«عايزة أقابل بتوع حقوق الانسان «عبارة تهتف بها الحاجة أم حسانين 110 أعوام» من قرية المطيعة بأسيوط كلما سمعت في الراديو أو التلفاز عن زيارة
أو دور للمنظمات الحقوقية حتي بات لديها اعتقاد راسخ بأن دور تلك المنظمات هو الحفاظ علي حقوق الناس واعادة الحقوق المسلوبة الي أصحابها بدلاً من الحكومة.
«أم حسانين» مواليد 1901 وتعد أكبر مُعمِرة بأسيوط لديها ما يقرب من 100 حفيد وحفيدة تعلم أسماءهم جميعاً وتتابع أحوالهم كل يوم دون تقصير.
تتمتع أم حسانين بصحة جيدة يحسدها عليها الابناء والاحفاد الذين توفي منهم العشرات متأثرين بأمراض عصر مبارك من سرطان وفشل كلوي وخلافه.
لا تتوقف أم حسانين عن العمل والذهاب الي الحقل كل يوم فهي تعتقد ان في رائحة الارض سرا يشفي من الامراض ويطيل العمر.
ولا يقتصر دور أم حسانين علي العمل في الحقل والمنزل لكنها خلقت لنفسها مهمة جديدة وهي الدعاية لحفيدها الرابع (ابن ابن ابن ابنها) الذي يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ومن هنا تولدت لديها الرغبة الملحة في مقابلة المنظمات الحقوقية لانها علي حد وصفها هتحمي الانتخابات من «التزوير والتلاعب» وعليها عبء كبير.
لبت دعوتها المنظمة الوطنية الدولية لحقوق الانسان برئاسة الدكتور شحاتة أبو زيد وفي لقائه معها عادت بذاكرتها الي حال المصريين بعد الثورة العُرابية وفي عهد الملك فاروق ومن ثم عبدالناصر والسادات ونهاية مبارك.
عهد السادات بالنسبة لـ«أم حسانين» هو أزهي العصور لانه خصص لها معاشا بعد وفاة زوجها وتركها وحدها تواجه صعوباتها وآلامها بمفردها.
أما عهد مبارك بالنسبة لها فكان علي حد وصفها «كابوس وانزاح» تنتظر أن تستيقظ منه وتري حفيدها من شاشة التلفاز متربعاً علي كرسي البرلمان يطالب بحقوق قريته المحرومة من كافة خدماتها ويضعها علي طريق الاصلاح والتنمية قبل ما تلاقي وجه كريم علي حد قولها.
الله يطول عمريك انشالله عبدالحليم الفزاري
ردحذف