هنا عزبة «بركة الحج» بمنطقة المرج.. هنا أسرتا الإمام الصغير وأبوحميدة اللتان قتل منهما 3 شباب وأصيب 6 فى مجزرة «القاهرة الجديدة».. هنا منازل ومخازن قرابة 40 شخصاً احترقت، اعتراضاً على مقتل الضحايا الثلاث.. «المصرى اليوم» انتقلت إلى المرج.. ورصدت تفاصيل الجريمة منذ بدايتها بمنطقة المرج.. منذ وقوع قتيل وحبس متهم.. ثم قتل 3 فى جريمة ثأر ثم حرق منازل ومخازن.
الأسر المشردة: الشرطة فشلت فى حمايتنا:
على الجانب الآخر..
وبعيداً عن مقتل ثلاثة من عائلة الإمام.. تعيش 40 أسرة مأساة حقيقة بعدما اشتعلت نيران الغضب والانتقام فى منازلهم ومخازنهم التجارية.. يجلسون أمام الحطام منذ 6 أيام مضت لا يعلمون ما أصابهم، وهل أصولهم «الصعيدية» وراء هجوم 3 آلاف شخص بإشعال النيران وسرقة مخازن النحاس والألومنيوم ومنع سيارات الإطفاء من إخماد النيران وهروب رجال الشرطة من أمام المنازل خوفاً من بطش الأهالى.نفادى حامد، صاحب مخزن لتجارة الموبيليا، أحد المتضررين، قال: «أعيش وسط أهالى بركة الحج منذ 20 عاماً، نرتبط بجميع العائلات بصلة مودة وحب ولا توجد خلافات.. ويعيش فى المنطقة آلاف من جميع محافظات الصعيد.. وفى يناير الماضى حدثت المشاجرة بين عائلة الجلادوة (من المنيا).. وعائلات أهالى بركة الحج بسبب لعب الأطفال قتل فيها شاب ومنذ أسبوعين تجمعت أسرة القتيل وأطلقت النيران على أهالى المتهم للأخذ بالثأر وقتلت 3». يوم السبت الماضى ــ والكلام على لسان نفادى ــ «تسلم أهالى الضحايا جثث ذويهم، وفى المساء تجمع ما يقرب من 3 آلاف شخص وحملوا الشوم والنيران والسكاكين، وفوجئنا بهم يقتحمون المخازن ويشعلون النيران بها وبدأوا بشارع مؤسسة الزكاة.. ألقى مجموعة من الشباب قنابل المولوتوف على المخازن ثم فوجئنا بهياج وغضب وسط الأهالى باقتحامهم جميع المنازل التابعة لكل (صعيدى)، وأحرقوا ما يقرب من 50 مخزناً بشوارع متعددة منها شارع التروللى وعمر بن الخطاب وأحمد حسن وخالد بن الوليد ومؤسسة الزكاة ومحمود ربيع». وأضاف «نفادى» أن «النيران شردت قرابة 400 من منازلهم».
وقال: «كانت سيارتان شرطة متواجدتين قبل إشعال النيران أسفل منزلى والمخازن المجاورة لحمايتها، وعقب مشاهدة الأهالى والشباب قادمين حاملين قنابل المولوتوف والسنج والشوم طلبت من الضابط ردعهم وحماية أفراد أسرتى فقال لى: (أنا هعملك إيه.. احمى نفسك).. ثم قاد سيارته ورجاله وترك المكان».
وأضاف «نفادى»: «حاول ابن عمى ردع الأهالى وإطفاء النيران فوجه له أحدهم طعنة فى بطنه، ثم ألقى مجموعة منهم النيران على منزلى وشاهدت ابنى حامد الذى لم يتجاوز 10 سنوات تشتعل النيران بجسده، وفوجئت بأحد الجيران ينتزعه من وسط اللهب، ثم تدخل الجيران لإنقاذ السيدات والأطفال وأخرجوهم من وسط النيران، وفوجئت بمجموعة من الشباب يقتحمون مخازن النحاس والألومنيوم ويستولون على ما فيها حاملين الأسلحة البيضاء والفرد الخرطوش».
وقال: «إن سيارات الإطفاء حضرت لإخماد النيران، وبعد مرور 4 ساعات متواصلة من إشعال النيران فى المنازل والمخازن تحولت المنطقة إلى كتلة من اللهب، وبحضور رجال الأطفال منعهم الأهالى من إطفاء الحريق وقاموا بتقطيع خراطيم المياه ولم يتركوا المخازن إلا وهى كتلة من الرماد». وأشار إلى أن «المخازن كان بداخلها بضاعة قيمتها تقترب من 10 ملايين جنيه». نيران الغضب لم تتوقف.. فأحد الموظفين كان يسير فى الشارع وبصحبته زوجته، وعندما علموا أنه صعيدى من أسيوط حاولوا التعدى عليه بالضرب ووجهوا له الشتائم بالألفاظ الخارجة عن الحياء وحرر الأهالى المنكوبين المحاضر اللازمة.
