بعيدا فى تلك القريه المليئه
بالهموم تقبع "منى "طالبه الثانوى، بجوار لمبه الجاز فى منزل يسكن الظلام
اركانه، وكأنه بيتا للأشباح، حامله بين كفيها كتاب تحاول ان ترى كلماته
التى تبدو متشابهه ومعقده الى حد كبير.
أكدت "منى " أن شروق الشمس هو
الوقت الامثل لاستذكار ومراجعه دروسها لان قريه "اولاد الياس " محرومه من
الكهرباء منذ زمن بعيد ،مشيره الى عينيها قائله "تسبب عدم دخول الكهرباء
الى القريه فى ضعف نظرى و يبدو أن المسئولين بكهرباء اسيوط مازالوا يعيشون
فيما قبل ثورة 25 يناير بدليل أنهم مستمرون في تجاهل معاناتنا من انقطاع
التيار الكهربائي بصفة دائمة وعدم إنارة القريه الأمر الذي يبث الرعب في
نفوس الاهالى خاصة الأطفال والنساء"، فضلاً عن انهيار الأعمدة وتهالك
الكابلات وعدم عزل الأسلاك الهوائية ورغم شكواهم لكل المسئولين ولكن دون
جدوي.
واضافت "ام منى "
معظم الأجهزة
الكهربائية والسلع الغذائية تتعرض للتلف نتيجة انقطاع التيار ولا أحد يسمع
لنا وبناءا عليه تتوقف محطات المياه عند انقطاع التيار الكهربي وتضطر بعض
المحال الى الإغلاق،بالإضافة الى الأسلاك المكشوفة المتهالكة التى تتساقط
فوق الأهالي والبيوت والأعمدة المتآكلة من عوامل الجو والوقت الزمني الذي
مر عليها.
وتدخل والد منى قائلا :"مفيش
تيار كهربائي لأعمدة الإنارة المنتشرة فى كل البلد منذ أكثر من 3 سنين
وادينا عايشين هانعمل ايه "، لافتا ان عدم وجود اناره يؤدي إلي بث الرعب
في نفوس الأهالي ويسيطر الخوف علي المارة خاصة الأطفال والنساء ليلاً وهو
مايؤدى الى انتشار بعض الخارجين علي القانون الذين يستغلون الفرصة في جنح
الظلام ويقومون بالاعتداء علي السيدات ومهاجمتهن أو نهب أموال المارة
بالإكراه تحت تهديد السلاح خاصة في ظل الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد
عقب أحداث الثورة .
ويتساءل "شكرى " اين العدالة
الاجتماعية التى يتحدث عنها المسئولون فى وقت اصبحت فيه الكهرباء عنصرا
مهما من عناصر التنمية ومقاومة التخلف وقريه "اولاد الياس "التابعه لمركز
صدفا بها مايزيد عن عشره الالاف نسمه تعيش فى العصور الوسطى بسبب عدم توصيل
التيار الكهربائى.
واستطرد قائلا اغلب المنازل
لا يوجد بها أي إنارة مما يجعله مناسباً للصوص والبلطجية الذين يهددون حياة
الأهالي المارين به ليلا ، كما ان ظلام القريه يتسبب فى تعذر الرؤية أمام
قائدي السيارات مما يتسبب فى وقوع الحوادث وسقوط الأبرياء أو الإصابة
بعاهات مستديمة فضلاً عن تلف السيارات.
وقال محمد طاهر :"لانرى النور
الا بعد حلول المساء لاننا ببساطه بنعيش على نور ربنا " وعندما نتوجه إلى
المسئولين لطلب إنارة شوارع القرية او توصيل الكهرباء الى المنازل يطردونا
، مضيفا أن أغلب أهل القرية ليس لهم أى دخل ثابت غير العمل بلأجر اليومى
فى بعض الأراضى الزراعية لادخال الاناره على نفقتهم الخاصه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق