أصدرت المحكمة الدستورية العليا حكمها بعدم دستورية قانون العزل، ومؤدى هذا الحكم أن الفريق أحمد شفيق مستمر في سباق الرئاسة، وأن محاولة مجلس الشعب عزله بالقانون لم تفلح، ولم يعد أمامنا الآن إلا عزله شعبيا، وإذا استحضرنا المشهد العام بصدور حكم آخر ببطلان قانون مجلس الشعب والشورى، وصدور قرار وزير العدل بمنح ضباط وضباط صف المخابرات الحربية والشرطة العسكرية سلطة الضبط القضائي في مواجهة المدنيين بما يؤدي لعسكرة الدولة، الأمور التي تقطع بأننا مقبلون على أيام عصيبة لعلها تكون أخطر من الأيام الأخيرة من حكم مبارك، وأن كل مكاسب الثورة الديمقراطية يتم تبديدها والانقلاب عليها بتسليم السلطة لأحد أبرز رموز العهد البائد الذي أكد أن الرئيس المخلوع هو مثله الأعلى، وأن (مفيش حاجة اسمها ثورة) وأنه سيفض المظاهرات السلمية بقوات الشرطة العسكرية .
وهذا يفرض علينا واجبا وطنيا أن نتكاتف جميعا لمنع
عودة النظام البائد، وذلك يقتضي نزول كل أفراد الشعب بملايينهم الخمسين في انتخابات الرئاسة لتعزل ممثل النظام السابق عن طريق صناديق الانتخاب، ولتحمي العملية الانتخابية من محاولات التزوير، ولم يعد هناك مجال لقرار مقاطعة الانتخاب أو إبطال الأصوات لأن ذلك يصب في مصلحة إحياء النظام البائد بكل مفاسده وانتقامه من الثورة والثوار، ولا يصح مطلقا الانخداع بالوعود الوردية التي يطلقها الفريق شفيق فقد جربنا وسمعنا كلاما جميلا من كل رموز النظام البائد عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وفي نفس الوقت كنا نتجرع الذل والعلقم والإرهاب والقهر والظلم ونذوق الفساد بكل ألوانه وفي كل المجالات .
كما لا يجوز في هذه الظروف التعلل بخلافات مع الإخوان أو عدم اقتناع بمرشحهم للرئاسة، فالأمر جلل والمستقبل خطير، والخلاف الآن ترف يهدد الوطن والشعب والثورة والثوار (واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)
الإخوان المسلمون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق