الناجون الثلاثة من غرق مركب الهجرة الغير شرعية مساء السبت الماضي قبالة السواحل الليبية شباب في مقتبل العمر مازالت أثار الصدمة والرعب بادية عليهم حتى بعد أن عادوا لأرض الوطن بعد أن سلمتهم السلطات الليبية لمصر ويبدوا هذه التجربة القاسية ستلازمهم مدى الحياة.
التقينا الناجين عند وصولهم لنيابة مطروح العامة التي أخلت سبيلهم بعد أن رووا تجربتهم المريرة منذ بدايتها من خلال التحقيقات التي باشرها معهم مصطفى النعماني وكيل النائب العام، حيث أكد محمد جمعة عبد الواحد عبد القادر ( 23 سنة ) مبلط سيراميك من الروضة بقرية طماية بمحافظة الفيوم ،وهو أول من أعلنت السلطات الليبية عن نجاته وهو من أبلغ بغرق المركب الليبية التي كان على متنها 40 شخص أكد أنه خرج هو و3 من أصدقائه يوم الجمعة الماضي من بلدته بمحافظة الفيوم إلى محافظة مطروح من أجل عبور الحدود للعمل في دولة ليبيا مقابل دفعنا مبلغ 3500 جنيه مصري ، لأحد سماسرة الهجرة يدعى ” ممدوح ” بعد إدخالهم الأراضي الليبية من خلال منفذ السلوم البري وبجوازات سفرهم وبشكل رسمي لكنه خدعهم وعند وصولهم السلوم اكتشفوا انه سيقوم بتهريبهم إلى ليبيا عن طريق البحر هم وعشرات آخرين من محافظات مختلفة وعدد من غير المصريين .
وأضاف
بأنه تعرف عن طريق أحد الأصدقاء على “ممدوح” ولا يعرف إن كان هذا اسمه الحقيقي أم لا واصطحبنا إلى مرسى مطروح ومنها إلى السلوم وفي الطريق قبل بلوغ مدينة السلوم بحوالي 120 كيلو متر تقابلنا مع أحد البدو يدعى “خالد” تحدثا معا بعيدا عنا ثم عاد ” ممدوح ” وأخبرنا باستحالة المرور عبر المنفذ وأن “خالد” سوف يقوم بإدخالنا إلى ليبيا بطريقته الخاصة ، فرفضنا وقررنا العودة للفيوم ، ولم يتركنا حتى حصل من كل فرد منا على 100 جنيه مقابل عودتنا وذهبنا مع “خالد” ليدلنا على طريق العودة واصطحبنا إلى بيت معزول بمنطقة صحراوية أحضر 3 أشخاص آخرين ، وأقنعنا خالد بعدم العودة وأنه سيدخلنا ليبيا مقابل 750 جنيه ليبي بعد اجتياز الحدود فوافقنا ونقلنا منطقة ساحلية وهناك تقاضى من كل منا 300 جنيه مصري ونقلنا إلى “فندق الواحة” وهناك وجدنا عدد كبير من الشباب من محافظات من الفيوم والمنيا والدقهلية وسوهاج وأسيوط والبحيرة .
وبعدها قام”خالد” بنقلنا في ثلاث سيارات ربع نقل باتجاه هضبة السلوم ثم انحرف قليلا عن الطريق الرئيسي ، وأنزلنا من السيارات وقال لنا أسرعوا حتى لا تتعرضوا لرصاص قوات الأمن ، وقمنا بالفرار مسرعين عبر الجبال والأودية الصحراوية لمدة حوالي 4 ساعات ، حتى بلغنا شاطئ البحر عند منطقة محاطة بالجبال ووجدنا هناك شباب آخرين يشكون من العطش ويسألونا عن الماء الذي لم يكن معنا ونعاني نحن من العطش أيضا
وأخبرنا خالد أنه ستأتي مراكب ستنقلنا للجانب الليبي وبعد فترة جاءت ثلاث مراكب .وقمنا بركوب المركب الأول التي أقلت 40 شخص على متنها رغم صغر المركب وتهالكها وانطلقنا في البحر مساء السبت الماضي لمسافة 200 متر ثم عادت المركب للشاطئ لرغبة المراكبي لتخفيف الحمولة ونقل بعض الشباب للمركبين الآخرين لكنه وجد المركبين الآخرين التي أقلت أحدهما 30 شخص والأخرى 25 شخص قد أبحرا ، فعاد بنا مرة أخرى داخل البحر وبعد مسافة بدأت المياه تتسرب إلى داخل المركب وتزداد مع الوقت ، ثم امتلأت المركب عن أخرها بالمياه وفي لحظة غرقت بمن عليها ولم يتمكن من النجاة إلا عدد قليل ممن يجيدون السباحة .
وأكمل محمد جمعة قائلا لقد سبحت في الظلام باتجاه الحدود الليبية وسط الأمواج والرياح لمدة حوالي عشر ساعات حتى بلغت الشاطئ ظهر اليوم الثاني الأحد ، وقام جندي من خفر السواحل الليبيىة يدعى “عز الدين” بسحبي من المياه للشاطئ وقدموا لي الطعام والشراب ، وبعدها قاموا بتسليمي إلى السلطات الليبية بمدينة مساعد وبعد قضاء يوم كامل بها تم تحويلي إلى مدينة طبرق ومنها إلى منفذ السلوم البري و تسليمي للسلطات المصرية مع محمود و عبد اللطيف .
ويقول محمود محمد أحمد ( 20 سنة ) عاطل من قرية أبو جنديل بمركز إطسا بالفيوم ، أنه كان يعمل سائق توك توك قام والده بشرائه بمبلغ 17500 وبعد شهر تعرض للسرقة ، فقام هو وأحد أصدقاءه من نفس القرية ويدعى عبد اللطيف حمدي عبد اللطيف وشهرته علاء ( 19 سنة ) عامل يومية بالإضافة إلى ابن عم محمود وابن عمته محمد جمال دياب ( 23 سنة ) من قرية مينا الحيط بمحافظة الفيوم الذي تم انتشال جثته ظهر اليوم الخميس بالإضافة إلى صديقي “باسم” ، حيث اتفقوا جميعا مع أحد سماسرة الهجرة غير الشرعية ويدعى “فضل ” عن طريق ابن عمته وقال لهم أنه سيقوم بنقلهم لليبيا مقابل 6500 جنيه مصري لكل منهم وقمت بالاتصال بفضل واخبرنا بالتحرك بإحدى السيارات من الفيوم واتفقنا أن نتقابل عند محطة بنزين قبل مدينة مرسى مطروح ، وعندها اصطحبنا لأحد المقاهي وأخذ منا المبلغ المتفق عليه ، وانتظرنا لمدة ساعة وجلب معنا 7 أشخاص آخرين وانطلقنا بسيارة حتى مدينة السلوم وتركنا مع سائق السيارة ، وأخبرنا بأن السائق هو المسئول عن توصيلنا للمكان المتفق عليه بينهما تمهيدا لنقلنا إلى ليبيا واصطحبنا السائق إلى مبنى سكنى وجدنا به شباب أخرين لا نعرفهم ، وبقينا لمدة ربع ساعة في هذا المكان حتى جاء شخص يحمل عدة جوازات سفر وأخذنا إلى هضبة السلوم ومنها إلى منطقة الجبال والوديان حتى بلغنا شاطئ البحر والتقينا مع باقي الشباب ، وجاءت المراكب الثلاث ومن شدة العطش والجوع أسرعنا للمركب الأولى المشئومة أملا في الوصول بسرعة للأراضي الليبية .
وأضاف بأنه عند غرق المركب في الظلام أصابنا الرعب من الصدمة و قمنا بالسباحة ناحية السواحل الليبية أنا وعلاء وأقاربي وحاولنا مساعدتهم على السباحة ولكننا فشلنا وبعد حوالي 3 ساعات تمكنا من الوصول إلى الشاطئ ووجدنا 10 أشخاص من ركاب المركب التي غرقت تمكنوا من السباحة وبلغوا الشاطئ أيضا ، والتقينا مع شباب المركبين الآخرين .
وعندها سألنا سماسرة الهجرة الليبية من منكم تبع “فضل” ولم نخبرهم أنا وعلاء أننا تبع فضل وكانوا يحملون الأسلحة الآلية ، وأخذونا في منطقة جبلية نائية مع باقي المجموعة وبقينا يومين بدون طعام وشراب ، وتم تجميعنا في مكان واحد وبعدها جاءت سيارة نصف نقل تحمل لهم الطعام والشراب ، وأخذني أنا وعلاء دون باقي المجوعة واصطحبنا إلى شخص أخر لا نعرفه وقال له وصلهم لمدينة مساعد ، وفي نفس السيارة وبسرعة جنونية حتى بلغنا مدينة مساعد على الحدود المصرية الليبية تركنا هناك ، وقامت السلطات الليبية بتسليمنا للسلطات المصرية بمنفذ السلوم .
ونفس الرواية أكدها عبد اللطيف حمدي عبد اللطيف وشهرته علاء الذي كان رفيقه منذ خرجا من بلدتهم حتى الآن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق