بدأ حلم أسيوط في الانتصار علي حصار الجبل يتحقق بعدما أصدر
المجلس العسكري القرار الجمهوري بإنشاء مشروع الهضبة الغربية الذي يضع
منطقة وسط الصعيد علي أعتاب تغيرات تاريخية ويوفر للمنطقة حقها في التنمية.
المشروع الذي كانت " العنكبوت " أول من قدمته للضوء وتناولته
في عدة تحقيقات صحفية عبارة عن محور مروري جديد يربط عاصمة الصعيد بالطريق
الصحراوي الغربي سوهاج - القاهرة بطول 23 كيلومترا حيث يخترق الهضبة التي
تعوق امتداد مدينة أسيوط من الناحية الغربية وتقام حوله 3 مدن تزيد علي
10 أضاف مساحة مدينة أسيوط الحالية تتوقع الدراسات أن يحقق المشروع عائدات
للدولة حوالي 10 مليارات جنيه إضافة للمكاسب الاجتماعية والبيئية والثقافية
المتوقعة ووقف موجات الهجرة الجماعية إلي القاهرة ومغامرات زوارق الموت
الغارقة إلي إيطاليا سعياً وراء الرزق وفرص العمل والمسكن بعدما ضاقت بهم
بلدانهم في الجنوب.
وفي تصريحات خاصة للواء سيد البرعي محافظ أسيوط
قال إن إيمانه
بأهمية المشروع لشعب أسيوط دفعة إلي الدأب في المطالبة به خلال اجتماعات
مجلس المحافظين وفي لقائه الأخير بالمشير محمد حسين طنطاوي أثناء افتتاحه
للطريق الصحراوي الشرقي الجديد.. وتوقع البرعي البدء في التنفيذ خلال شهرين
معرباً عن أمله أن تستوعب مشروعات الهضبة طموحات شعب أسيوط وأن تنافس
مدنها الجديدة أفضل ما شهده في القاهرة من مشروعات مثل الرحاب ومدينتي
وغيرهما.. مؤكداً أنه سيلجأ لمكاتب الخبرة المرموقة في التخطيط للمدينة
الأولي المقرر إنشاؤها علي الحافة الشرقية للهضبة المتاخمة لمدينة أسيوط
وتوقع أن تتضمن 3 مستويات للإسكان أحدهما لمحدودي الدخل حيث يحق لكل مواطن
الحصول علي شقة أو قطعة أرض ومستوي ثاني للطبقات الفقيرة التي تدعم الدولة
توفير مساكن كريمة لهم من عائدات بيع المستوي الثالث للإسكان الفاخر
والاستثماري.. أشاد بجهود سابقة اللواء نبيل العزبي وما أداه لهذا المشروع
ولخدمة شعب أسيوط.
أنظار أهالي أسيوط تتطلع الآن إلي الأعلي حيث الهضبة التي
تحاصر مدينتهم وتمنع عنهم الامتداد العمراني يراودهم الأمل في أن تتحول هذه
الهضبة إلي مصدر للخير والتنمية.. ويري الخبراء بجامعة أسيوط المكلفون
بدراسته قلة التكلفة المادية المطلوبة لتنفيذه رغم أهميته البالغة وصفوا في
تقريرهم الذي حصلت "العنكبوت" علي صورة منه أنه نقطة انطلاق تاريخية
لمدينة أسيوط نحو مستقبل زاهر يقدم نموذجاً يحتذي للمحافظات الأخري
باعتباره يمثل قاطرة سريعة للتنمية.
يقول المهندس فرغلي شعلان مدير التخطيط بالمحافظة إن الهضبة
التي ترتفع حافتها الشرقية أمام مدينة أسيوط كحائط صد عملاق يصل إلي 170
متراً عن مستوي الطريق والأراضي الزراعية يمكن الوصول إليها ببساطة من
الناحية الغربية بالسيارة حيث يتساوي أقصي ارتفاع للهضبة مع طريق أسيوط-
القاهرة الصحراوي الغربي والمطار وتقاطع طرق الوادي الجديد وسوهاج بل إن
هذه الطرق ذاتها تمر بالهضبة من طرف آخر بينما سطحها أرض مستوية صلدة ذات
لون عاجي تغطيها بلايين من قطع أحجار الصوان البنية تخفي تحتها تربة من
الجير والصخور الجيرية.. ورغم سطوع الشمس إلا المناخ يبدو لطيفاً وتقل درجة
حرارة الجو أعلي الهضبة بحوالي 4 درجات عن مدينة أسيوط المختنقة بالزحام
والمحاصرة بأسوار عالية فرضتها الطبيعة وحان وقت الانتصار عليها.
قال الدكتور محمد أبوالقاسم أستاذ الهندسة البيئية إنه وفقاً
لأجهزة القياس الدقيقة فإن الهضبة خالية تماماً من التلوث وتتراوح نسبة
الغبار ما بين 10 إلي 30 ميكروجرام بينما المسموح به في القانون 4 لسنة
1994 يبلغ 70 ميكروجرام.. أشار إلي أنه من المعروف عملياً أن سرعة الرياح
تزيد كلما ارتفعنا عن سطح البحر الأمر الذي يفسر المناخ اللطيف الذي تتمتع
به الهضبة حيث ترتفع ما بين 210 إلي 228 متراً عن مستوي سطح البحر بينما
يبلغ ارتفاع مدينة أسيوط حوالي 60 متراً عن سطح البحر وتقع منطقة المشروع
حول منطقة إحداثياتها 27 شمالاً و31 شرقا.
أكد الدكتور مصطفي يوسف أستاذ الجيولوجيا توافر مقومات النجاح
للمشروع مشيراً إلي التحول للبناء فوق المرتفعات خلال السنوات الأخيرة
وظهور مدن كبيرة أقيمت فوق هضاب مثل 6 أكتوبر والشيخ زايد وهو أمر لم يعهده
المصريون من قبل رغم انتشاره في دول عربية أخري مثل اليمن ولبنان.
قال الدكتور حسن يونس مستشار الطرق بمحافظة أسيوط أن تكلفة
المشروع تبلغ حوالي 140 مليون جنيه إضافة لنزع ملكية نحو 40 فداناً حيث يمر
المسار المقترح مزدوجاً من كوبري أسيوط العلوي ماراً خلف مناطق المعلمين
والأربعين وصولاً إلي مخر السيل بقرية درنكة بطول 6 كيلومترات حيث رشحت
الدراسات الاستفادة من المخر كمنطقة صعود للطريق إلي أعلي الهضبة بأقل
التكاليف الممكنة ويقترح كوبي علوي يعبر بالطريق تقاطعه مع طريق الغنايم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق