الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

د/ علي حسن عبد الرازق * مدرس مساعد بقسم ميكانيكا-بكلية الهندسة جامعة أسيوط يكتب عن ( ( الفاضحة ) ) وهى الاسم الثانى لسورة التوبة وقد أطلق على سورة التوبة هذا الاسم لأنها "كما ذكر المفسرون" فضحت المنافقين وكشفت سرائرهم وأوضحت خططهم ومكرهم

الفاضحة التي قصدتها في عنوان المقال هي الاسم الثاني لسورة التوبة وقد أطلق على سورة التوبة هذا الاسم لأنها "كما ذكر المفسرون" فضحت المنافقين وكشفت سرائرهم وأوضحت خططهم ومكرهم.

فالوقوف أمام هذه السورة العظيمة يكشف للإنسان حقيقة نفسه فمن كان به خير وصلاح تنبه وتيقظ وعاد إلى جادة الطريق، أما المطموس على قلبه فلن يرى شيئًا ولا يزيد إلا كبرًا.
وتأملوا معي ختام السورة في تلخيص لحالات النفس البشرية ومواقفها وبرجاء التأمل جيدًا في الآيات ولتقرأها بقلبك وعقلك.


(وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ (125) أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون (127)) (التوبة).

في الآية 124 وردت
كلمة "سورة"، وقد تؤخذ على أنها سورة من سور القرآن أو على أن المقصود بها آية حسية تظهر للعيان، وهنا كما يقول المفسرون العبرة بعموم النص.

ومعنى الآيات كما يظهر من سياقها أن الله- عزَّ وجلَّ- قد ينزل آية من آياته على خلقه جميعًا؛ ولكن وقع الآيات وتأثيرها في النفوس يختلف باختلاف القلوب فهناك القلب المؤمن السليم الموصول بالله عز وجل الذي يحسن استقبال تلك الآيات، ويفهم المراد منها ليوجه صاحبه إلى ما يرضى الله عز وجل ويكون سببًا في نجاته ودخوله الجنة على العكس من القلب المريض المصاب بداء البعد عن منهج الله وآياته فلا يحسن استقبال تلك الآيات، فضلاً عن فهمها وترجمتها إلى عمل صالح فتكون نفس الآية التي اهتدى بها غيره سببًا في زيادة ضلاله وفسقه ليكون مصيره وصاحبه الهلاك المبين، والله أسأل أن نكون من القلوب السليمة المؤمنة.

ما لفت نظري إلى الآيات هو ما نعيشه من واقع تلامست معه آيات ربنا سبحانه وتعالى، فمثلاً مع وقوع أركان حكم الرئيس المخلوع ورؤيته وزبانيته في القفص رأينا الكثير ممن تذكر آيات الله عز وجل وسننه بحق الطغاة أمثال فرعون ورآها تتجسد أمامه مرةً أخرى في المخلوع ليأخذ منها درسًا تستقيم به حياته ويعلم أنه لا فضل لمنصب ولا جاه على صاحبه، وإنما الفضل يكون بتوفيق الله لصاحب المنصب حتى يأخذ من منصبه طريقًا إلى رضا الله وجنته وعلى العكس وجدنا من يناصرون الطغاة بل ويعتذرون إليهم ويبدون أسفهم لهم، على ماذا؟!! لا أعلم، فظهر مع نفس الموقف الصنفان اللذان تحدثت عنهم الآيات، وإن كان هذا في رأيي أقل أعراض المرض فداحةً وجسامةً.

أما أعظم الأعراض جسامة- من وجهة نظري- فهي عدم اعتبار المسئولين الذين ما زالوا في مناصبهم متمسكين بها لآخر رمق في حياتهم المهنية كانت أو الدنيوية على الرغم من عظم التبعة وشدة المساءلة أمام الله، وللأسف لم يحركهم وقوفُ رئيس كاد أن يدَّعي الإلوهية داخل القفص محبوسًا ذليلاً إلى الزهد في مناصب- نالها أغلبهم بغير حق- وأتعجب كيف لهم أن يتشبثوا بمنصبٍ أيًّا كان بعد ما رأوا ما تَجرُّه المناصب على أصحابها، وقد طُلب إليهم التخلي عن مناصبهم تلك.

من الأعراض الخطيرة أيضًا أن يأتي بعد المخلوع حكام ما زالوا يخافون سطوة الغرب وسلطانه، بعدما أظهرت الآيات أن الأمر كله بيد الله، بل ويسير هؤلاء الحكام في بعض دروب المخلوع ويطبقون قوانينه الظالمة دون مراعاة أنهم- وإن طالت بهم الفترة- راحلون.

هل نسي هؤلاء ما فعله الله بالمخلوع على يد شعبه ليقولوا سريعًا بل نحن من فعلنا كذا وكذا وكان في إمكاننا فعل كذا وكذا..! كيف ينسون الله عز وجل وتدبيره بهذه السرعة؟!.
أما آن لقلوبنا أن تستيقظ أم أن السبات لا يزال عميقًا؟!.


والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...