أعلن الدكتور هشام قنديل - رئيس مجلس الوزراء - أنه توجد فى مصر 218 محطة لتوليد الكهرباء، وتم وضع خطة لضخ استثمارات بقيمة 40 مليار جنيه خلال السنوات القادمة، ليصل الإجمالى إلى 28 ألف ميجاوات، والمتاح منهم حاليا 24 ألف ميجاوات والاستهلاك هذا العام 27 ألف ميجاوات، وما ننتجه يغطى 90% من الكهرباء فقط، ولدينا عجز 10 % .
أزمة الكهرباء
وأكد قنديل خلال مؤتمر صحفي عقده، أمس الجمعة، قائلاً:" لقد تعرضت شبكة الكهرباء المغذية للقاهرة الكبرى أمس لانقطاع استمر لعدة ساعات واثر تأثيرا بالغاً على كافة مظاهر الحياة وقبل الاسترسال فى شرح ما حدث هناك بعض الحقائق التى يجب وضعها أمام الرأى العام" . وتابع رئيس الوزراء:" تبلغ القدرات المركبة فى مصر حوالي 28 ألف ميجاوات بين القدرات التقليدية والطاقات المتجددة وتبلغ اجمالى القدرات المتاحة حوالي 23- 24 ألف ميجاوات والفرق يتمثل فى قدرات فى الصيانة ونقص فى الوقود وانخفاض فى توليد بعض الوحدات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة والتقادم لبعض الوحدات ، فى حين بلغ الحمل الاقصي هذا العام 27 ألف ميجاوات وقد بلغ معدل الزيادة هذا العام فى الاستهلاك حوالى 12% مقارنة بحوالي 7% ما كان مخطط، وتقع معظم هذه الزيادات فى قطاعات غير منتجة، ويواجه قطاع الكهرباء منذ أكثر من ثلاث سنوات عجز دائم حوالى 10% " . وأشار الدكتور قنديل إلى أنه توجد فى مصر عدد 218 محطات حرارية بالإضافة للسد العالى والمحطات الكهرومائية، وتم ضخ استثمارات حوالى 40 مليار جنيه خلال ال 5 سنوات الماضية، وأن إجمالى القدرة على التوليد حوالى 28 ألف ميجاوات ولكن نتيجة الصيانة وإرتفاع درجات الحرارة، تكون القدرة المتاحة للمستهلك حوالى 24 ألف ميجاوات. وأكد خلال المؤتمر أن الحمل الأقصى هذا العام 27 ألف ميجاوات خلال شهر أغسطس وهذا يعنى أنه هناك عجز حوالى 10-12% فى الطاقة الكهربية المطلوبة لتغطية احتياجات الصناعة – الاستهلاك المنزلى – الزراعة؛ حيث زادت الاحتياجات هذا العام بنسبة 12% عن العام الماضى، مشيراً إلى أن كمية الكهرباء المصدرة إلى غزة تمثل 1/1200 من إجمالى إنتاج الكهرباء فى مصر وتدفع ثمنها بالكامل جامعة الدول العربية.
أزمة انقطاع الكهرباء عن مترو الأنفاق
وتابع قنديل: " بالنسبة للامس فقد كان حادث استثنائى نتيجة فصل لاحدى الدائرتين المغذيتين للقاهرة الكبرى من ناحية العاشر من رمضان مما أدى الى زيادة الاحمال على الدائرة الاخرى تسبب فى خروجها وبالتتابع حدث خروج دوائر اخرى ومحطات التوليد ومحطات المحولات التى تغذى القاهرة نتيجة الاحمال وانخفاض التردد واستغرقت هذه الاحداث حوالى 7 دقائق مما أدى الى انقطاعات فى القاهرة الكبرى" . وأكد الدكتور قنديل قائلاً:" أنه تم إعادة خطوط الكهرباء بالشبكة القومية خلال 15 دقيقة والبدء فى إرجاع بعض الاحمال وكذا البدء فى إدخال محطات التوليد فى مدة أقل من ساعة، وكان من المفترض ان الاحمال الحيوية يكون لديها تغذية احتياطية عن طريق وحدات الديزل مثل البنوك والمستشفيات والبورصة ومترو الانفاق لتشغيل جزء من الإنارة والتهوية فى المحطات للحفاظ على الركاب داخل المحطات وهو ما لم يحدث" . وأشار إلى أنه هناك لجنة فنية تم تشكيلها لإعداد تقرير مفصل عن الحادث وملابساته واقتراح الحلول اللازمة لعدم تكرارها مستقبلا على ان يعرض تقريرها علينا خلال أسبوع. واختتم حديثه عن أزمة الكهرباء قائلاً:" وكما ذكرنا سابقا فهناك عجز دائم حوالى 9% سيتم التغلب على جزء منه بعد دخول محطات غرب دمياط وابو قير حوالى 1800 ميجاوات والتى تاخر دخولها الخدمة نتيجة العديد من الاسباب منها والمبالغات فى التعويضات المطلوبة من الاهالى لمرور خطوط الكهرباء فى اراضيهم واعتصامات الاهالى لطلبهم تعيين ابناؤهم ، ومن المتوقع باذن الله دخول هذه المحطات الخدمة بعد اسبوع وستساهم فى التخفيف من الفصل المبرمج على المواطنين".
إجراءات الترشيد:
وقال الدكتور قنديل :" إذا راجعنا تجارب العديد من الدول التي واجهت مشاكل مماثلة نجد ان زيادة القدرات الكهربائية اذا لم تصاحبه اجراءات ترشيد لم يكن الحل الامثل وإنها لا تزال تواجه عجزاً فى الطاقة، لذا فان المواطن المصرى الذى نعول عليه فى المرحلة الحالية وعلى وعية وادراكة لاهمية ترشيد الطاقة فى كافة اوجه الاستخدام عليه دورا فى المرحلة القادمة " . وتابع :" فاذا اردنا ان نبين للمواطن مدى اهمية مشاركته بايجابية فى برامج الترشيد ، فنجد انه اذا اطفأ المواطن لمبة واحدة قدرتها 40 وات فى وقت الذروة وكان عدد المشتركين الذين سيشاركوا فى ذلك 25 مليون مشترك نجد ان مايمكن توفيره حوالى 1000 ميجاوات، فماذا لو تم اطفاء ثلاثة او اربعة لمبات، واذا كان فى مصر 6.5 مليون جهاز تكييف فاذ تم اطفاء جهاز تكييف واحد ممن يمتلكون جهازين او اكثر نجد ان المليون جهاز تكييف توفر حوالى 1500 ميجاوات، وهناك اجراءات كثيرة مثل شراء اجهزة موفرة او تركيب لمبات موفرة او عدم وضع الاجهزة على وضع(standby) الاستعداد والذى يستهلك الجهاز فيه 10% من الاستهلاك المقنن له. واستطرد قائلاً:" كما ان وضع مؤشر الحرارة للمكيف عند درجة 25 درجة مئوية يقلل حوالى 20- 25 % من استهلاك الجهاز ونناشد ائمة المساجد فى تخفيض 50% من الاضاءة والتكيفات ولن يشعر المصلى باى تغيير، حيث ان تخفيض استهلاكات المواطنين لن يجعل شركة الكهرباء مضطرة للفصل عنهم ، كما ان مشاركة الاجهزة المحلية فى كافة المحافظات فى ترشيد الطاقة فى الانارة العامة سيكون له آثر كبير وخاصة تنفيذ التعليمات الخاصة بمحاسبة ومعاقبة من يترك الاعمدة مضاءة نهارا ، وتغيير الاضاءة باللمبات الموفرة ". ونوه رئيس الوزراء إلى أن الترشيد فى المرحلة الحالية سيكون اختيارى على المواطنين، أما فى المرحلة القادمة فسيكون الترشيد اجبارى عن طريق عدد من الاجراءات الفنية والسياسات لان بناء محطة كهرباء جديدة تستغرق من 40 الى 50 شهراً .
إجراءات لزيادة الطاقة المتاحة:
وقال قنديل: "نولى اهتمام خاصا بالمتابعة المستمرة لمجموعة من محطات التوليد الجارى العمل بها والمتوقع دخولها الخدمة العام القادم باذن الله والتى تمثل حوالى 3000 ميجاوات بالعين السخنة وبنها شمال الجيزة، واستكمال محطة ابو قير وستساعد الدولة جاهدة قطاع الكهرباء فى هذا الشان لحل اية اعتراضات. وتابع:" لقد كلفت وزارة الكهرباء والطاقة بعقد اجتماعات مستمرة للتخطيط المسبق لبرامجها للعام القادم وعمل الصيانات والعمرات اللازمة للمحطات خلال الشتاء لتخفيض مشاكل الصيف القادم، رفع كفاءة المحطات الحالية لتوفير الوقود وزيادة قدرة التوليد وسيتم ذلك خلال أشهر الشتاء القادم" . واستطرد قائلاً: " كما كلفت الوزارة ايضا بمراجعة وتحديث خططها الحالية والمستقبلية للاعوام القادمة 2013 و 2014 والمتوقع وجود عجز بهما حوالى 10 % وكذلك عام 2015 وما بعده فى مجال محطات التوليد ودراسة البدائل المختلفة لتوليد الطاقة سواء عن طريق الطاقة النووية والاسراع فى برامج الطاقات المتجددة الشمس والرياح والشبكات الذكية وخاصة العدادات الذكية، وكذلك حل كافة المشاكل امام القطاع الخاص للمشاركة فى تنفيذ مشروعات الكهرباء التقليدية والمتجددة وسوف تساعد الدولة مساعدة ايجابية لتنشيط مشاركة القطاع الخاص، كما كلفتهم ايضا بمراجعة اداء الشبكة القومية للكهرباء ككل من حيث الانشاء وبرامج الصيانة وادارة المنظومة والكوادر البشرية المدربة، ورفع كفاءة المحطات القديمة الموجودة بالشبكة او احلالها بقدرات اكبر لزيادة كفاءة المنظومة ككل".
أزمة الغاز:
وقال رئيس الوزراء أن إجماليا الإنتاج من حقول الغاز يتم ضخه فى الشبكة بإجمالى 5.5 مليار قدم مكعب ويتم تصديره إلى الأردن هو بغرض الحفاظ على الخط ويمثل 3/1000 من الإجمالى؛ حيث تعمل محطات الكهرباء بالغاز المازوت بنسبة حوالى 80% غاز 20%. واختتم حديثه قائلاً:" بمعنى آخر فاننا نستهلك كامل انتاجنا من الغاز وكامل انتاجنا من المازوت ويتم استيراد جزء من المازوت، لذا فنحن نعمل على حدود حرجة، ويغطى الاحتياطى حاليا من المازوت تشغيل 11 يوما وهناك كميات اضافية قادمة فى الطريق ولاتوجد اى مشكلة فى التمويل كما اشيع، وهناك تعليمات لوزارتى الكهرباء والبترول للتنسيق فى الايفاء باحتياجات محطات التوليد، سواء عن طريق الاستيراد من الخارج او الاكتشافات لحقول غاز جديدة، ولاننسى ان شبكة الغاز مثل شبكة الكهرباء ممكن ان تحدث بها اعطال تؤثر على محطات التوليد" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق