أسيوطي أصيل من مواليد 1876.. ينتمي إلي أسرة ارستقراطية ثرية كان لها نفوذ قوي في أسيوط لما لها من أملاك زراعية وغير زراعية, وكان «حنا» من المؤمنين بوحدة الوطن مسلميه وأقباطه وكتب في ذلك الشأن مقالات عديدة، وهو صاحب الشعار الشهير «الوطنية ديننا، والاستقلال حياتنا». وقد بدأ الرجل نشاطه السياسي داعما ومساندا لحركة مصطفي كامل وخلفائه من بعده إلي أن التقي بسعد باشا في الجمعية التشريعية وتعرف عليه.
وفي عام 1918 انضم سينوت حنا الي الوفد المصري ووقع باعتباره احد الأعيان علي وثيقة المطالبة باستقلال مصر، لذا فقد قبض عليه مع سعد زغلول ونفي معه إلي جزيرة سيشل ضمن صحبة ضمت مكرم عبيد ومصطفي النحاس وفتح الله بركات.
وكان سينوت أحد أقطاب حزب الوفد البارزين وتم انتخابه عضوا بالبرلمان المصري عام 1924 وبعد وفاة سعد زغلول ظل علي عهده داعما ومساندا ومؤيدا للوفد.
وفي عام 1930
استعر الصراع الشعبي ضد حكومات الطغيان التي انقلبت علي الدستور، وكانت أبرزها حكومة إسماعيل باشا صدقي ونسجت الحكومة عدة مؤامرات لاغتيال النحاس باشا وإرهاب الوفد لحثه عن تجنب المطالبة بالحريات، وكان النحاس باشا قد بدأ زيارات لمدن عديدة للدفاع عن حقوق الأمة ومنع أي اعتداء علي الدستور، وكان سينوت بك حنا يصحبه في تلك الزيارات. وفي المنصورة خرجت الجماهير يوم 28 يوليو 1930 محتشدة لتستقبل رجال الوفد، ووقف جنود الشرطة حائلين بين الجماهير وبين رجال الوفد، ومن بين الجموع وجه أحد الجنود سونكي بندقيته إلي صدر النحاس باشا ولم يتصور أحد أن دناءة خصوم السياسة تدفعهم الي وضع السم في سونكي البندقية للتأكد من الإجهاز تماما علي رئيس الوفد.
في ذلك الوقت ألقي سينوت حنا بنفسه أمام سونكي القائل المسموم واحتمل الطعنة الغادرة فداء لمصطفي باشا النحاس. وعاد النحاس باشا ورفاقه الي القاهرة، وتم نقل سينوت حنا إلي المستشفي ليبقي جريحاً يعاني من طعنة الغدر السامة بضعة أيام ثم لا يلبث ان يموت تاركاً درسا وطنيا خالصا في الفداء والتضحية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق