ازمة التوك توك فى شوارع اسيوط

لا يستطيع الطفل "مصطفى" البالغ من العمر8 سنوات أن يحمل حقيبته الثقيلة المليئة بالكتب والأدوات ليسير على قدميه إلى مدرسته التي تبعد عن منزله بمسافة لا تقل عن عشره كيلومترات، ليقرر بعدها استقلال "التوتوك" وهو يرتجف من الخوف بسبب كثرة الحوادث المرتبطة بتلك المركبة .

"مصطفى " أكد أن والدته تنتظره بفارغ الصبر و قلبها لا يهدأ من الدعوات له بالعودة إلى المنزل تصحبه السلامة، خاصة أن موسم الدراسة على الأبواب ، ورغم صغر سنه فقد تمكن من شرح المأساة التي يعانيها في رحلته اليومية مع التوتوك الذي لاتوجد وسيله يمكن أن تقله إلى المدرسة غيره .

 وقال مصطفى " أسكن بقرية"الأنصار" وهى من أكثر القرى هدوءا ولكن نجد أصوات التوتوك "الصاخبة" بالأغاني الشعبية والمبتذلة تجوب القرية واشعر بعدم الأمان والخوف حين استقله بسبب شائعات خطف زملائي الأكبر منى سنا ويطالبون أهلهم بفدية مالية كبيرة.

أما حسين محمد- مدرس بقريه النخيله-

فيقول "مركبات التوك توك تعمل بطريقة عشوائية فى القرية وأصحابها لا يلتزمون بخطوط السير كما أنه غير مطابق للمواصفات الأمنية، علاوة على عدم اتزانه وعدم صلابة هيكله الخارجي، وعدم وجود أبواب أو احزمة أمان داخله ما يعرض الركاب للخطر , بالاضافه الى سيره بدون لوحات رقمية أو ترخيص، وقد شجع على عدم وجود لوحات رقمية له علي استخدامه في إتمام جرائم السرقة والاختطاف خاصة في ظل غياب سن قوانين منظمة لعمله .

وأكد محمد يحيى –طالب-أن التوك توك تسبب فى انتشار الجريمة بسبب الانفلات الأمني والأخلاقي بالإضافة إلى سلوك من يعملون عليه فأغلبيتهم جهلاء أو تفكيرهم محدود، ربما بسبب النشأة أو الظروف الاجتماعية والأسرية لكل شخص ، متسائلا وهو يطرح علامة تعجب كبيره على وجهه " بالله عليكم كيف يقود طفل لم يبلغ 10 سنوات "توك توك" ومعه أرواح قد تضيع ويسير بشكل غريب ويصطدم فى المارة وعندما يعاتبه أحد تجد أقسى وأفظع السباب له.

وأوضح أحمد سعيد –عامل أن السائقين إستغلوا هذه المركبة التي تستخدم في نقل الركاب داخل نطاق القرى والنجوع فى نشر حالة الانفلات الأمني في ظل الأحداث السياسية الأخيرة التي مرت بها البلاد وراحوا يضربون باللوائح والقرارات الموضوعة لهم عرض الحائط وأصبح دخولهم المدن أمرا عاديا وتحركهم علي الطرق الزراعية والصحراوية السريعة شيئا طبيعيا الأمر الذي تسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية القاتلة بشكل يومي بخلاف استخدامه في جرائم السرقة والاختطاف.

ومن جانبه أكد العميد عادل زكى- مدير إدارة مرور أسيوط - على تفشى ظاهرة التوك توك الأمر الذي أوجب معه اتخاذ عدة قرارات بمعاقبة الذين لا يلتزمون بالتعليمات ومنها عدم خروجهم على الطريق العمومي ودفع الغرامة ثم سحب التوك توك لفترة محددة إلى أن تضاعف العقوبة حسبما يُرتكب من مخالفات، موضحا أنه فى المرحلة القادمة سوف يتم الحد من ذلك ببعض الإجراءات المهمة والتي تكون فى صالح المواطن.

أسيوط - إسراء حامد