أسرة القتلى الثلاثة: لا علاقة لنا بالجريمة الأصلية:
أسرة الإمام الصغير التى فقدت 3 من أبنائها فى جريمة الثأر روت تفاصيل المأساة.. يقول والد قتيلين وعم القتيل الثالث: «الحمد لله على كل شىء وإنا لله وإنا إليه راجعون..» إحنا عايشين هنا فى بركة الحاج ما فيش خلافات وجميع العائلات بمنطقة المرج نرتبط بهم بعلاقة مودة ومحبة.
يوم 26 يناير الماضى _ الرجل يتحدث _ بعد صلاة العشاء كان فيه 7 أولاد أعمارهم تتراوح بين 13 و15 سنة هم إبراهيم على خيرالدين، وعبدالعزيز صلاح خير الدين، وشقيقه عبدالرحمن، وعرابى عادل، وهانى مخلوف، وسعد عبده مهران، وشاب آخر من 3 عائلات مختلفة بالبركة متجمعين بشارع التروللى أمام منازل عائلة الجلادوة.. خاصة عيد عبدالمالك وشقيقه علاء وربيع فؤاد عبدالغفار، حدثت مشادة كلامية بين الطرفين تطورت إلى معركة ولقن الصعايدة الأطفال علقة ساخنة ثم احتجزوا 4 منهم داخل مخزن.. وتمكن 3 منهم من الهرب وبفرارهم إلى منازلهم أحضروا أقاربهم وتجددت الاشتباكات فيما بينهم.
تدخلنا لفض الاشتباك بين الطرفين وتجمع كبار العائلات داخل منزل العائلة بشارع التروللى وجمعنا كبار عائلة الجلادوة وعلى رأسهم شخص يدعى محمد كامل وشهرته أبو وائل وأثناء تواجدنا داخل المنزل فوجئنا بأسرة الجلادوة بدأوا بإطلاق النيران واشتبك الطرفان مجددا.. فوجئنا بابنى أحمد عبدالرحمن سليمان المحتجز حاليا على ذمة قضية القتل ينزل من غرفة نومه ويمسك طلق نارى مرددين «يا أهالى البلد لو الطقلة دى جت فى حد من أولادى هعمل إيه» وذلك بحضور عبدالباسط قبيص، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، والمهندس جهاد زيدان، وإبراهيم سليمان، كبار المنطقة بالإضافة إلى ما يقرب من 30 شاهدا آخر من الحاضرين لفض الاشتباك.
فى هذا الوقت.. لم نكن نعلم بأن قتيلاً سقط وسط المعركة وبعد مرور 4 ساعات متواصلة من الاشتباكات حضرت سيارات الشرطة بقيادة الضابط وليد حماد التابع لقسم شرطة السلام وتدخل لمعرفة أطراف المشاجرة وروى له أحمد ما حدث فطلب الضابط من أحمد التوجه إلى قسم الشرطة وتحرير محضر بواقعة إطلاق النيران على منزله ويروى ما حدث وبالفعل توجه أحمد إلى القسم وحرر محضراً وقال فيه إن أطراف المشاجرة بين عائلة الجلادوة و7 من 3 عائلات مختلفة.
واكتشفنا _الكلام على لسان الأب _ بأن المتهم فى القتل ابنى أحمد الذى ذهب ليحرر محضراً واثنان من أشقائه وتوجهت لهم تهمة القتل العمد والضابط وليد حرر المحضر بأننا الطرف الثانى فى المعركة.. تجمع أفراد العائلة وأهالى البلدة وتوجهنا للضابط وجمعنا 70 شاهدا وتوكيلا موثقا بالشهر العقارى بأن عائلتنا ليس لنا دخل بها وبعد مرور 24 ساعة على المعركة حضر عضو مجلس الشعب القبيصى وتوجه إلى أهالى أسر الأولاد السبعة وتم الاتفاق على دفع دية وتقديم كفن وتسلم إيصالات أمانة من أولياء أمورهم كما تم الاتفاق مع الجلادوة على عقد جلسة صلح.
وفوجئنا بعائلة القتيل يطالبون عائلة الصغير بالكفن وحصل الاتفاق على دفع مليون جنيه وتقديم 3 أكفان وتوجهنا إلى القسم وحررنا محاضر بالشهود لنتمكن من إخلاء سبيل أحمد المظلوم فلم يستمع إلينا أحد ولم يجر الضابط تحرياته.
وقال شاهد الإثبات على مذبحة القاهرة الجديدة عبدالله عبدالرحمن أبوحميدة تفاصيل الجريمة: «يوم التجديد توجهنا أنا والقتلى والمصابين.. وفوجئنا بما يقرب من 20 شخصاً من الصعايدة يلاحقونا.. وفى طريق عودتنا.. فوجئنا بسيارة ملاكى تحاول الاصطدام بنا حتى حجزتنا بين الرصيف ثم خرج ما يقرب من 9 أشخاص من سيارة نصف نقل وبدأوا بإطلاق النيران»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق