ضاقت بهم سبل الحياة ولم يجدوا شيئا يفعلونه, منهم من يسافر هرباً عبر الحدود المصرية ويعرض حياته للخطر عن طريق الهجرة غير الشرعية ويقضون الليالى في الصحراء ووسط الجبال حتى يصلوا إلى أول بوابة حدودية, ليجدوا سيارة تنتظرهم لكي تنقلهم إلى مدينة بنغازي, مقابل مبلغ 3000 جنيه للفرد الواحد, ومنهم من يحاول الدخول إلى الجماهيرية عبر عقد عمل لمده 3 شهور مقابل 6000 جنيه, ومنهم من يتم النصب عليه مقابل عقد عمل وهمي ويعود من الجمارك عند اكتشاف تزوير العقد.
التقت "يا عرب " مع عدد من النازحين من ليبيا من أهالي أسيوط, كي يرووا مآسيهم بعد طردهم من ليبيا جراء الكشف الطبي واكتشافهم للفيرس c , منهم من يبكي , لعدم معرفة من أين يأتى بلقمة العيش, ومنهم المديون بعد أن دفع قيمة العقد ولم يعمل.
يقول "قاسم عبد الله"عامل, ما نراه هناك لا يحكي ولا يسمع, فكرامتنا لا تزال مهدرة في كل مكان , داخل وطننا وخارجه, كنا نجلس بالمسكن الخاص بنا، وإذا بصوت عال "افتحوا الباب احنا الثوار" وبعدها قاموا بتفتيش المسكن والحصول على كل النقود الموجودة معنا, وإذا عارضهم أحد ينهالون عليه بالضرب.
وأضاف "عبد الله"
أن أصحاب العمل يأكلون أجرنا وليس أمامنا عدالة نطالب بحقوقنا ,وعند الذهاب إلى قسم الشرطة يطالبوننا بمغادرة البلاد، حتى لا يتم تحرير محضر ضدنا، وبعد كل هذا تم طردنا بعد تحليل الدم واكتشاف وجود نسبة فيرس "سي" في الدم, كانت ليبيا هي أملنا الوحيد بعد أن أغلقت كل الدول أبوابها فى وجهنا.
ويقول "عبد العال محمد" أحد العمال المصابين, إصابتى كانت بسبب تعرضي لحادث سرقة بالإكراه من قبل مجموعة قاموا بتفتيشي وقالوا "أحنا الثوار" أخرج كل ما تملكه؟ ,وعند اعتراضي , قاموا بالتعدي علي بالضرب بالسلاح حتى فقدت رجليا, وعند إبلاغ الشرطة قاموا بإهانتى مرة أخرة وطلبوا مني النزول إلى مصر.
ويتساءل "محمد القناوي"عامل , وهو يبكي ,هل نسرق حتى نعيش ؟ وأين الرئيس مرسى حتى ينظر إلى حالنا, فبعد تكليفى بعقد عمل بقيمة 6000 جنيه تم ترحيلي من ليبيا ولم أكمل إلا شهرا واحدا, وتم ترحيلى وأنا مدين بنفس المبلغ, وكيف أصرف على أسرتي بعد أن أغلقت كل الأبواب فى أوجهنا, ولم يعد هناك مجال للعمل بمصر.
وطالب "مكارم عبد التواب" الرئيس محمد مرسى, بحل مشكلات المصريين في ليبيا ,والعمل على خلق فرص عمل للشباب, فالأمور تزداد سوءا, والسجون الليبية مكتظة بالمصريين ولم يسأل عنهم أحد.
وقال"ممدوح فؤاد", ابنى تم ترحيله من الجماهيرية منذ أسبوع ولا نعلم عنه شيئا , وما ذنب هذا الشاب الذى يبحث عن لقمة العيش, التي لم يجدها في بلده, كرامته ضائعة فى بلده وضائعة في الخارج.
وأضاف"محمد عبد الله"عامل, والوضع هناك لا يبشر بالخير, يخترقون سكنات المصريين ويعتدون عليهم بالضرب ويسرقون أموالهم وفى النهايه يقولون"نحن الثوار " نحن من يحكم ويقرر من يجلس ومن يغادر , على الرغم من تواجدنا بعقود عمل.
وفي مكالمة هاتفية "للصباح"سرد "عبد الغفار جمال" أحد العاملين بمنطقة سبها, إننا لم نستطع الخروج من منازلنا منذ 5 أيام نتيجة الضرب المتتالي بين الثوار وقوات موالية للقذافى, ومعاملتنا هنا تسوء للغاية, في حين أننا بعد العمل لا نستطيع الحصول على حققونا المالية ولايوجد عدالة تنصفنا وتعود الينا حقوقنا.
وقرر العديد من الأهالي النازحين من ليبيا الاعتصام والتجمهر أمام القصر الجمهوري حتى يعمل الرئيس مرسي على حل مشكلاتهم بعد طردهم من الجماهيرية.
يارا الشيخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق