هاجم كهنة وأقباط مصريون مطالب تلك الدولة المزعومة التى تدعى "الدولة القبطية" والتى نشرت خريطة لتقسم مصر إلى خمس دويلات، الأولى منها فى سيناء وشرق الدلتا، والثانية "تحت النفوذ اليهودى"، والثالثة الدولة القبطية وعاصمتها الإسكندرية وتمتد من جنوب بنى سويف حتى جنوب أسيوط وتتسع غربًا لتضم الفيوم وتمتد فى خط صحراوى عبر وادى النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية، كما تضم أيضاً جزءاً من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح، إضافة لدويلتين إحداهما إسلامية والأخرى نوبية.
طالبوا بمحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى ووصفوا الداعين لها بالمخربين وأفكارهم بالمخبولة والتى تصب فى مصلحة إسرائيل التى تستمد قوتها من ضعف مصر.
وصف القمص صليب متى ساويرس،كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا، دعاة التقسيم بـ" المخربين"، قائلاً:" عايزين خراب مصر" ، مضيفاَ أن التقسيم لن يحدث نهائياَ فى مصر فالأقباط والمسلمون والنوبيون واليهود كلهم مصريون وشربوا من نفس النيل وجميعهم يد واحدة.
وأكد "ساويرس"
أن المسيحيين فى مصر لن يقبلوا بذلك، ويكفى أن الله قال فى الكتاب المقدس" مبارك شعبى مصر" وزارتها العائلة ، السيد المسيح والسيدة العذراء، وكذلك عاش فيها موسى النبى وخرجت منها هاجر وإسماعيل، لذا فهى منبع الأديان ومصدر لروحانية العالم كله.
وأوضح أن تعانق صلبان الكنائس وقباب الجوامع يؤكد على وحدة المصريين فى كل مكان على أرضها، وفى كل شارع من شوارعها يوجد المسلم والمسيحى أو اليهودى أو النوبى.
ودعا "ساويرس" كل المصريين بعدم الالتفات لتلك الأفكار الهدامة.
فيما طالب إسحق حنا، مدير الجمعية المصرية للتنوير، بمحاكمة الداعين لهذا التقسيم بتهمة الخيانة العظمى، لأنها أفكار"معتوهة" تؤدى إلى هدم المجتمع ووحدته وزيادة الاحتقان الطائفى والتعصب، والتى تصب فى مصلحة إسرائيل، منوها إلى أن الداعين للتقسيم يعلمون أنه على أرض الواقع لن يحدث ذلك ولكن بانقسام الشعب.
وشدد"حنا" على أن عوامل الانقسام غير موجودة فى مصر حتى وإن كان هناك احتقان طائفى أو تمييز ضد الأقباط، لأن الدارس لمصر فى ثقافتها وتاريخها وجغرافيتها والتوزيغ الديموغرافى لسكانها ، سيتأكد أن التقسيم الجغرافى على دويلات ليس إلا ضربا من ضروب الخيال، وفى كل مكان بل كل شارع ستجد المسيحى والمسلم والنوبى أو حتى اليهودى، فكيف يتم فصلهم، وكيف تقنع أسرة بالعيش فى محافظة أخرى بحجة أنها دولته الجديدة، مستشهدا بشمال وجنوب حيث إن عوامل الانفصال كثيرة منها اللغة فى الجنوب تختلف كثيرا عن الشمال إضافة للعادات والتقاليد والثقافة، وكأنهم شعبان منفصلان ، عكس مصر.
وأشار إلى وحدة مصر وسوريا والتى فشلت لأن الشعبين مختلفان فكان اتحاد فوقى سياسى فقط، مؤكداً أن الاتحاد أو الانقسام يقرره الشعب نفسه وليست قرارات.
عن آثار تلك الأفكار على الشارع المصرى، أوضح" حنا"، أن المثقفين يعلمون جيدا أن ذلك لن يحدث ولكن بسطاء الناس عندما يسمعونها يتأثرون سلبياً وتزداد حالات الاحتقان الطائفى والتعصب والانفصال النفسى بينهم.
ممدوح رمزى، المحامى، رفض التقسيم الجغرافى فى مصر مؤكداً استحالة تنفيذه على أرض الواقع ولكنه استعاض عنها بـ"الانفصال السياسى بحكم ذاتى" مثلما حدث فى دولة كزخستان حيث انفصل سياسيا 50 ألف أرمينى يعيشون على أرضها ليشكلوا حكماً سياسيا خاصا.
تابع "رمزى" أن سبب الحكم السياسى هو أن الأقباط فقدوا كل حقوقهم وهجروا قسريا وأُجبروا على الهجرة – على حد قوله- مضيفاً أن هناك مخططا لإفراغ منطقة الشرق الأوسط من المسيحيين منذ خمسينيات القرن الماضى، وهو ما قاله الرئيس الراحل السادات فى مؤتمر بجدة فى السبعينيات عندما سئل عن أن أكبر تجمع قبطى موجود فى مصر فرد قائلاً خلال 15عاما أما أن يدخلوا الإسلام أو يجبروا على الهجرة والمتبقى إما خدما أو ماسحى أحذية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق