المعلومات التي حصلنا عليها تقول: إن هناك حالة إصابة بالجدري في إحدي مدارس اللغات الابتدائية في القاهرة الجديدة، وحالة إصابة أخري بالتيفود بمدرسة محمد فريد في القاهرة و4 إصابات بالغدة النكافية في أشمون بالمنوفية وغيرها.
وفي مطلع العام الدراسي الجاري شهدت مدارس مصر هجوما من أوبئة عديدة.حيث أصاب التيفود تلاميذ كفر سلامون بالبحيرة.. والقراع والجدري ضرب مدارس الأقصر وغيرها والتهاب الملتحمة وأصاب عدداً من تلاميذ أسيوط والغدة النكافية توحشت وإصابات الآلاف من التلاميذ في كل محافظات مصر وفي مقابل هذاكله اكتفت وزارة التعليم بالصمت الرهيب ولم تكلف نفسها بالبحث والتقصي للوقوف علي أسباب انتشار كل هذه الأوبئة خلال عام واحد؟
ومع انتشار كثير من الأمراض الوبائية في العديد من المدارس بمحافظات مصر انتشرت حالة من الذعر والرعب بين ملايين الأسر خوفا علي ابنائها خاصة بعد تفشي الغدة النكافية بين التلاميذ ووصول الإصابات للآلاف وكذلك لانتشار التيفود والقراع والملتحمة في ظل نفي وزارتي التعليم والصحة وتأكيدهما المستمر علي توافر الأمصال والتطعيمات! وهو ما يتنافي مع استمرار شكاوي المواطنين من نقص الأمصال والتطعيمات وخاصة طعم شلل الأطفال.
وسادت حالة استياء وغضب محافظات أسيوط وكفر الشيخ والغربية وسوهاج والدقهلية بسبب
النقص الشديد من أمصال شلل الأطفال والذي أصبح يهدد مصر من جديد بعد نقصه! وينذر بكارثة خاصة وأنه تطعيم ضروري للطفل منذ الولادة وحتي 6 أشهر للوقاية من الإصابة بشلل الأطفال - وهو المرض الذي كان قد اختفي من مصر منذ سنوات ثم عاد للظهور من جديد طبقاً لتأكيدات عدد الأطباء.
وشهدت البلاد أيضاً نقصا في تطعيم المربع والذي يضم تطعيمات ضد 4 أمراض هي الثلاثي، والدفتريا، التيتانوس أو الكزاز والسعال الديكي بالإضافة إلي التطعيم ضد فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي B وهو ما واجهته مديرية صحة الدقهلية بتوفير كميات من التطعيمات لمكاتب صحة طنطا وأول وثاني المنصورة وظل 20 مركزا أخري تعاني من نقصها الحاد وعندها اعترف الدكتور محمد مصطفي حامد وزير الصحة - آنذاك - بوجود نقص في أمصال ولقاحات الأطفال في بعض المستشفيات والوحدات الصحية وأكد أن مسئولي الوزارة السابقين لم يوقعوا علي طلبات توريد التطعيمات في مارس الماضي، كما اعترف الدكتور عمرو قنديل مساعد الوزير للطب الوقائي بوجود عجز في الأمصال فيما عدا مصل ثلاثي البكتريا!
وتؤكد المعلومات التي حصلنا عليها أن الأمراض في طريقها لمحاصرة تلاميذ المدارس خلال العام الجاري، فبعد التيفود والملتحمة والغدة النكافية والقراع في بداية العام، بدأ ظهور الجدري والتيفود والغدة النكافية أيضا في بعض المدارس
بسبب نقص التطعيمات..
د. حلمي أمين: مكاتب الصحة ترفع شعار «فوت علينا بكرة»!
الدكتور حلمي أمين محمد - استشاري الأطفال وحديثي الولادة أخصائي حساسية الصدر.. يؤكد النقص في الامصال والتطعيمات ويقول: هناك نقص في الامصال والتطعيمات لدي القطاع الحكومي والخاص علي حد السواء وخاصة مع انخفاض الاستيراد هذه التطعيمات بسبب الأزمة المالية التي نعاني منها منذ اندلاع الثورة.
وأضاف: أمصال التيفود والجدري من أهم الامصال التي تعاني الأسواق من نقصها وواصل: للأسف عاد شلل الأطفال في الظهور من جديد وأصبحنا نسمع عن بعض الحالات، وبشكل عام فهناك تخفيض للجرعات المقررة في الحملات التنشيطية لبعض الأوبئة وعلي رأسها «شلل الأطفال».
وأشار الدكتور حلمي إلي زيادة الشكوي من عدم توافر الأمصال والتطعيمات المقرر تقديمها من خلال المدارس وعلي رأسها أمصال الالتهاب السحائي والحمي الشوكية وهو ما يدفعهم للذهاب للمصل واللقاح أو الحضور للعيادات الخاصة والتي بدورها تشتكي هذه الأيام من نقص بعض التطعيمات وبالنسبة للأطفال الرضع فتشتكي الأمهات من الذهاب أكثر من مرة وللحصول علي التطعيمات المقررة وفقا لجدول شهادة الميلاد ولا يجدونها في مواعيدها وأصبح شعار فوت علينا بكرة مرفوع في بعض مكاتب الصحة.. فلم تعد المقررات تصرف في مواعيدها العمرية ولا حتي الحملات التنشيطية تجري بانتظام، وأضاف الدكتور حلمي أمين: في مقابل التطعيمات في مكاتب الصحة الرسمية انتعشت السوق السوداء لهذه الطعوم!
أحمد مصطفي - مشرف طبي بكبري الشركات المستوردة للأمصال والتطعيمات والمختصة بمصل - الجدري - أكد علي نقص الأمصال والتطعيمات منذ ثورة 25 يناير حتي الآن وخاصة أمصال الجدري والإنفلونزا والدرن، وأرجع ذلك إلي مشاكل تتعلق بعملية الاستيراد إضافة إلي كثرة ما شهدته وزارة الصحة من تغيرات في قياداتها ومسئوليها مما جعلهم يتحفظون لدرجة الخوف من التوقيع علي أي شحنة مطلوب استيرادها ما يعطل من مطالبات الاستيراد ومن خلالها للبلاد في المواعيد المناسبة للتطعيمات.
ويضيف: هناك أيضا ما يحدث بسوق الدولار وتأثيره أحيانا فيما يتم استيراده فالدولار مهم وضرورة لاستكمال أي عملية استيرادية وبالتالي أي أزمة يمر بها الدولار في مصر ينعكس سلبا علي عملية الاستيراد.
الأسر الفقيرة تدفع الثمن!
ويرجع الدكتور يوسف جابر الملاح استشاري الأطفال عودة بعض الأمراض الوبائية لأسباب متعددة خلال نقص الأمصال والتطعيمات أهمها انخفاض الوعي بأهمية التطعيم لدي بعض الأسر الفقيرة، كذلك عدم تناسب الجرعات المقررة والمحددة مع تفاقم مشكلة الزيادة السكانية من جديد والتي انعكست علي جودة الخدمة فأعداد المراكز والوحدات الصحية لم تعد قادرة علي تقديم خدمات متكاملة لكل السكان لتزايد عددهم بشكل كبير بعدما فشلت برامج وخطط تنظيم الأسرة وزادت معدلات الفقر التي أدت لزيادة معدل الإنجاب لدي الأسر الفقيرة وغير المتعلمة من أجل استخدام الأطفال في السعي علي الرزق ومساعدتهم في توفير لقمة العيش.
وأضاف الدكتور يوسف: شلل الأطفال عاد للظهور من جديد وبالتحديد منذ 2005 ولكن تم التغطية علي تلك العودة والتي ظهرت بشائرها في التربة بالمنيا والتي كانت مجاريها إيجابية لميكروب شلل الأطفال، ولكن سوزان مبارك ولتحمسها للقضاء عليه وإعلان مصر شبه خالية من شلل الأطفال كان وراء إخفاء تلك الحقيقة.
«عابدين التعليمية» تنفي ظهور
التيفود.. والشئون القانونية بالصحة: ظهور شلل الأطفال «إشاعات مغرضة»!!
وبعد كشف إدارة عابدين التعليمية بالقاهرة عن ظهور أول حالة إصابة بالتيفود بين طلاب مدرسة محمد فريد.. أكد محمد السروجي المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم عدم علم الوزارة بظهور حالات إصابة بالمرض داخل المدارس.
كما نفي الدكتور عبدالعاطي عبدالعليم رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية بوزارة الصحة «حدوث أي نقص بأمصال» وتطعيمات الأطفال بشكل عام وتلاميذ المدارس علي وجه الخصوص.. وقال: باستثناء ما شهدناه من نقص خلال الفترة الماضية في «الثلاثي» و«المربع» تم حل المشكلة من خلال اليونيسيف بـ 2 مليون جرعة، وأكد الدكتور عبدالعاطي عدم وجود أي نقص في أمصال الالتهاب السحائي والحمي الشوكية بالمدارس، وقال: بالنسبة لشلل الأطفال اتحدي من يثبت وجوده وعودته للظهور من جديد بسبب نقص الأمصال، فمصر خالية من شلل الأطفال نهائيا منذ 2004، وما ظهر من سلالة كان بالمجاري والصرف الصحي بمنطقة الهجانة وقد تم التعامل معها من خلال حملات مستمرة عليها للتأكد من خلوها ومن هذه السلالات للقضاء علي الميكروب وقد كان!
ولذلك.. والكلام للدكتور عبدالعاطي: هناك ضرورة لعدم الانصياع لأي شائعات مغرضة.
وواصل إذا كان بالفعل هناك نقص في الأمصال والتطعيمات لأي أسباب سنصارح المواطنين تجنبا لأي مشاكل وللوقوف صفا واحدا عند مواجهة أي مشكلة خاصة وإذا كانت الأسباب خارجة عن إرادة الوزارة أو الدولة ككل، فنحن ليس لدينا ما نخفيه!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق