"تركت الجماعة لاستخفافها بعقول المعارضة والسخرية منهم بعد أن حادت عن منهج البنا وسارت على نهج سيد قطب".. هذا ما قاله محمد محمود عبد الرحمن سيد الذي يبلغ من العمر 20 عاما، أحد أبناء قرية المعصرة بأسيوط، وأصغر المنشقين عن جماعة الإخوان.
محمد الذي انضم إلى الجماعة عام 2007، وتركها قبل معركة الدستور لينضم إلى حزب الوفد يصفها في حواره لـ"الوطن" بأنها أسوأ جماعة سياسية تتخذ من الدين ستارا، والمساجد مقرات وأعضائها يقولون مالا يفعلون، وإلى نص الحوار
- كيف كان انضمامك إلى جماعة الإخوان؟
خلال دراستي بالمرحلتين الإعدادية والثانوية في مدرسة جاد الوحي بمركز الفتح في أسيوط اختلطت بعدد من طلاب جماعة الإخوان وكثير من المدرسين أعضاء الجماعة، وكانوا يوزعون علينا كتباً من بينها قصة حياة الإمام حسن البنا، وأعجبت جدا برحلة كفاحه، ونضاله ووصاياه، ولكن بعد انضمامي إلى الجماعة اكتشفت أنها تسير بأفكار سيد قطب التي ترفض كل من يعارضها، ويسير على هذا النحو كل القيادات وعلى رأسها الدكتور محمد بديع المرشد العام، وخيرت الشاطر نائب المرشد، والدكتور محمود غزلان، والدكتور عصام العريان، والدكتور محمد البلتاجي، وحتى الرئيس محمد مرسي، أما من كانوا يسيرون علي منهج البنا مثل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، والدكتور محمد حبيب لم يتمكنوا من الاستمرار في الجماعة.
- لماذا تركت جماعة الإخوان وانشققت عليها؟
اختلاف الرأي وغرور السلطة أظهرهم على حقيقتهم، وعرفت من داخل الجماعة أنها لاتنوي أن تترك مجالاً للمعارضة واحترام الآخر، والعقيدة الراسخة لديهم عدم ترك مجالاً للمعارضة تعمل خلاله.
- هل هناك بالفعل ميلشيات تتبع الجماعة؟
ميلشيات الإخوان عبارة عن كتائب رياضية تتلقى تدريبات رياضية يتم تدريبها لتكون عناصر قتالية في حالات اضطرار الجماعة للقتال، وتدرب هذه العناصر في المعسكرات التي تنظمها الجماعة وأندية جمعيات الشبان المسلمين".
- كيف ترى جماعة الإخوان بعد انشقاقك عنها؟
هي أسوأ جماعة سياسية تتخذ الدين ستارا، والمساجد مقرات ويقولون على الله مالا يفعلون، ويحفظون القرآن ليشتغلوا به سياسياً لا للعبادة، ولا يقبلون من يخالفهم الرأي فالرأي عندهم واحد ومبدأهم الأول السمع والطاعة.
- أين كان شباب جماعة الإخوان قبل ثورة يناير؟
كان شباب الإخوان يعملون في العمل السياسي في الخفاء تحت مظلة الجبهة الوطنية التي كانت تضم الوفد والعربي الناصري، والكرامة، كنا ننظر إلى الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي على أنهما بصيص الأمل الذي تعتمد عليه الجماعة في قيادة ثورة ضد نظام مبارك لإسقاطه. لكن الغريب أنه بعد وصول الجماعة إلى للسلطة بدأت حملة تشويه جميع الرموز التي كانت تتحالف معهم قبل الثورة.
لماذا قررت الانضمام للوفد؟
من وجهة نظري، أظن أن الوفد الحزب الوحيد الذي يمكنه أن يشكل معارضة ضد الإخوان خلال الفترة المقبلة، لأن الأحزاب الجديدة جماعة الإخوان شوهتها قبل نشأتها مثل حزب الدستور الذي أسسه البرادعي.
- من وجهة نظرك لماذا يؤمن الصعيد بفكر جماعة الإخوان؟
ستظل جماعة الإخوان مسيطرة على الصعيد مادام يحكمه الجهل والفقر والإخوان توهم المواطنين أنها ستقيم العدل الإلهي في الأرض مع أنه أفسد قيادات ستعرفهم مصر، بالإضافة إلى أن الشعب المصري كله لديه حمية دينية تجبره أن يصوت للتيار الإسلامي.
محمود مالك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق