شدد المخرج إسماعيل عبد الحافظ على ضرورة العمل على استكمال الثورة وتحقيق باقي مطالبها, وتطهير البلاد من الفساد, وكشف عبد الحافظ في حوار مع البديل عن تفاصيل أعماله الجديدة والوضع الفني بعد الثورة وفي ظل صعود الإسلاميين. وإلى نص الحوار..
حدثنا عن مسلسلك الجديد ” ابن ليل” الذي تستعد لعرضه خلال موسم رمضان القادم ؟
مسلسل” ابن ليل” من تأليف الكاتب الصحفي “طارق بركات” والعمل مُستوحي من عمل أدبي وبطولة مجموعة كبيرة من الفنانين منهم الفنان مجدي كامل وفريال يوسف ويوسف شعبان، وتدور أحداثه في صعيد مصر، حيث الصراع على المال والصراع من أجل زعامة القبائل، ويلعب بطل المسلسل دورا يتصف بالسخاء والعطاء وخدمة أهل قريته بكل ما يستطيع، إلا أنه يجد منهم نقيض ذلك، الأمر الذي يحوله الي “ابن ليل” بالمعني السلبي، حتي أن أغلب المشاهد تم تصويرها بالحي الريفي في مدينة الانتاج الاعلامي.
أما باقي مشاهد المسلسل فسيتم تصويرها بين مدينة نجح حمادي ومحافظة أسيوط، وقد انتهينا من تصوير ما يقرب من سبع ساعات، ونحاول أن نعمل بأقصي طاقة ممكنة لتفادي التصوير أثناء موسم الصيف القادم ولاقتراب شهر رمضان الكريم.
لماذا لجأت إلي شركة صوت القاهرة لانتاج العمل رغم ما قيل عن عدم دفعها مستحقات بعض الفنانين، وبرغم ما يتردد حول تراجع ميزانية انتاج أعمالها هذا العام؟
شركة صوت القاهرة استطاعت أن تنتج أعمال كثيرة ذات انتاج ضخم رغم الأزمة المالية الطاحنة التى تمر بها مصر، وأعتقد أن العاملين في تلك المسلسلات مُتفهمين أن أسباب تأخير دفع مستحقاتهم جاء نتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة الذي يمر بها الاقتصاد المصري عامة، وبالطبع يعملون من أجل لقمة العيش ولكن يجب أن يتحملوا قليلا من أجل استمرار الانتاج الفني.
كما أن صوت القاهرة استطاعت أن تقدم العام الماضي خمسة أعمال في حين أن قطاع الانتاج ومدينة الانتاج بكل امكانيتها لم يقدموا أكثر من عملين هذا العام، والسنة الحالية تقدم صوت القاهرة حوالي 10 أعمال وهو تواجد قوي وكبير خلال الموسم الدرامي القادم، وأدعو وزارة المالية أن تدعم الشركة حتي تسدد المستحقات التي عليها.
ما هى أسباب اعتذار الفنان فتحي عبدالوهاب عن بطولة مسلسل “إبن ليل”؟
فتحي لم يعتذر عن المشاركة في المسلسل، لكني قدمت إليه السيناريو منذ فترة ليقرأه ويبلغني رده، إما بالموافقة أو بالرفض، لكنه لم يرد، لذلك اعتبرت عدم رده رفض في حد ذاته.
هل مسلسل “ابن ليل” يتعرض لأحداث ثورة 25 يناير ؟
الثورة لم تكتمل بعد كى نتحدث عنها أو نرصد “لماذا” اندلاعت, ولم تحقق أهدافها لنتناولها في عمل فني، ولكنها حققت أجمل ما فيها وهو كسر الخوف عند الناس وليس سقوط النظام السابق فقط، ولايزال النظام الفاسد موجود ومعشش في كل مكان، فعندما يتحقق التطهير الحقيقي الذي قامت من أجله الثورة، بذلك ستكون الثورة قد اكتملت، لذا أرفض أن أقدم عمل عن الثورة إلا بعد أن تكتمل، ولكن مسلسل “أكتوبر الآخر” الذي قدمته عام 2010 تنبأ بالثورة، ومن اسمه تلاحظ أنه دعوة إلى أكتوبر جديد على غرار أكتوبر 73، الذي توحد فيه الصف المصري وقام الشعب بحرب حررت مصر من العدوان الإسرائيلي على أراضيها، وهذا ما فعلته الثورة المصرية العظيمة التي حررت البلاد من الفساد الذي كتم أنفاسنا لمدة 30 عاما.
معروف عن المخرج اسماعيل عبد الحافظ اهتمامه بتقديم الدراما الصعيدية، وحياة النوبة والخروج من نطاق القاهرة ومشاكلها إلي الجنوب؟
هناك ظلم حقيقي واقع علي أهل النوبة أري أنهم منفصلون معنوياً عن باقي محافظات مصر، لذا عند قراءتي لرواية “الشمندورة” لمحمد خليل قاسم أعجبتني فكرة تحويلها إلي مسلسل تليفزيوني سأقوم بالإعداد له بعد انتهائي من مسلسل ابن ليل.
كيف تري مستقبل الفن في مصر في ظل المضايقات التي يتعرض لها من بعض التيارات الاسلامية بعد الثورة؟
الخوف من التيارات الدينية مشروع مؤجل بالنسبة للفن، لذا دعونا نمنحهم الفرصة ونرى، الكل يعلم أهدفهم وأغراضهم من السلطة فعلينا أن نراقب ولكن بحذر، وأهل الفن لن يتخلوا عن الفن وسيطالبون بتحرير الفن من عبودية الرقابة، فلا رقابة على الإبداع ولن يستطيع أحد أن ينتصر على إرادة الفن والفنانين.
ما رأيك فى تأسيس جبة الابداع المصري ؟
جبهة الابداع أنشئت من أجل الدفاع عن الحريات وخصوصا حرية المبدع، وأرحب بأي منظمة تحمى الحرية وتطالب بها، فالانسان الذي يقف ضد حرية التعبير بعد فترة يتم رفضه من المجتمع.
ما رأيك فى المشاكل التى تواجه الفن بعد وجود التيار الاسلامي فى البرلمان ؟
نسيج الشعب المصري مختلف عن باقي الشعوب فهو لا يمكن أن يتحول إلي أفغانستان ولا إلي السعودية ولا إلي أمريكا، المجتمع المصري في حالة جدالية مستمرة ويكفي أن المبدع رقيب علي نفسه لا يحتاج لأحد أن يكون رقيب عليه لذلك فإن قانون الرقابة مرفوض من الفنانين فنحن دولة وسطية في كل شىء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق