انجاز طبي عالمي تحقق علي ارض مصر, حيث ولاول مرة ينجح فريق طبي من جامعة أسيوط في إجراء جراحة نادرة لحالة تحدب وانحناء العمود الفقري وصل الي144 درجة وعلي مرحلة واحدة بعد ان كان اجراء هذه الجراحة عالميا لنسب تحدب لا تتعدي60 درجة وتجري علي3 مراحل وبنسب شفاء لا تتعدي30%.
واحتضنت مستشفي أسيوط الجامعي هذه الجراحة العالمية حيث اجريت لفتاة تبلغ من العمر18 عاما وبلغت درجة التحدب لديها144 درجة وقام الفريق الطبي الذي ضم الأطباء بلال النادي ومحمود فؤاد ومرسي محمد مرسي وضم فريق التخدير الدكتور شريف سيد والدكتور أحمد مندور وعمرو طلعت بإجراء الجراحة التي استمرت لمدة8 ساعات متواصلة تمكن خلالها أطباء التخدير من السيطرة علي تذبذب الدورة الدموية والتنفسية خلال العملية وتمكنت المريضة من التحرك والمشي في اليوم التالي للجراحة في إعجاز علمي نادر تكرر مع معظم الحالات التي أجريت بذات الطريقة خاصة أن الفتاة أصبحت تمتلك عمودا فقريا مستقيما تماما واكتسبت طولا إضافيا في جذعها وصل إلي17 سم وأصبح طولها الآن155 سم بعد أن كان138 سم.
ويقول الدكتور المشتاوي أن مشكلة تحدب الفقرات والعمود الفقري الخلقي بنوعيهالحاد والمستدير تعد من الأمراض القديمة المعروفة, وحاول العلماء خلال السنوات الماضية مساعدة مرضي تحدب الفقرات الخلقي لتمكينهم من العيش بحالة نفسية واجتماعية وصحية عادية مثل أقرانهم الأصحاء إلا أن صلابة وحدة التحدب الخلقي كانت تقف دائما كعائق في تحقيق ذلك, بالإضافة إلي ما للجراحة من مضاعفات خطيرة تصل إلي حد الشلل وربما الوفاة أثناء عملية التصليح مما جعل كثيرا من الجراحين عاجزين عن إجراء هذه الجراحات بنجاح.
ويشير رئيس الفريق الطبي
إلي أن هذه الجراحة تم إجراؤها لعدد18 مريضا حتي الان في مستشفي أسيوط الجامعي بإمكانياته المعتادة, موضحا ان التقنية التي اتبعت اثناء الجراحة تعتمد علي فتح الجلد في منتصف الظهر بمساحة من30 إلي40 سم ثم إخلاء العضلات جزئيا وتسليكها من العظام والفقرات مع المحافظة علي الأربطة والمفاصل, ثم نبدأ بوضع المسامير أعلي وأسفل الحدبة وهذه المسامير ذات رأس لوضع قضيب ممتد داخل الرؤوس لربطها جميعا بعد التصليح في آخر الجراحة.
وفي الخطوات التالية يتم إزالة عظام الصفائح الخلفية للفقرات المشوهة وتعرية وكشف النخاع الشوكي من الخلف وكذلك الأعصاب وجذور الأعصاب وتأكيد سلامتها, وكلتا الخطوتين تمثلان جراحة منفردة, ثم نبدأ في تعرية النخاع من الأمام بإزالة أجسام الفقرات المشوهة جزئيا مع الإبقاء علي الجزء الذي يسند النخاع الشوكي وعدم إزالته وعمل شقوق عظمية لفصل الفقرات وتسهيل امتدادها لتطويل العمود الفقري. بعدها يتم فرد وتسليك الأنسجة والأربطة المجاورة للعمود الفقري وتشمل قطع وتطويل الرباط الطولي الأمامي للعمود الفقري.
وتأتي الخطوة النهائية وتتضمن التصليح النهائي ووضع القضبان في رؤوس المسامير في وضع التصليح النهائي الذي وصلنا إليه بعد فرد العمود من الأمام ومن الخلف ويزد التصليح تدريجيا بإجراء شد جزئي لكل فقرتين علي حدة وفي النهاية يوضع قفص معدني في المنطقة التي تم تطويلها من الأمام يصل طوله إلي10 سم للمساعدة في تخفيف الحمل الواقع علي الفقرات بعد إجراء عملية التسليك من الأمام والخلف, وخلال كل هذه الخطوات يتم التأكد من سلامة النخاع الشوكي والأعصاب بواسطة اختبار الإفاقة الجزئي أثناء العملية والتأكد من تحريك المريض لأطرافه السفلية.
يطالب الدكتور محمد المشتاوي بسرعة إنشاء وحدة لجراحات تشوهات العمود الفقري داخل مستشفي أسيوط الجامعي لتستقبل الحالات المماثلة لتلك الحالة حتي تنتهي معاناة مرضي مصر والدول العربية, خاصة ان تكاليف العلاج بالخارج تفوق الـ100 ألف دولار ولا تصل لتلك النتائج حيث توقف الإصلاح عند حاجز الـ60 درجة وما فوق ذلك يجري علي ثلاث جراحات وتنتهي دائما بالفشل.
وائل سمير
حمادة سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق