شهدت عدة بنوك عاملة في السوق المصرية منوط بها صرف مستحقات المصريين الذي كانوا يعملون في العراق قبل 22 عاماً، (ما يعرف بأصحاب الحوالات الصفراء)، زحاماً شديداً نهاية الأسبوع الماضي، مع إقبال آلاف المصريين للسؤال عن إجراءات الصرف.
وتزاحم مواطنون ينتمون لمحافظات صعيد مصر، على كافة فروع بنوك الأهلي المصري، ومصر، والإسكندرية، والعربي الإفريقي الدولي- مصر، ومصرف الرافدين بالقاهرة، التي ظلت تتلقى استفسارات أصحاب الحوالات الصفراء يومي الأربعاء والخميس الماضيين. ورغم إعلان الحكومة عن أن الصرف سيكون من خلال أقرب فرع لمستحقي الحوالات، لكن مواطنين من محافظات الصعيد لم ينتظروا بدء الصرف، والمحدد بيوم غد الأحد، وتوجهوا إلى القاهرة للاستفسار عن الأوراق المطلوبة لسرعة استكمالها وضمان صرفها في المواعيد التي تم الإعلان عنها، وهو ما أوجد زحاماً شديداً على فروع البنوك التي حددها المصري المركزي للصرف.
وقال مدير خدمة العملاء بأحد فروع البنك الأهلي،
أشرف محمود، إن عدداً كبيراً من المواطنين بدأوا يتوافدون على فروع البنك في القاهرة منذ إعلان إجراءات ومواعيد الصرف، ورغم أن البنك المركزي حدد غداً الأحد لبدء الصرف ووفقاً لأقديمة الحوالة، لكن تخوف المواطنين من صدور قرارات بعدم الصرف جعلهم يتوافدون على البنوك لمعرفة الإجراءات لاستكمالها خلال أيام للتمكن من الصرف في الأيام الأولى من بدء الصرف.
ولفت محمود إلى أن أغلب المواطنين الذين توافدوا على البنك ليسوا أصحاب الحوالات، ولكنهم من ورثة المستحقين الأصليين، والمشكلة أن قيمة حوالات الكثير منهم لا تتجاوز 400 دولار، وأمام الإجراءات الكثيرة التي يتطلبها الصرف في حالة وفاة المستحق الأصلي، فإن كثيرا من المواطنين أكدوا أنهم لن يتمكنوا من إتمام الإجراءات أو استكمال الأوراق المطلوبة.
وكانت وزارة القوى العاملة في مصر قد أعلنت ضرورة توفير أصل الحوالة، وجواز سفر من قام بالتحويل، إذا كان أصل الحوالة مفقوداً، أو الحوالة غير واضحة المعالم ويقدم المستفيد جواز السفر المدرج به التحويل، وصورة جواز السفر وصورة من خاتم تحويل المبلغ من واقع جواز السفر، وبطاقة الرقم القومي سارية وصورة منها لطلب الصرف، وإعلام الوراثة في حالة وفاة المستفيد، مع حضور الورثة أو من ينوب عنهم بتوكيل رسمي طبقاً لما يتضمنه إعلام الوراثة.
فيما حدد البنك المركزي المصري مواعيد صرف الحوالات بمراعاة أقدميه تاريخ صدورها، بدءا من غد الأحد، وأن تواريخ الصرف ستتم من البنوك المشار إليها، ومن أقرب فرع لمحل الإقامة. علماً بأنه سيتم الصرف بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية بالبنوك منعاً للزحام.
وأكدت الوزارة أنه سيتم الصرف لنحو 63 ألف مستفيد خلال شهرين، وذلك وفقا لأقدمية الحوالة خلال الفترة من أول مايو 1989 وحتى 30 يونيه 1990، فيما قام البنك المركزي بتقسيم تواريخ الحوالات إلي 12 مرحلة، وسيتم نشر مواعيد الصرف لكل مرحلة من خلال الموقع الرسمي لوزارة القوي العاملة وموقع البنك المركزي.
وقال عيسى محمود، من محافظة أسيوط وجاء إلى بنك مصر للسؤال عن إجراءات صرف حوالة لوالده المتوفي قبل نحو 14 عاماً، إن العديد ممن ترددوا على البنوك للسؤال عن إجراءات الصرف لديهم مشاكل، خاصة أن أغلب مستحقي الحوالات الصفراء توفوا منذ سنوات، وهناك حوالات لورثة يزيد عددهم على 10 أفراد، ومنهم من توفي أيضاً وله ورثة، وبالتالي فلن يتم الصرف بسهولة، وربما تنتهي مواعيد الصرف التي حددتها وزارة القوى العاملة بنحو شهرين دون استكمال الأوراق والمستندات المطلوبة.
ولفت عيسى إلى أن آلاف المواطنين خاصة في محافظات الصعيد وبسبب الزحام على فروع البنوك التي سيتم الصرف منها في محافظاتهم وعدم تمكن السؤال فيها، توجهوا إلى القاهرة طمعاً في ألا يكون هناك زحام في القاهرة، ولكن يبدو أنه لا فرق بين الزحام الموجود في القاهرة أو المحافظات، ويوم الأربعاء الماضي ورغم وجودي أمام البنك من الثامنة صباحاً لكني لم أتمكن من السؤال عن الإجراءات أو الأوراق المطلوبة، وقد أوشك يوم الخميس على الانتهاء دون الوصول إلى أحد موظفي البنك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق