لاشكَّ
أَنَّ مؤسسة بيت العائلة المصرية -التي تم إنشاؤها بمبادرة كريمة ووطنية
مخلصة من فضيلة الامام الاكبر-هي حصن من حصون الدفاع الاجتماعي ضد الفتن
الطائفية والاجتماعية ،وهي تؤدى دوراً عظيماً في سبيل تحقيق الامن
الاجتماعي ووأد الفتن في مهدها،وذلك بشراكة وتعاون مع الكنائس الثلاث،وفي هذا الاطار يتم تنظيم دورات تدريبية وندوات لترسيخ مفاهيم التسامح بين الاديان والمواطنة والتعايش المشترك وقبول الآخر
وفي إحدى الدورات التي نظمها فرع بيت العائلة بأسيوط بالتعاون مع الهيئة القبطية الانجيلية،
لأئِمة المساجد وقساوسة الكنائس،كان المحاضر الرئيس في هذه الدورة؛د.كمال مغيث،وقدعلمت أنه تم إختياره من قِبَلِ الهئيةالقبطية الانجيلية،وقد أجريت معه حواراً فوجدته يكن حقداً شديداً علي التيارات الاسلامية،ويصفها بالوهابية وبأنها إختطفت الوطن
وأنها تريد تغيير هوية مصر،(وهي نفس الاتهامات التي يرددها غُلاةُ العلمانيين)وأنه لابديل عن إسقاط النظام الحالي بأى وسيلة كانت،ولست هنا بصدد رد هذه الاتهامات وتفيدها ؛فذلك أمر معلوم لدى الكافة،
لكنني قمت بالبحث علي الانترنت للتعرف علي شخصية د.كمال مغيث ؛فوجدته -كما توقعت-من غُلاة العلمانيين الذين كان يستخدمهم النظام البائد للهجوم علي الاسلاميين ،بل والاسلام،
:-وفي مقال له بجريدة المصري اليوم
بتاريخ 6 يناير 2008يقوول بالنص:
"هل تكمن المشكلة في تناوله الحجاب باعتباره رمزًا سياسيا وثقافيا، لم تعرفه مصر أغلب فترات تاريخها الحديث، ولعلك إذا شاهدت حفلة من حفلات الستينيات لأم كلثوم أو عبدالحليم حافظ لبذلت جهدًا شديدًا لتتبين بين الحضور" وهم بالآلاف واحدة أو اثنتين ممن يضعن علي رأسهن أي غطاء، فهل لم تكن بلادنا قد عرفت الإسلام بعد، وهل انتظرت بلادنا حتي السبعينيات لتعرف الإسلام علي يد الشيخ الشعراوي، والشيخ كشك وغيرهما من شيوخ الجماعات الإسلامية؟! لم تكن قضية الحجاب إذن هي بيت القصيدة." فهو لايعترف بأن الحجاب فريضة ويضع الامام المجد الشيخ الشعراوى رحمه الله ضمن أئمة التطرف والارهاب من وجهة نظره،وفي مقال آخر رحبَّ بفكرة إنشاء برلمان دولي للاقباط ،
فشأنه شأنُ غُلاة العلمانيين في مُداراة كراهيتهم للاسلام بمحاولة كسب ود الاقباط وتأييدهم حتي في أشد مطالبهم تطرفاً،
كما أنه وصف التعليم في مصر بأنه كهنوتي يرسخ للتطرف والارهاب
وربما يتضح الآن السبب في إختيار الهيئة الانجيلية له محاضراً في ندواتها لدس السم في العسل
ومن المؤسف ألا يتنبه الازهر الشريف لذلك وأن يتم نشر الفكر العلماني والهجوم (المبطن)علي الاسلام برعايته وتحت مظلته
والحقيقة ان الندوات يحاضر فيها علماء من الازهر وقسلوسة من الكنائس ،لكن رجال الازهر للاسف لايتنبهون إلي ما بين السطور وما في ثنايا الكلمات،
لذلك أهيب بالازهر الشريف أن يتحرى الدقة في إختيار المحاضرين في الانشطة التي تحت رعايته، وأيضاً في إختيارالجهات التي يتعاون معها في تنفيذ أنشطة بيت العائلة
،لتكون بحق منبراً لنشر التسامح والإخاء والوسطية ،وليس لنشر الفكر العلماني البغيض الرافض لكل الاديان في الحقيقة،والكاره بشدة للاسلام
ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أذكر فارساً قبطياً من فرسان الوحدة الوطنية في الزمن الجميل؛وهومكرم باشا عبيد الذى قال"أنا مسيحي ديانةً مسلم ثقافةً ومواطنةً"،وفارس آخر قبطي أيضاً هو القمص سرجيوس الذى خطب من منبر الجامع الازهر في ثورة19 قاءئلاً إذا كان وجود الانجليز بحجة حماية الاقباط في مصر فإن الاقباط يفضلون الموت برصاص الانجليز مع إخوانهم المسلمين علي إحتلال الانجليز للبلاد"
وهكذا فإن هوية هذا الوطن كانت وستظل إسلامية وسطية تصبغ النسيج الواحد لابناء الوطن أجمعين علي إختلاف دياناتهم ،يجمعهم حب الوطن والعمل علي رفعته ويجمعهم نيلُ واحد وأرضُ واحدة ،ومحبة وإخاء ألفت بين قلوبهم منذ دخول الاسلام إلي مصر.
أحمدأبوضيف-مقدم برامج بالإذاعة المصرية
AHMADABOUDAIF@YAHOO.COM
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق