فمعظم الأماكن المخصصة كحدائق عامة بأسيوط لم تجد الرعاية اللازمة من المسئولين لرعايتها رغم وجود الموظفين المنوط بهم بذلك, مما يفتح آلاف الأسئلة اليومية حول لجان المتابعة وخطط التنمية التي يجب أن تراعي ذلك الجانب الإنساني والبعد الاجتماعي, فمعظم تلك الأماكن تم تأجيرها إلي مستثمرين مما ضاعف أسعار المشروبات, وظهر هناك تنام لطبقات تعيش دون أي حماية اجتماعية تذكر وانصب اهتمام المسئولين علي تجميل بعض الشوارع والميادين.
وفي ظل تلك الدوامة المريرة التي تزداد حدتها يوما تلو الآخر لم يكن للحدائق العامة والمتنزهات في جدول اهتمام السادة المسئولين بالمحافظة إلا أقل القليل رغم تحول كورنيش النيل إلي مبان لبعض الهيئات الحكومية وما تبقي منه تم تأجيره للمستثمرين الذين ضاعفوا أسعار المشروبات مما حرم الكثير من الأسر الأسيوطية من الاستمتاع بالنيل.
ففي مدينة أبوتيج مثلا
لم يعد لحديقة الحيوان رونقها ولا بهاؤها الذي كان يلازمها علي مدي أعوام طويلة ماضية ولكنها دمرت وماتت أغلب الحيوانات بها وتحولت الحديقة بفعل فاعل إلي صالة للأفراح وكافتيريا لأحد المستثمرين, ولم يقم المسئولون عنها بتطويرها والعناية بها إلا أن روادها رغم علمهم بالواقع المرير يقومون بزيارتها بين الحين والآخر خاصة يوم الجمعة حيث تمتلئ بمئات الزوار الذين يترحمون علي ماض يأملون أن يعود.
ولكن ما جعل المواطنين في مدينة أسيوط يتنفسون الصعداء خاصة الأسر الفقيرة منهم وجود حديقة الفردوس التي تعد ملاذ الفقراء نظرا لكونها الحديقة الوحيدة التي لم تطلها يد الخصخصة إلا قليلا فتذكرة الدخول لا تتعدي50 قرشا للفرد, وبذلك تنفرد تلك الحديقة بأنها الوحيدة التي تقبع علي ضفاف النيل دون أن يتحكم فيها المستثمرون, وغيرها من الحدائق تم تخصيصه وعرضه للايجار من خلال مزادات وصل فيها ايجار الحديقة الواحدة مثلا إلي40 ألف جنيه في الشهر, وبالتالي كاد أصحابها يكتبون عبارة واحدة ممنوع الدخول للفقراء, فأسعار المشروبات وصلت إلي أعلي أسعارها وكأننا في أرقي ميادين القاهرة.
ويناشد الأهالي اللواء السيد البرعي محافظ أسيوط تدقيق النظر وفتح ملفات الفساد لمحاسبة المقصرين, وإعادة افتتاح الحدائق التي أهملها مسئولوها فتحولت معظمها إلي أماكن مهجورة للكلاب الضالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق