وهذه
الأشياء مفردات لما تعانيه القرية من التجاهل التام حتي ارتسمت التعاسة
علي الوجوه, وارتبطت الكآبة بالقلوب, وسكن الهم وجدان الأهالي.
فالزائر لأهالي القرية يري معاناة أهلها مع التعليم, ومياه الشرب,
والكهرباء, والصرف, والخبز وغيرها من الأمور الضرورية للحياة, فمازال
مسلسل شرب المياه من الآبار أو الترع أو الطلمبات الحبشية يسيطر علي
استهلاك الكثيرين من أهالي القرية للمياه, وأما الكهرباء فمازال عدد غير
قليل من الأهالي لا يعرفون طريقا للكهرباء, أما مشكلة الصرف الصحي فحدث
ولا حرج حيث يقوم الأهالي بعمل آبار أسفل منازلهم, أو طرنشات في الأزقة
والحواري لصرف مياه الصرف الصحي, أما الخبز فهو مشكلة المشكلات للأهالي
الذين يتجاوز عددهم الـ13 ألف نسمة, حيث يعاني الأهالي أشد المعاناة في
توفير رغيف الخبز, لاسيما أن نصيب الفرد رغيف واحد يوميا. وقال سيد
محمود( من أهالي القرية): إن مشكلة التعليم من أخطر المشكلات التي
تواجهها القرية, حيث لا توجد بالقرية سوي مدرسة وحيدة للتعليم
الابتدائي, وبعدد محدود من الفصول, وهو ما جعل كثافة الفصول مرتفعة
للغاية, كما لا توجد مدرسة للتعليم الإعدادي أو الثانوي, وهو ما يعرض
الأطفال الصغار
لخطر التنقل بين وسائل المواصلات من القرية إلي القري
المجاورة لاستكمال تعليمهم, هذا فضلا عن تسرب العديد من الفتيات من
التعليم بسبب العادات التي تحكم صعوبة التنقل من القرية إلي القري
المجاورة, والغريب في الأمر أن العمدة فوزي عبدالرحيم علي قام بالتبرع
بعدد16 قيراطا لإنشاء مجمع مدارس( ابتدائي وإعدادي) ليحل مشكلة
التعليم بالقرية ولكن دون جدوي.
وأضاف أحمد خالد( طالب جامعي) أن القرية تعاني مجاعة حقيقية في توفير
الخبز, حيث إن نصيب الفرد يقل عن رغيف يوميا بسبب عدم وجود حصص كافية من
الدقيق, حيث يوجد بالقرية مخبزان أحدهما يحصل علي حصة تقدر بـ6
جوالات, والآخر يحصل علي5.5 جوال يوميا, أي بما يعادل11 ألفا
و500 رغيف يوميا, في حين أن القرية يزيد تعدادها علي13 ألف نسمة,
وهو ما يعني أن علي الأسرة أن تأكل مرة واحدة في اليوم دون النظر إلي باقي
الوجبات, ولا عزاء للأقارب والزائرين الذين ليس لهم نصيب في الخبز داخل
المنزل.
وقال علي عبدالله( من أهالي القرية): إن القرية حالها حال القري
المجاورة من حيث المعاناة التي لا تنقطع من عدم وجود صرف صحي بالقرية حيث
يقوم الأهالي بحفر أيسونات أسفل منازلهم لتصريف المياه, هذا بالإضافة إلي
قيام بعض الأهالي بحفر طرنشات في الأزقة والحواري, فضلا عن قيام البعض
الآخر بسكب المياه في الشوارع, وهو ما أدي إلي تحولها إلي برك
ومستنقعات, وانبعاث روائح كريهة من المنازل بسبب الطفح المستمر عقب
امتلاء تلك الآبار.
وأوضح جمال محمد( من أهالي القرية) أن هناك جريمة ترتكب في حق البشرية
والحياة الآدمية بالقرية, حيث إن الأهالي يعتمدون في استهلاكهم للمياه
علي خزان مياه متهالك لم يتم غسله منذ سنوات, والمياه الخاصة به محملة
بالمنجنيز والعناصر المدمرة لصحة الإنسان, هذا فضلا عن سحب المياه من
باطن الأرض, وهو ما يعني أن المياه التي يتم سحبها مختلطة بمياه الصرف
الصحي التي يقوم الأهالي بتصريفها في باطن الأرض أسفل منازلهم, لذا فضل
عدد كبير من الأهالي استخدام طلمبات المياه التي تسحب مياه ارتوازية أقل
ضررا من مياه الموت الصادرة عن خزان المياه المتهالك الذي أصاب الأهالي
بالفشل الكلوي. وأشار مجدي سعيد( من أهالي القرية) إلي أن مشكلة
الكهرباء من المشكلات المهمة بالقري, حيث إن التيار الكهربائي ضعيف
للغاية, والأعطال متكررة, خاصة في موسم الصيف الذي يلجأ الأهالي خلاله
إلي الثلاجات لتناول المياه المثلجة, وكذلك المراوح لتلطيف درجة
الحرارة, ونظرا للأعطال المتكررة يلجأ الأهالي إلي لمبة الجاز للإضاءة
ليلا لكسر حدة الظلام. وانتقد أحمد محمود( موظف) الإهمال الذي عليه
الوحدة الصحية بالقرية, حيث إن المبني الذي تم تشييده أخيرا علي أحدث
طراز يفتقد لأهم المتطلبات الأساسية وهي تقديم الخدمة العلاجية حيث يختفي
الدواء بعد مضي ثلاثة أيام من تسليمه للصيدلية, هذا فضلا عن عدم توافر
العقاقير المهمة التي تقي الأهالي من الموت المحقق بسبب لدغات الحشرات
الزاحفة التي تنتشر بكثافة, لذا نرجو من المسئولين استكمال تجهيزات
المبني بأهم شيء وهو الدواء الذي يتفقده الأهالي.
وفي تعقيب للمهندس رفعت عبدالكريم رئيس مركز ومدينة ساحل سليم أكد أن قرية
تاسا تعاني بالفعل مشكلة تعليمية خطيرة تكمن في عدم توافر مدارس تعليمية,
وقد قام أحد المواطنين بالتبرع بقطعة أرض لبناء مجمع مدارس متوقف إنشاؤه
علي موافقة الزراعة.
أما فيما يخص مشكلات الصرف الصحي فالقرية ضمن5 قري تم بدء العمل بها
وتوقف المشروع بسبب عدم وجود اعتماد مالي, وفيما يخص المياه فسيتم مد
خطوط مرشح مياه تل زايد بالبداري ليغذي مركز الساحل بالكامل, وسيتم قريبا
بدء عمليات التوصيل ومد خطوط المياه للشوارع الرئيسية, ومن ثم توصيلات
المنازل. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق