قال الشيخ حمادة نصار، المتحدث الرسمى للجماعة الإسلامية بأسيوط، إنّ تبرير المفتى لزيارة القدس أقبح من الفعل نفسه، وذلك بزعمه أنّ هذه الزيارة كانت بصفته الشخصية فقط، وهذا الحجة نفسها يمكن أنّ يتذرع بها كل من يسوّق للتطبيع مع دولة الكيان الصهيونى، مهما كان موقعه الوظيفى، أو موضعه القيادى.
واتهم "نصار"، المفتى بالمراوغة فى تبريراته مراوغة الثعالب، بزعمه أنّ جواز سفره لم يختم بخاتم الدولة اليهودية، وهو تبرير ساقط لا يقوم على قدم وساق، ولا ينهض حجة تسوغ هذه الزيارة المريبة، وكأنه دخل إلى القدس رغماً عنهم لا برضاهم، ولا فى حماية قواتهم وتحت حراب جنودهم.
وتعجب "نصار"،
مما قاله المفتى وأتباعه حين قالوا: وما المانع من هذه الزيارة، إن كان النبى صلى الله عليه وسلم قد اعتمر وطاف بالبيت الحرام فى ظل وجود البيت الحرام تحت سيطرة المشركين، وهذا لعمر الله هو القياس الشيطانى نفسه، على طريقة خلقتنى من نارٍ وخلقته من طين".
وقال "نصار"، إن النبى صلى الله عليه وسلم، اعتمر بوحى من السماء، لا يملك النبى أن يخالفه بحال من الأحوال، متسائلا هل ذهب المفتى إلى بيت المقدس بوحى أيضاً!!، وهل هذا قياس أصولى صحيح تتحمله قواعد الشريعة المحكمة؟!.
وطالب "نصار"، المفتى بالاحتكام إلى موقف عثمان بن عفان، يوم الحديبية، حين دخل مكة مفاوضاً عن النبى، وقد عرض عليه زعيم المشركين وقتذاك أبو سفيان بن حرب، أن يطوف بالبيت وأن يسعى بين الصفا والمروة، فرفض عثمان هذا العرض وتذرع بحجة أنّه لا يمكن أن يطوف وأن يسعى فى الوقت الذى تحول قريش بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين السعى والطواف، وتمنعه وأصحابه من ذلك، هذا هو القياس الصحيح الذى يتفق مع قواعد القياس الأصولى، لا القياس الشيطانى الذى يقف خلفه مفتى الديار.
وأوضح "نصار"، أن هذه الهبة الشعبية فى انتقاد ما حدث، أكبر دليل على أن القضية أكبر من مجرد هفوة رجل دين، وأكبر من أى قرار رسمى يمكن أن يصدر فى هذا الشأن، فقد سالت دماء مصرية غالية من أعز الشباب، والقدس ما زالت محتلة، والأقصى ما زال أسيرا يعانى نيران الاحتلال، وقد كان من الأجدر بمفتى مصر أن يدعو للجهاد لتحرير هذا وذاك إلا أنه فعل العكس، مطالبا المفتى بتقديم استقالته من منصبه الرسمى طواعية، والاعتكاف فى بيته تائبا، قائلا: كفانا قيادات من دار المسنين لم نعد نرى فيهم سوى "الزهايمر" -على حد تعبيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق