خرج "اشرف" بعد ما يقرب من
ساعتين قضاهم أمام إحدى مخابز مدينه ابو تيج في أسيوط والتي لم تخلو من
المشاجرات والاحتكاكات انتظارا لحصته من الخبز ،وهو يحمل بكفيه «عشره
ارغفة» من الخبز المدعم..، وفي طريقه إلى أسرته المكونة من خمسه أفراد في
انتظار عودته بتناول وجبه الإفطار ،وفجأة قرر المواطن البسيط أن يخرج عن
صمته الذي طال ليضع مشكله رداءه الخبز بين يدي المسئولين بحثا عن حل .
وعلى الفور ذهب" اشرف" إلى مبنى
المحافظة ليلتقي المسئولين هناك ،وأثناء انتظاره لهم ، كان جالس في مكتب
السكرتير العام وبصحبته «عشره ارغفه »مازالت ساخنة من المخبز مباشرة ،
وسألناه عن سبب قدومه ، فرد قائلا: إنني انتظرت الحصول على الخبز أكثر من
ساعتين وفى النهاية حصلت على هذا الخبز غير الآدمي النيئ وبة ثقوب لآثار
حروق ولونه اسود ووزنه غير مضبوط .
وقال "اشرف":
ازداد حال رغيف
الخبز سوءا بمحافظة أسيوط بعد قيام ثورة 25 يناير والذي لم يكن أفضل حالا
قبل الثورة ؛ إلا أن الوضع أصبح سيء للغاية بسبب انعدام الرقابة التموينية
سواء كان بسبب الضعف الأمني الذى لا يضمن الحماية لمفتشي التموين أو انتشار
الرشوة بشكل مفزع داخل إدارات التموين لتوزيع خبز مميز على أقارب ومعارف
مفتشي التموين ، وفى النهاية المواطن البسيط مضطر لتناوله بسبب ارتفاع
أسعار الخبز المميز وغير المدعوم.
خبز غير صالح للاستخدام الآدمي
وما انتهى "اشرف" من حديثه حتى
ودعناه متجهين إلى الفرن المشار إليه لاستطلاع رأى المترددين عليه يوميا
من المواطنين ، و هناك قابلت سيده مسنة والتي أكدت في مرارة أن الخبز الذي
يسلم للمواطنين غير صالح للاستخدام الآدمي من حيث الشكل والوزن ، فالشكل لا
يساعد على أكله ومحروق ومعجن والوزن لا يصل إلى النصف بسبب عمليات توليد
الخبز من جانب أصحاب المخابز لتوفير كميات من الدقيق لبيعه في السوق
السوداء ، ولكننا مضطرين لشرائه بسبب ارتفاع أسعار الخبز الحر الغير مدعوم
فيتراوح سعر الرغيف ما بين 50 قرشا إلى 100 قرشا مما يكلف الأسرة الواحدة
حوالي 10 جنيهات يوميا لذلك نضطر لتناول الخبز المدعوم ليس لاى سبب إلا انه
رخيص السعر.
وأشار سامي كرم «مواطن» إلى إن
هناك تلاعب كبير من جانب أصحاب المخابز في وزن الرغيف لتحقيق فائض من
الدقيق وبيعه في السوق السوداء وسط غياب أو تجاهل الرقابة التموينية عن
المخابز وانتشار الرشاوى بشكل علني ومستفز بين أصحاب المخابز ومفتشي
التموين ,لافتا انه يتم تهريب جوالين دقيق يوميا من حصة الدقيق المقررة
للمخبز وهى 9 أجولة ويتم خبز 7 أجولة فقط ويقوم صاحب المخبز بخداع مفتش
التموين بنقل الدقيق المهرب إلى منزله ويستخدمه علف للبهائم كما أن بعض
أصحاب المخابز يقومون بإعادة نخل الدقيق بماكينات نخل كهربائية وتعبئتها
داخل أجولة وإيهام المواطنين بأنه دقيق فاخر لبيعه بسعر مرتفع ويقترح بقيام
مفتش التموين بتفريغ الحصة المقررة من الدقيق داخل المعاجن مرة واحدة.
عشرات المحاضر يوميا
ويقول محمود إبراهيم عبد الله
-احد مفتشي التموين:انه يوميا يتم تحرير العشرات من المحاضر ضد أصحاب
المخابز سواء بسبب نقص الوزن أو سوء الصنعة كما أن عدد مفتشي التموين قليل
مقارنة بعدد المخابز مما يستحيل معه تواجد مفتش تموين في كل مخبز ؛ مشيرا
إلى أن سوء حالة الخبز ترجع إلى اضطرار المخابز لخبز كميات كبيرة منه خلال
ساعات الليل ووضع كميات كبيرة متراكمة حتى تسلم الخبز فجرا ، لافتا إلى أن
الحل الوحيد لتفادى مشاكل سوء حالة رغيف الخبز إما أن يتم رفع الدعم نهائيا
وصرف بدل نقدي يعادل ثمن الخبز الذى يسلم لكل أسرة أو إن تقوم الدولة
بشراء الخبز من المخابز بسعر التكلفة دون أن تسلم المخابز دقيق مدعوم ,على
أن تقوم الدولة ببيعه للمواطنين بعد ذلك بالسعر المدعوم وتتحمل الدولة فارق
السعر بين تكلفة الخبز .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق