنفعش الولادة الطبيعى بجرى بالست على المستشفى لأن لازم يتفتح بطنها ويطلع العيل وانا معرفش أفتح البطن ودي الحاجة الوحيدة اللي ما بعرفش اعملها.
سألتها عن ختان الإناث وانتشاره فى عزبة خير الله فأجابت: " كل اللى هنا صعايدة ولازم يختنوا بناتهم، بس أنا مش بختن البنات لأن دى مسئولية.. لكن كل الستات هنا بتخاف على بناتها وبتختنهم وشايفين ان ده هيحميهم من الزمن "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق