أثارت حركة المحافظين الاخيرة ردود أفعالٍ متباينة، أغلبها متحفظ علي طريقة إختيار المحافظين الجُدد (وأنا من المتحفظين) ،فمثلاً غالبية المحافظين الذين تم اختيارهم في الحركة الاخيرة هم من جماعة الاخوان المسلمين، وليس هناك اعتراض كبير علي ذلك ولكن الاعتراض علي ان يكون المعيار الاوحد للاختيار هو الانتماءُ للجماعة.. ذلك أنَّ اثنين من المحافظين الجدد -وهما محافظا أسيوط والمنيا تحديداً -هما طبيبان شهيران مشغولان كل الوقت بمرضيهما،وعمليهما كأستاذين بالجامعة، وبالتالي فإن عملهما الجديد كمحافظين سيكون علي حساب رسالتيهما كطبيبين، أو علي حساب مسئولايتهما الجمَّة كمحافظين، وفي أحسن الاحوال سيكون لدينا طبيب نصف الوقت ومحافظ نصف الوقت.
ولذك أرى ضرورة اختيار المحافظين بالانتخاب من أبناء محافظاتهم، لأن الانتخاب يفرز أفضل العناصر وأقدرها علي القيادة والادارة، وأما عن التُرَّهَات والمخاوف التي يثيرها البعض من الانتخاب قد يؤدى الي انفصال بعض المحافظات عن رحم الدولة الام ، فهذه لاشك خرافات لايمكن أن تتحقق ويشهد بذلك التاريخ فلقد كانت مصرُ طوال تاريخها العريق دولة واحدة تحت إمرة قائدٍ واحد، وفي نفس الوقت كان لكل إقليم أمير يدير الشئون الداخلية للاقليم (وهو أروع تطبيق للامركزية التي يحاولون تطبيقها اليوم) ولم يعرف التاريخ
يوماً أن مصر تفتت من تلقاء نفسها بإرادة أبنائها الي دويلات، اللهم إلا حادثة واحدة في التاريخ المعاصر عندما سمح عبدالناصر بانفصال السودان عن مصر بعد أن كانت طوال الآف السنين حزءًا من مصر.
إلا أنني أرى عدم انتخاب بعض المحافظين في المحافظات الحدودية مثل سيناء ومطروح والبحر الاحمر والوادى الجديد فأرى في هذه المرحلة تعيين محافظيها لدواعٍ استراتيجية وأمنية.
كذلك الامر-يجب أن يكون بالانتخاب -بالنسبة لكل المؤسسات كالمجلس القومي لحقوق الانسان والازهر الشريف والمجلس القومي للمرأة وغيرها من مؤسسات الدولة، ليس ذلك فحسب، بل أنني أرى ضرورة اختيار القيادات في المؤسسات الكبرى والهيئات الخاصة بالانتخاب أيضاً من قِِبَلِ العاملين بها،فذلك أضمن لوصول أفضل العناصر الي مواقع القيادة ولسير الامور علي خير ما يرام وشعور الجميع بالرضا، مما يدفع عجلة الانتاج ويضمن حسن سير العمل في كل مؤسسات الدولة وهو ما يحقق التقدمَ المنشود في أسرع وقت.
إن الانتخاب الحر كفيل بوصول العناصر القادرة علي الانجاز والنهوض بالوطن، فليكن شعار المرحلة :"الانتخاب هو الحل"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق