الثلاثاء، 10 أبريل 2012

الحجاج المسيحيون المصريون يؤدون مراسم الج المسيحى بكنيسة المهد ببيت لحم والدكتورة / نيفين جودت من محافظة أسيوط وهي تقف في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم، وسط عشرات المسيحيين المصريين الذين قدموا إلى الأراضي الفلسطينية للاحتفال بعيد القيامة المجيد وزيارة المقدسات المسيحية تدعو «اللهم احفظ شعب مصر»


من المألوف في كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس وفي كنيسة المهد ببيت لحم أن تشاهد الأشخاص ذات الملامح الأوروبية والأعين الزرقاء، لكن اللافت خلال الأيام الماضية هو أن ترى وجوهاً أكسبتها شمس وادي النيل سماراً مميزاً يشتهر به المصريون، قدم أصحابها إلى القدس ليؤدوا مراسم الحج المسيحي، لكي يحظوا بلقب «مقدس».
واتسم عيد القيامة المجيد في القدس هذا العام بكثرة المسيحيين المصريين، الذين جاءوا للاحتفال بالعيد وزيارة المقدسات المسيحية، رغم إدراكهم أن مجرد زيارة القدس قد تعرضهم لعقوبات كنسية، لكونهم انتهكوا قرار البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، الذي توفى الشهر الماضي بعدم سفر المسيحيين، الأرثوذكس إلى القدس للحج وزيارة المقدسات المسيحية حتى يزول الاحتلال الإسرائيلي، وكان يقول «لن يدخل المسيحيون القدس إلا في يد إخوتهم المسلمين»، وهو الموقف الذي لاقى تقديراً كبيراً من القيادة الفلسطينية.
ويبدو الحجاج المسيحيون المصريون واضحين للعيان، تعرفهم بمجرد رؤيتهم، فكلهم يرتدون قبعات مكتوباً عليها اسم شركة السياحة المنظمة لرحلتهم باللغة العربية، وبعضهم يرتدي الجلباب المصري الشهير، بالإضافة إلى اللهجة المصرية المعروفة، التي تبدو مميزة وسط عشرات اللغات الأجنبية، التي يتحدث بها زوار المقدسات المسيحية.
المقدسيون من سكان وتجار البلدة القديمة استقبلوا المسيحيين المصريين بحفاوة بالغة، وحرصوا على مبادلتهم الحديث باللهجة المصرية، التي يعشقها كل الفلسطينيين، وبعضهم يجيدها بشكل قوى، بفضل القنوات الفضائية المصرية، ومنحوهم خصماً جيداً على ما اشتروه من هدايا تذكارية.
جورج أنور، أحد منظمي الرحلة قال:
«فكرنا في تنظيم الرحلة قبل أكثر من شهرين أي قبل وفاة البابا شنودة الثالث».
وأشار إلى أن شروط الرحلة أن يكون عمر الشخص أكثر من 50 عاماً فقط، وأن توافق كنيسته لو كان من طائفة أخرى غير الأرثوذكس، موضحاً أنهم حصلوا على تصاريح سفر من ضابط الاتصال بمصلحة الجوازات المصرية، حسبما تقتضي التعليمات.
وقال «أنور»: «إن الفوج الذي نظمه ضم 29 شخصاً، أغلبهم من محافظات الصعيد، موضحاً أنهم سيعودون يوم الإثنين المقبل «شم النسيم» إلى القاهرة، بعد قضاء أسبوع في الحج.
ويقول كمال جرجس، موظف على المعاش من محافظة الشرقية، «جئنا لنطلب البركة لمصر وشعبها الأصيل لنتجاوز المحنة الحالية، ونأمل أن يستجيب الرب لنا».
وأضاف: «نحن نقيم في فنادق عربية في القدس، ونشتري من تجار عرب ومقدسيين، والمرشد السياحي، الذي يشرح لنا المزارات عربي.. أليس كل هذا دعماً للعرب الفلسطينيين والمقدسيين؟».
ويضيف «جرجس»، الذي جاء عن طريق البر إلى طابا، ومنها عبر الحدود المصرية الإسرائيلية إلى إيلات، ثم حمله أوتوبيس إلى القدس، «أدعو الكنيسة إلى مراجعة قرار منع المسيحيين من زيارة القدس، هذه الأماكن الجميلة لا يجب أن تبقى محرمة بالنسبة لنا، وبالطبع إن فرحة لقب المقدس لا تضاهيها فرحة أخرى».
«اللهم احفظ شعب مصر» دعاء رددته الدكتورة نيفين جودت من محافظة أسيوط، وهي تقف في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم، وسط عشرات المسيحيين المصريين، الذين قدموا إلى الأراضي الفلسطينية للاحتفال بعيد القيامة المجيد وزيارة المقدسات المسيحية.
ورغم إدراكها أن قدومها إلى زيارة القدس والأراضي الفلسطينية قد يعرضها لعقوبات كنسية إلا أنها تساءلت: «أريد أن أفهم لماذا تعاقبني الكنيسة، وما الخطأ الذي ارتكبته، لقد أتيت لزيارة المسيح؟!».
وقالت: «حتى الآن الزيارة رائعة وممتعة، إقامتنا هنا ستستغرق أسبوعاً نختتمه بقضاء يوم العيد في كنيسة القيامة بالقدس قبل أن نعود إلى القاهرة، الإثنين المقبل»، مشيرة إلى أنهم تعرضوا لبعض المضايقات في مطار بن جوريون، حيث انتظروا لوقت طويل حتى انتهت السلطات الإسرائيلية من فحص جوازات السفر وإنهاء إجراءات الوصول.
ولكن كان للكنيسة المصرية رأي آخر، فقد رفضت الكنيسة المصرية بالقدس «كنيسة القديسة هيلانة»، التي تعتبر المحطة التاسعة في طريق الآلام، الذي مشى فيه السيد المسيح، السماح للمسيحيين، الذين قدموا هذا العام بالصلاة فيها وقررت حرمانهم من طقس التناول، مؤكدة أن قرار البابا شنودة ما زال سارياً ولم يتغير.
وكان لافتاً للنظر أن المرشد السياحي، الذي رافق مجموعة من الحجاج المسيحيين المصريين هو شاب فلسطيني يدعى مصطفى علي من مدينة بيت لحم، ورغم أنه مسلم، فإنه أظهر معرفة تامة بالتاريخ المسيحي واستشهد في شرحه بآيات من الإنجيل.
وشهدت الأيام الماضية رحلات مكثفة لـشركة «إير سينا» بين القاهرة وتل أبيب، لنقل أعداد كبيرة من المسيحيين المصريين الراغبين في قضاء عيد القيامة بالقدس، وتمثل أعداد هؤلاء المسيحيين أكبر عدد من المصريين زار إسرائيل منذ توقيع اتفاقية السلام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

البقاء لله .. وفاة مواطن واصابة عمه بطلقات نارية من ضابط بقرية الزاوية باسيوط وغضب الأهالى من ظلم الداخلية فى اسيوط

المواطن حسن مش إرهابى لكنه إنسان  كل جريمته انه مواطن غلبان خاف من حضرته فجرى راح ضربه بالنار ----------------------------------...