الأربعاء، 11 أبريل 2012

الصحفية / نجلاء بدير وقصة أبو ادهم الذى قرر السفر من بلدته اسيوط الى القاهرة بسبب ان الدنيا ضاقت عليه فى اسيوط




أبو أدهم صياد فقير، ازداد فقرا بعد أن توقف عن الصيد، أبو أدهم كان يعمل صيادا فى نيل أسيوط وكان يملك مركبا صغيرا، لم أفهم أبدا الأسباب التى دعته إلى ترك بلده والانتقال مع أسرته إلى القاهرة، حدث ذلك سنة 2003.
لما ألححت فى السؤال قال (الدنيا انتهت بينا هناك ضاقت علينا)، واعتبرت أن هذه الجملة تكفى كإجابة.
استأجر غرفة فى مصر القديمة، وعمل مع أولاده صيادين باليومية، حتى عام 2005 أصابه مرض منعه من نزول البحر.
أدهم وأخواه سلطان وحسن يعملون أى عمل يومى، بيع سمك ممكن، حمل طوب وزلط لا مانع، مساعدين فى أى محل جائز، الأخ الرابع مروان هو الوحيد الذى استمر فى التعليم. الثلاثة تركوا التعليم بعد الصف الخامس الابتدائى.
مرة أخرى ضاقت عليهم الدنيا عندما
قررت صاحبة البيت رفع الإيجار ولم يتمكنوا فتركوا الحجرة وانتقلوا للحياة فى بيت أرخص لكن بعيد، بعد حلوان فى التبين.
أم أدهم نزلت للعمل فى البيوت لكن الأسرة التى كانت تعمل معها انتقلت من المعادى إلى أكتوبر، فأصبح مستحيلا على أم أدهم الاستمرار فى العمل.
أدهم نفسه تزوج من سنين وانتقل للحياة فى مكان آخر وأنجب طفلين وزوجته تعمل مع أسرة أخرى مثل حماتها.
(الآن هى الوحيدة التى تملك دخلا ثابتا).
من يوم موت حسن و«أمه نفسها اتكسرت»، ولم تتمكن من الالتحاق بعمل جديد لدى أسرة لا تعرفها.
وحكاية موت حسن هى الحكاية التى تعرفت بسببها على أبو أدهم وأدهم.
عندما بدأ أدهم يحكى لى حكاية موت حسن، قاطعه الأب قائلا (ابنى ماكانش له فى حاجة، وحياة كتاب الله ما أخد محضر مدرسة بعشرة جنيه) فهمت أن هذه الجملة فيها تعبير مجازى يستخدمه الأب ليؤكد لى أن حسن كان إنسانا مسالما، ولم أفهم التفسير المباشر لها -إلى هذا الحد كان الرجل بعيدا- أصر أدهم أن يسكته عدة مرات لأنه يعرف أننى لن أفهمه، وأنه لن يتمكن من توصيل المعلومات الصحيحة لى.
وأنا فى المقابل كنت على استعداد لأن أقضى اليوم كله أستمع لجمل أبو أدهم المجازية، فقد كان موحيا ومؤثرا.
وأخيرا اضطررت إلى أن أخضع لإصرار أدهم وأنتبه إلى حكايته، وأترك الأب يتكلم مع نفسه فى خلفية حوارنا.
هذه هى حكاية حسن على لسان أدهم أخيه:
(يوم 29 يناير 2011 اتصلت خالتى أم محمد بأمى وقالت لها ابعتى حد من ولادك يقعد مع محمد ولدى لأنى خايفة، كانت الثورة قامت، والناس كلها خايفة، خالتى عندها خمس بنات وولد، أصغر بنت منهم تعتبر عروسة، ماكانش ينفع محمد يقعد فعلا لوحده معاهم، أنا كنت فى شغل وسلطان كان فى شغل، نزل أخويا حسن وراح لخالتى لأن السوبر ماركت اللى بيشتغل فيه كان طبيعى قافل، احنا قاعدين فى ميت الشرفا فى التبين وخالتى فى زهراء مصر القديمة، آخر النهار خالتى اتصلت تانى وقالت إن حسن ماوصلش. انتظرنا يومين وقلنا يمكن اتزنق وقعد عند واحد صاحبه. وبعدين بدأنا ندور عليه، كنا بننزل نلف على المستشفيات ومعانا كل جيراننا وحبايبنا، أسبوع ننزل كل يوم نشوف مصابين ونشوف جثث مجهولة، ورحنا مديرية أمن القاهرة وأمن الجيزة، وأخيرا ناس قالوا لنا اسألوا فى الجيش، رحنا لجنة جيش عند وزارة الداخلية، وقلنا لهم، قالوا لنا الجيش مابيعملش فى حد حاجة مؤذية، لو عند الجيش هيرجع لكم، اطمنا جدا ونفسيتنا استريحت).
غدا باقى حكاية محمد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...