* "بني عدي".. بلد مفتى الجمهورية الأسبق وإمام الجامع الأزهر
* 3 آلاف شهيد بقرية بني عدى سطروا تاريخ الكرامة والنضال بأسيوط
* القرية تشتهر بصناعة الصوف العدوى الذي كان يصدر إلى الاتحاد السوفييتي وأوروبا
* 40 شهيدا تم وضعهم على خوازيق بعد رفض أهالي القرية دفع الضرائب للاحتلال
تحتفل محافظة أسيوط في 18 أبريل من كل عام بيومها الوطني، ويرجع ذلك الاحتفال إلى أبناء قرية بني عدي التي تقع في الجبل الغربي بمركز منفلوط إثر مقاومتهم وتصديهم للحملة الفرنسية، حيث وصل الجنرال دافو، قائد الحملة الفرنسية، إلى أسيوط يوم 16 أبريل عام 1799 بعد ما هاجم أبناء بني عدي السفن الفرنسية التابعة للحملة التي كانت تعبر النيل إلى جنوب مصر.
وعلم دافو أن هناك حشدا كبيرا من الثوار تشكل في بني عدى يقوده عدد من المشايخ وهم على أحمد العياط العدوى وأحمد خطيب البنوفرى وحسن طايع العدوى وسليمان أحمد طايع العدوى والذي ضم 3 آلاف من أبناء بني عدى و300 من المماليك و450 من العرب وأهالي دارفور الذين جاءوا مع القوافل التجارية لأن القرية كانت مركز التقاء القوافل التجارية القادمة من السودان ودارفور والواحات.
وتوجه على الفور الجنرال دافو
يوم 18 أبريل 1799 إلى القرية للقائهم وعزز قواته بكتيبة من الفرقة 88 والفرقة 15 من الفرسان ووجد بها حشدا كبيرا من الفلاحين والعرب يتأهبون للقتال.
وشكل قائد الحملة الفرنسية جيشه إلى طابورين أحدهما لمهاجمة القرية والآخر لمحاصرتها، وبدأت المعركة التي انسحب المماليك منها وتركوا أهالي القرية وحدهم في ساحة القتال، واشتبك أبناء القرية مع جنود الحملة الفرنسية في معركة حامية في طرق ومنازل بني عدى التي حصنها الأهالي وجعلوا منها شبه قلاع كان الرصاص ينهال منها على الجنود الفرنسيين، فلقى الجيش الفرنسي في بني عدى ما لم يلق مثله في كثير من البلاد، واستمرت المعركة حتى المساء واستخدمت فيها المدفعية.
وعندما وجد الفرنسيون أنفسهم على وشك الهزيمة أشعلوا النيران في القرية فتحولت إلى رماد واحتلها الجنود الفرنسيون وراح فيها أكثر من 3 آلاف شهيد من أبنائها منهم الشيخ أحمد الخطيب وأحمد السباعي، ومن النساء اللاتي خرجن في المعركة واستشهدن حورية عيسى الغزولى وعزالعرب مخلوف التي وجد طفلها يرضع من ثديها وهى شهيدة.
ولم يكن غريبا على أبناء بني عدى البطولة والصمود، حيث شهدت القرية عام 1470 بمنطقة السويقة وسط القرية معركة راح فيها 40 شهيدا بعد أن أرسل الأمير يشبك الداويدار، نائب السلطان قايتباي، جنوده إلى بني عدى لأنها رفضت الرضوخ للذل وامتنعت عن تقديم الضرائب الباهظة، فكان يريد أن يجعلهم عبرة لكل المصريين وانتقى 40 رجلا ووضعهم على عربة خاصة تجرها الخيول بها 40 خازوقا وبعد أن خلع ملابسهم ووضعهم على الخوازيق واستشهدوا، لم يكتف بذلك بل جاء بشيخ بني عدى محمود دقيلة وأحرقوه على الحطب حيا.
وخيم الحزن بالقرية على هؤلاء الرجال ودفنوهم وأقاموا بجوارهم مسجدًا سمى مسجد الأربعين، وطفح الكيل من ظلم الأمير يشبك فأخذوا يدعون عليه بقول "حسبي الله ونعم الوكيل" وبالفعل استجاب لهم الله حيث قتل الأمير على أيدي عبيده بعد أن عذبوه وقطعوه أشلاء واشتهرت بني عدى بعدها بأنها بلد "حسبي الله ونعم الوكيل".
وتكريما لأبناء بني عدى تم إنشاء أول مدرسة عسكرية وتخرج منها 24 ألف جندي عام 1823 وحضر محمد على باشا إلى القرية برفقة سفيرى فرنسا وإنجلترا للاحتفال بتخريج هذه الدفعة، كما أقيم أول عيد للعمال يوم الاثنين عام 1966 في مدرسة بني عدى القبلية وحضره 5 وزراء.
ولم يكن بغريب على القرية التي تشهد هذه الأحداث أن تنجب مشاهير مثل الشيخ حسانين مخلوف، مفتى الجمهورية الأسبق وعضو جماعة كبار العلماء وأحد مؤسسي رابطة العالم الإسلامي، والدكتور أحمد كمال أبو المجد، وزير الإعلام الأسبق، والشيخ إسماعيل صادق العدوى، إمام الجامع الأزهر الأسبق، والشيخ صالح موسى شرف، وكيل الجامع الأزهر الأسبق، والشيخ محمد قطة العدوى، رئيس المحققين بالمطبعة الأميرية الأسبق، وكثير من العلماء، خاصة في التعليم الأزهري بسبب ارتفاع نسبة التعليم الأزهري بالقرية.
وأطلق على كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بأسيوط "كلية اللغة العدوية" بسبب كثرة أعضاء هيئة التدريس من أبناء بني عدى، ولم تكن القرية رائدة في مجال التعليم فقط بل اشتهرت بصناعة الكليم العدوى المتميز الذي كان يصدر إلى الاتحاد السوفييتي والدول الأوروبية، كما تميزت بخلوها من جرائم الثأر، ويرجع ذلك إلى ارتفاع نسبة التعليم الأزهرى بها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق