كشفت تحقيقات نيابة مصر الجديدة فى واقعة إشعال موظف شركة كهرباء أسيوط النيران فى نفسه أمام “قصر الاتحادية ” عن أنه حضر من بلده لمعرفة نتيجة الشكوى المقدمه إلى رئاسة الجمهورية منذ 15 يوما والذي طلب فيها إعادته إلى عمله بعد أن تم فصله تعسفيا من عمله منذ عامين ، وعندما وجد أن المسؤول عن تلقي الشكاوي لم يبت فى الشكوى فقررالتخلص من نفسه بسكب جركن بنزين كان بحوزته على جسده و أشعل النيران في نفسه .
وقال المصاب في التحقيقات التى أجرتها النيابة بإشراف
المستشار مصطفى خاطر المحامي العام الأول لنيابات شرق القاهرة فى بداية
كلامه أن الإنسان ممكن أن يتحمل أي شئ إلا الظلم .
وطلبت النيابة تحريات المباحث حول الواقعة بالإضافة إلى التقارير الطبية الصادرة من مستشفى منشية البكري عن حالة المصاب .
وتبين من التحقيقات التي أجرتها النيابة برئاسة إبراهيم
صالح أن المصاب كان يقبل على التخلص من حياته لعدم رد المسؤولين عن تظلمه
بشأن واقعة فصله من عملة بشركة الكهرباء ، وتبين أن الفصل جاء بعد تقديم
شكوى ضده بوجود مخالفة مالية فى عهدته .
و انتقل عاطف عمر وكيل النيابة أمس إلى مستشفى منشية
البكري، واستمع إلى أقوال “عرفة كامل” والذي بدأ كلامه وهو فى حالة إعياء
شديد نتيجة الحروق التي انتشرت فى جميع أنحاء الجسم ، وقال ” يا أفندم”
ممكن أن يتحمل الإنسان أى شئ فى الدنيا إلا الظلم ، وخصوصا إذا كان المظلوم
صاحب حق .
و استمرت التحقيقات على مدار ساعتين روى “عرفة” مظلمته
والتى تم إثباتها فى محضر رسمي، وقال منذ عامين أحالته شركة الكهرباء التى
يعمل بها إلى النيابة العامة بأسيوط بتهمة وجود مخالفات وتجاوزات ماليه فى
عهدته ، وبعد التحقيق معه و إثبات عدم إدانته قررت النيابة حفظ التحقيقات ،
لكن شركة الكهرباء تعسفت معه و أصدرت قرارا بفصله بتهمه مخالفة مالية
وحرمانه من راتبه ومكافأة نهايه الخدمة .
و أضاف أنه تقدم بتظلمات كثيرة على مدار عامين لشركة
الكهرباء و وزيرها دون استجابه ، إلا أنه لم يفقد الأمل فتقدم بشكوتين إلى
رئاسة الجمهورية و أخبره المسؤول عن تلقي الشكاوى بأن الرد على شكوته سوف
تكون بعد 15 يوما من فحص الشكوى ، فحضر أمس الأول لمعرفة نتيجة الفحص دون
جدوى فأشعل النيران فى نفسه بعد سكب جركن بنزين على جسده .
وعلمت النيابة من خلال طبيب الاستقبال والمسعف داخل مستشفى
البكري بأن نسبة الحروق حوالي 65 % ومتمثلة فى اليدين والقدمين والصدر
والظهر وحروق متناثرة بجميع أنحاء الجسم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق