جريمة بشعة هزت مدينة نيوجيرسى، وصفتها السلطات فى الولاية بأنها شنيعة، لكن ما هو أكثر إثارة فيها بالنسبة لنا أن جميع أطرافها مصريون، ففى 5 فبراير الجارى وبعد مشاجرة وقعت بين الشبان المصريين الثلاثة قام أحدهم بإطلاق النار على الاثنين الآخرين ليسقطا فى الحال جثثا هامدة.
ولم يكتف الجانى بهذا، فلكى يخفى ملامحهم، قام بفصل رؤوسهم وقطع أياديهم وحمل الجثتين والأشلاء فى سيارة، مرسيدس بيضاء يمتلكها أحد الضحيتين، ليدفنهم فى حديقة بمنزل قديم لعمه، فى حى "بوينا فيستا" جنوب غرب فلادلفيا.
وفى صباح اليوم التالى قام الجانى بإشعال النار فى السيارة حتى يتخلص من أى دليل على جريمته، وهو ما دفع رجال الشرطة لمطاردته، ولكن لم يتم القبض عليه سوى فى شقة بمقاطعة هدسون، الأحد 10 فبراير. حيث علمت الشرطة فى 7 فبراير بوجود الجثث فى حديقة المنزل المملوك لعم الجانى.
وتم القبض على الجانى فى 10 فبراير، حيث وجهت له تهمتين بالقتل وتهمتين بالتمثيل بالجثث. وكان من المقرر الإفراج عنه بكفالة تبلغ 3.3 مليون دولار، غير أن شرطة نيوجيرسى تحتجزه حاليا فى سجن بمقاطعة هدسون.
الجريمة التى وقعت فى مدينة جيرسى سيتى بولاية نيوجيرسى، بداية فبراير الجارى، قد تسبب بعض الجدل فى مصر، حينما يوجه البعض أصابع الاتهام لاحتمال وجود دوافع دينية وراء الحادث، فالجانى هو يوسف إبراهيم، مسلم 28 عاما، والضحايا هم هانى تواضروس، 25 عاما، وأمجد قلدس، 27 عاما.
وتؤكد شرطة الولاية تؤكد حتى الآن أن دوافع الجريمة لم يتم تحديدها بعد، رافضة الحديث عن أى دوافع دينية مثلما يحاول بعض المحافظين داخل الولايات المتحدة تفسيرها. هذا بالإضافة إلى أن الجانى له سجل جنائى سابق وكان موضع رقابة من شرطة الولاية بسبب اتهامه قبل عام بالسطو المسلح.
لكن بعض الصحف المحلية تصر على التلميح باحتمال وقوف دوافع دينية خلف الجريمة، وقالت صحيفة كريستيان بوست، إن تمثيل إبراهيم بالجثث حيث قيامه بقطع رؤوسهم وأياديهم يثير الكثير من الشكوك والتساؤلات، بالنظر إلى أن قطع الرأس عقاب شائع لدى بعض الجماعات والبلدان المسلمة التى تتبنى النظرة المتشددة للشريعة الإسلامية.
وأكد صحيفة نيوجيرسى، الإلكترونية، أن البعض داخل الولايات المتحدة لديه مخاوف كبيرة من أن يكون هناك دوافع دينية للجريمة. وأشارت باميلا جيلر، المدير التنفيذى لمبادرة الدفاع عن الحريات الأمريكية، إلى أن قطع الرأس أمر يتفق مع بعض الأحكام المشددة فى الإسلام. لافتة إلى أن حقيقة أن الضحايا أقباط والقاتل مسلم، يزيد هذه الشكوك، خاصة فى ظل معاناة مسيحى مصر من الاضطهاد المتزايد تحت الحكم الإسلامى.
والضحايا الذين هم من محافظتى أسيوط وأسوان، ليس لهم أى أقارب فى الولايات المتحدة، فهم مجرد شابين مصريين سافرا للعمل هناك والبحث عن مستقبل جديد. وفى أول ظهور للمجرم أمام المحكمة، الأسبوع الماضى، عبر الفيديو من سجن هدسون، رفض الحديث بأى شىء.
وأعربت إيمان عبد الرحيم، صديقة لعائلة الجانى، عن صدمتها من الحادث مشيرة إلى أن إبراهيم كان يبدو شخصا رائعا وعطوف نحو الأطفال". وقالت إنه مسلم لكنه ليس لم يكن متشددا قط.
ولم يعلق الأب ديفيد بيباوى، كاهن كنيسة سان جورج وسان سنودة فى نيوجيرسى، على الحادث. وقال إنه لا يعرف الضحايا شخصيا ولكنهم اعتادوا حضور قداس الأحد. وتكلفت الكنيسة بنقل رفاة الضحيتين إلى مصر حيث أرسلت الجثمان إلى عائلتهم فى أسيوط وأسوان.
انجى مجدى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق